Atwasat

المحامية عزة المقهور: الاتفاق السياسي يتجه إلى عكس أهدافه وقد لا يصمد

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 14 يونيو 2016, 09:40 مساء
WTV_Frequency

حذرت عضوة لجنة فبراير المحامية عزة المقهور من أن الاتفاق السياسي يتجه إلى عكس أهدافه وقد لا يصمد، لأن العقود والاتفاقات التي أبرمت لإنهاء النزاعات المسلحة يجب أن تطبق بحسن النوايا وبروح المسؤولية والتعاون.

وإن فشلت أطراف الاتفاق في ذلك واستبدلت حسن النوايا بسوئها، أو استسلمت وخضعت للجهات المسؤولة عن النزاع ولم تستطع مواجهتها وتطبيق التزاماتها لكبح جماحها والسيطرة عليها، والتفتت عن معاناة المواطن ودهست على كرامته، والذي لا ناقة له ولا جمل في كل هذه الصراعات التي تدور رحاها على أرضه.

واعتبرت المحامية عزة المقهور في مقالها المنشور في جريدة «الوسط» أن فائز السراج هو رئيس للمجلس الرئاسي وليس رئيسًا لحكومة الوفاق الوطني ولا يمكنه ممارسة الاختصاصات المناطة بـ«حكومة الوفاق الوطني»، الواردة في نصوص الاتفاق، وأن عمل المجلس الرئاسي يقتصر على ما أنيط به على سبيل الحصر في الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات، وأن مقاطعة أعضاء المجلس الرئاسي، بل وقيام أحد أعضائه بإصدار قرارات منفردة يخالف المادة 8/2 من الاتفاق التي تتطلب الإجماع.

وقالت عزة المقهور إن الاتفاق السياسي الليبي جعل السلطة التنفيذية مركبة من ثلاثة مستويات وهي رئيس مجلس رئاسة الوزراء (المجلس الرئاسي) ومجلس رئاسة الوزراء «رئيس مجلس الوزراء + خمس نواب لرئيس مجلس الوزراء+ ثلاث وزراء، وزير لشؤون رئاسة مجلس الوزراء والتشريع/ وزير لشؤون المجالس المتخصصة/ وزير لشؤون المجتمع المدني»، والحكومة «مجلس الوزراء ويتشكل من 1 و 2 و عدد من الوزراء»، وعليه فإن حكومة الوفاق الوطني وفقا لتركيبتها الواردة في الاتفاق السياسي، لا تكون إلا بمكوناتها الثلاثة وإن السلطة التنفيذية هذه لم تكتمل حيث لم يتحقق إلا مكوناها الأول والثاني، والنتيجة هي أن رئيس السلطة التنفيذية الحالي هو رئيس المجلس الرئاسي لمجلس الوزراء وليس رئيسًا لحكومة الوفاق الوطني بعد.

وأشارت المقهور إلى أن خروقات واضحة حدثت للاتفاق السياسي أثناء تطبيقه والقفز على نصوصه والتسرع في تشكيل المؤسسات الجديدة دون ترو ودراسة وبالمخالفة أحيانًا للاتفاق السياسي وهذا ما حدث بالنسبة لتشكيل مجلس الدولة، ناهيك عن غياب أهم عنصر في تطبيق الاتفاقيات ألا وهو مبدأ حسن النوايا، فرغم اعتماد وتصديق مجلس النواب على الاتفاق في يناير الماضي، إلا أنه لم يصدر تعديلاً دستوريًا يعطي الاتفاق قوة قانونية ليصبح تشريعًا، كما وأن مجلس النواب حتى اليوم لم يمنح الثقة للحكومة المقترحة من رئيس المجلس الرئاسي، وها هي ليبيا تدخل اليوم دوامة أخرى منشأها سياسي ونتائجها قد تكون لا سمح الله أتون حرب جديدة.

ولفتت عزة المقهور إلى عدم فعالية مجلس النواب وتقصيره في التعامل بروح المسؤولية مع الاتفاق السياسي. فبعد التوقيع عليه واعتماده في جلسة رسمية، وهما خطوتان ترتبان آثارا ونتائج، كان عليه أن يتحلى بروح المصلحة العامة وأن يتعامل مع هذه النتائج خاصة ما تعلق بمنح الثقة للحكومة ومراقبتها ومحاسبتها بل حتى إقالتها وفقًا للاتفاق، وإصدار تعديل دستوري، وأداء واجباته البرلمانية وهو روح الشعب وصوته، وحماية البلاد من المزيد من التدخلات الأجنبية. إن في عدم فعالية مجلس النواب ما قد يستدعي تدخلا مباشرا وحينها لن تنفع كل التبريرات.

واتهمت المحامية عزة المقهور المجتمع الدولي بعدم الجدية والتفرقة في تعامله مع مؤسسات الدولة المنبثقة عن الاتفاق بتقوية مؤسسة وإهمال أخرى أو تجاوزها، أو فرض العقوبات على «س» من الناس دون آخرين، واستعمال سياسة العصا والجزرة لتحقيق مكاسب سياسية هي معاملة لن تزيد الوضع إلا تعقيدًا وتدفع به من حافة الجرف، ففرح المجتمع الدولي بعودة أعضاء من المجلس الرئاسي إلى طرابلس لا يعفيه من مسؤولية العمل بجدية لتنفيذ الاتفاق بما في ذلك تنفيذ التزاماته الواردة في الاتفاق السياسي، خاصة منها تلك المتعلقة بالترتيبات الأمنية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
صب قواعد خرسانية لـ5 أبراج على خط الرويس - أبوعرقوب
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
العثور على 3 قذائف هاون بسهل جفارة
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
الشهوبي يبحث التعاون مع «بيكر» العالمية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم