وجه منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، علي الزعتري، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، نبه خلالها إلى أن الأزمة الإنسانية في ليبيا «تشتعل بلا هودة» وأن اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين يواجهون «مشكلات كبيرة متعلقة بالحماية واحتياجات إنسانية، تشمل الحرمان من الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية أو الحصول عليها بشكل محدود».

وقال الزعتري في رسالته التي وزعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اليوم الإثنين، «كان إجمالي عدد الأشخاص المحتاجين ضمن فئة المهاجرين واللاجئين في خطة الاستجابة الإنسانية لليبيا لعام 2016 هو 250000 شخص منهم 100000 شخص من اللاجئين وطالبي اللجوء».

وأضاف أن أحدث الأرقام التي سجلتها المنظمة الدولية للهجرة «تتحدث عن 417123 من النازحين». مشيرًا إلى أن «خطة الاستجابة الإنسانية لا تزال ضعيفة التمويل مما لا يمكن من تقديم استجابة إنسانية مناسبة لاحتياجات المتضررين على الرغم من الحاجة الماسة».

وأوضح الزعتري أن اليوم العالمي للاجئين «هو الوقت الذي يتم فيه حصر التأثير المدمر للحرب والاضطهاد على حياة من أجبروا على الفرار وتكريم شجاعتهم وقدرتهم على المقاومة. كما أنه وقت الإشادة بالمجتمعات والدول التي تستقبلهم وتستضيفهم». لافتًا إلى أن «الكثير من هذه الأمثلة الإيجابية موجودة في منطقتنا».

وحيا منسق الشؤون الإنسانية في رسالته «الكثير من المجتمعات الليبية التي تستضيف اللاجئين الذين يعبرون مناطقهم وتقدم لهم المساعدات الأساسية، وإن كان ذلك من خلال وسائل وموارد محدودة»، متعهدًا بمساعدتهم بكل ما أوتي من قدرات.

وبيّن الزعتري أن «هناك حاجة عاجلة للاستفادة من هذه الأمثلة الإيجابية وتوسيعها». وشدد على ضرورة أن تكون الاستجابة للاجئين «مرتكزة على القيم المشتركة من مشاركة المسؤولية وعدم التمييز وحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين، بما في ذلك مبدأ عدم الإعادة القسرية». وأضاف «يجب أن نقف معًا مع الرجال والنساء والأطفال الذين يهربون من منازلهم كل عام لكي نضمن حماية حقوقهم وكرامتهم أينما كانوا، وأن يكون هذا التضامن والتعاطف في قلب استجابتنا الجماعية».

وأشار إلى أن الصراعات الجديدة والمتكررة والأشكال التي تثير القلق أكثر من أي وقت مضى من العنف والاضطهاد، «تدفع الناس إلى الهروب بحثًا عن الأمان داخل بلادهم أو لعبور الحدود الدولية كطالبي لجوء أو لاجئين».

وأكد منسق الشؤون الإنسانية أن النزوح القسري على المستوى العالمي وصل «مستويات غير مسبوقة»، مبينًا أنه «تم تشريد أكثر من 65 مليون شخص من منازلهم على مستوى العالم».

ولفت الزعتري إلى أنه «ومنذ بداية العام عبر آلاف المهاجرين واللاجئين البحر المتوسط في زوارق غير صالحة للإبحار وقوارب رديئة. وللأسف لم ينج 2859 من هؤلاء من هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، وهو ما يشكل شهادة مأساوية على فشلنا الجماعي في معالجة محنتهم بالشكل المناسب». مؤكدًا أن عددًا كبيرًا منهم «شرع في هذه الرحلة إلى المجهول انطلاقًا من ليبيا، وانجرفت الكثير من الجثث إلى شواطئ ليبيا حيث تم دفنهم هناك».