أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم برئاسة عبدالحكيم الشلماني، بشكل رسمي، صباح الإثنين الماضي، التعاقد مع المدرب الفرنسي كورنثيانز مارتينيز، لقيادة المنتخب الأول لكرة القدم. ونشر الاتحاد الليبي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، نبأ التعاقد مع مارتينيز، دون ذكر تفاصيل حول مدة أو قيمة العقد.

وأوضح اتحاد الكرة في بيان نشره عبر حسابه، أن المدرب وصل إلى العاصمة طرابلس، أمس الخميس، الرابع عشر من شهر أبريل الجاري؛ من أجل توقيع العقد مع الاتحاد الليبي لكرة القدم ومباشرة مهامه رسمياً لقيادة المنتخب الليبي، استعداداً لاستحقاقات المقبلة. وينتظر أن يحل كورنثيانز مارتينيز بطرابلس برفقة مدربه المساعد الموريتاني صال مصطفى، الذى رافقه وعمل إلى جانبه طوال فترة توليه تدريب المنتخب الموريتاني.

وكان مارتينيز تابع مباراتي المنتخب الوطني أمام النيجر وموريتانيا خلال مشاركته الأخيرة بدورة نواكشوط الودية الدولية وعقد لقاءً ثنائياً مع رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عبدالحكيم الشلماني، في العاصمة الموريتانية تمت خلاله مناقشة كافة التفاصيل المتعلقة ببنود العقد.

استحقاقات تنتظر مارتينيز مع المنتخب
وسيباشر المدير الفني الفرنسي الجديد مهامه فور توقيع العقد، وستكون أبرز الاستحقاقات والالتزامات الدولية التي تنتظره قيادة «فرسان التوسط» خلال تصفيات بطولة أمم أفريقيا «الكان» التي ستقام نهائياتها بملاعب ساحل العاج العام 2023، التي ستنطلق تصفياتها بداية من مطلع شهر يونيو المقبل إلى جانب قيادة المنتخب الليبي خلال تصفيات بطولة أفريقيا للاعبين المحليين التي ستقام نهائياها بالجزائر. وكان المدير الفني الفرنسي، مارتينيز، تولى مهمة تدريب منتخب موريتانيا الأول منذ مطلع العام 2015 ونجح في قيادة منتخب «المرابطون» للتأهل إلى نهائيات بطولة الأمم الأفريقية في مناسبتين متتاليتين خلال نسختي العامين 2019 و2021.

وأكد عضو مجلس إدارة المكتب التنفيذي للاتحاد الليبي لكرة القدم، نوري جموم، في تصريحات تلفزيونية، في وقت سابق، أن التعاقد الرسمي مع مارتينيز سيكون في طرابلس من خلال إقامة مؤتمر صحفي للمدرب في الرابع عشر من شهر أبريل الجاري، وقال جموم: «اتفقنا على جميع بنود التعاقد مع المدرب؛ ومنها تعيين مدرب وطني مساعداً أول له، ومدرب موريتاني مساعداً ثانياً له مع حضور مدرب الحراس واللياقة البدنية رفقة المدرب».

مارتينيز يخلف كليمنتي
وكشفت مصادر داخل اتحاد الكرة الليبي لـ«الوسط» في وقت سابق، أن اختيار مسؤولي الاتحاد وقع على المدير الفني الفرنسي كورنثيانز مارتينيز لقيادة «فرسان المتوسط» ليخلف المدرب الإسباني السابق كليمنتي، الذي جرى فسخ عقده بالتراضي، فعلى عكس الولاية الأولى لرحيل كليمنتي، فسخ اتحاد الكرة الليبي بقيادة عبدالحكيم الشلماني عقد كليمنتي بالتراضي في الولاية الثانية، ليفك الطرفان الارتباط بينهما في هدوء، بعكس الولاية الأولى التي شهدت حالة من الشد والجذب والشكاوى في الاتحاد الدولي «فيفا»، بسبب بعض المستحقات المالية المتبقية، ليدرس اتحاد الكرة خيارات جديدة لقيادة «فرسان المتوسط» في التصفيات المؤهلة نحو كأس الأمم الأفريقية المقبلة بكوت ديفوار «كان 2023». 

للاطلاع على العدد 334 من جريدة «الوسط» اضغط هنا

وأسفر الاجتماع واللقاء المشترك الذي جمع كليمنتي مع الشلماني عن اتفاق يقضي بفسخ العقد بالتراضي بين الطرفين، كما كلف الاتحاد الليبي لكرة القدم الإدارة الفنية باتحاد الكرة دراسة عدد من السير الذاتية، لعدد من المدربين الذين يمثلون مدارس تدريبية مختلفة لقيادة المنتخب خلال المرحلة المقبلة، واختيار المدرب المناسب الذي سيقود الفريق الوطني خلال تصفيات «كان 2023»، على أن تكون دورة موريتانيا الدولية المصغرة بداية تعارف المدرب الجديد بنجوم «فرسان المتوسط».

أسباب فسخ عقد كليمنتي
وصنع كليمنتي مع المنتخب في الفترة الأخيرة حالة من القلق وعدم الاستقرار، وزاد القلق مع قرب بدء التصفيات المؤهلة نحو كأس الأمم الأفريقية المقبلة في كوت ديفوار «كان 2023»، دون أن تتضح خريطة العمل بشكل قوي في المستقبل القريب، بعد أن أخفق منتخب ليبيا في التأهل لبطولة الأمم الأفريقية الـ33 بالكاميرون، التي فاز بلقبها أخيراً منتخب السنغال على حساب مصر، فضلاً عن الإخفاق في الوصول إلى المرحلة الختامية من التصفيات المؤهلة نحو كأس العالم المقبلة «قطر 2022» في مارس الماضي.

وكشف رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، عبدالحكيم الشلماني، في حوار إلى «الوسط» عن أسباب فسخ عقد المدير الفني السابق الإسباني خافيير كليمنتي بالتراضي. وقال: «نقدم لكليمنتي كل التقدير والاحترام ونشكره على كل ما قدمه خلال تواجده في ليبيا، بالتأكيد الظروف لم تساعدنا في تطبيق شروط العقد، وهي البقاء في ليبيا ومتابعة كل ما يحدث بها، وفي النهائية تم انتهاء التعاقد معه بالتراضي بعد خلافات كثيرة وأيضاً لإرضاء مطالب الشارع الرياضي». وأضاف الشلماني: «اتحاد الكرة دائماً مرتبط بالنتائج التي يقدمها المنتخب الوطني، لذلك الشارع الرياضي لم يعطِ لنا الفرصة الكاملة في ظل وجود كليمنتي.. اختيار المدرب الإسباني جاء خلال لجنة فنية ضمت مدربين عديدين من داخل ليبيا، ولكن كنت راضياً أنا والزملاء في اتحاد الكرة على اختيار كليمنتي لأنه كان على علم بالكرة الليبية». وأوضح: «قيمة 25 ألف يورو قيمة قليلة بالنسبة لمدير فني للمنتخب الوطني، مقارنة بالمدربين الآخرين في منتخابات منتخبات القارة، في الدول الأخرى مثل مصر والجزائر والمغرب، كما أنه يوجد شروط لم يتم توفيرها للمدير الفني للمنتخب الليبي مقارنة بالدول الأخرى مثل الأمان والإقامة».

وأكد رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم، أن المنتخب الوطني سيعود لاستئناف نشاطه من جديد بخوضه عدداً من المباريات الودية الدولية خلال أيام الأجندة الدولية المقررة من قبل الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» استعداداً للاستحقاقات والالتزامات الدولية المقبلة، وينتظر اتحاد الكرة التعرف أكثر على أفكار المدير الفني الجديد. وودع المنتخب الوطني الليبي الأول لكرة القدم ثلاثة محافل مهمة في 2021، ليغيب «فرسان المتوسط» عن مونديال العرب في قطر، الذي اختتم في 18 ديسمبر الماضي، وفاز باللقب المنتخب الجزائري، كما شمل الغياب عن بطولة الأمم الأفريقية في الكاميرون، وأخيراً المرحلة الختامية المؤهلة نحو كأس العالم المقبلة «قطر 2022»، واحتل منتخب ليبيا المركز الثالث في مجموعته السادسة الأفريقية المؤهلة نحو كأس العالم.