حلت الخميس الماضي ذكرى جديدة من اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير العام 2011، ومع مرور وحلول الذكرى الحادية عشرة تستعيد الوسط شريط الذكريات، وعدداً من الأحداث الرياضية المهمة المحلية والدولية التي عاشتها الرياضة الليبية طوال السنوات الماضية، التي مر بعضها عصيباً، فيما انتعشت وتحققت بعض النجاحات في سنوات ومواسم أخرى كانت أكثر تميزاً.

على صعيد نشاط كرة القدم المحلية أُقيمت وانتظمت مباريات الدوري الليبي لكرة القدم وأُقيمت على مدى أربع نسخ متتالية، حيث شهدت السنوات الـ11 الماضية إقامة أربعة مواسم كروية مكتملة تعاقب على التتويج بلقبها فرق «الأهلي طرابلس»، في موسمين متتاليين، ثم نجح فريق «النصر» في الظفر بالبطولة، واستعاد فريق «الاتحاد» اللقب المحلي بعد غياب ليظفر ببطولة النسخة الأخيرة، فيما دخلت منافسات بطولة الدوري الليبي هذا الموسم التي تحمل النسخة 47 مرحلة الاياب.

وكان للفرق المحلية حضور وتواجد وظهور بارز في ملاعب ومسابقات القارة الأفريقية، حيث تمكن فريق «الأهلي طرابلس» من بلوغ دور المجموعات ببطولة «الكونفدرالية» العام 2016، كما بلغ الفريق الدور ربع النهائي من دوري الأبطال الأفريقي العام 2017، ونجح فريق «النصر» في بلوغ الدور ربع النهائي لبطولة «الكونفدرالية الأفريقية» العام 2020، ونجح فريق «الأهلي بنغازي» في التأهل لدور المجموعات لبطولة «الكونفدرالية الأفريقية» العام 2021.

وعلى صعيد نشاط المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، تمكن المنتخب الوطني من التتويج ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين «شان» التي أُقيمت العام 2014 بملاعب جنوب أفريقيا، وهي أول بطولة أفريقية في تاريخ مشاركات المنتخب الليبي، وتوج المنتخب بلقبه الأفريقي الأول بقيادة المدرب الإسباني خافيير كليمنتي، حيث ظفر منتخب «فرسان المتوسط»، باللقب عقب فوزه في المباراة النهائية على حساب المنتخب الغاني بفضل ركلات الترجيح.

كما شهدت السنوات الأخيرة مشاركات عديدة في بطولات شمال أفريقيا لكرة القدم لمنتخبات الناشئين والشباب في إطار الحرص على بناء وإعداد منتخبات شابة كونها خير داعمة للمنتخبات الأولى. وبعد سنوات عصيبة مرت على الفرق والمنتخبات المحلية خاضت خلالها جميع مبارياتها ومنافساتها خارج الديار، تحملت خلالها الكثير من المشاق، نجحت مساعي وجهود الاتحاد الليبي لكرة القدم في رفع الحظر المفروض عن الملاعب الليبية، ووضع حد لرحلة المعاناة لتعود الفرق والمنتخبات لخوض مبارياتها على ملاعبها بعد غياب وسنوات مرت عجاف على الكرة الليبية للدفاع عن حظوظها في المنافسة. وعاد المنتخب الليبي لخوض مبارياته ضمن تصفيات أفريقيا وتصفيات كأس العالم على ملعب «شهداء بنينا».

كما خاض فريق «الأهلي بنغازي» مبارياته بدور المجموعات لبطولة «الكونفدرالية» على ملعبه، ويتأهب فريقا «الاتحاد» و«الأهلي طرابلس» هذا الموسم، وبداية من الأسبوع المقبل لخوض غمار منافسات دور المجموعات لبطولة «الكونفدرالية»، بملعب «شهداء بنينا»، حيث تعد هذه المرة الأولى التي يكون فيها التأهل ثنائياً معاً في مسابقة أفريقية واحدة لممثلي الكرة الليبية «الاتحاد» و«الأهلي طرابلس».

وكان للرياضات الفردية تميز وحضور لافت في عديد البطولات الدولية بعد الثورة الليبية، ولعل أبرز هذه النجاحات تلك التي حققها بطل الملاكمة العالمي مالك الزناد، الذي تألق في حلبات الملاكمة الدولية، وبطل كمال وبناء الأجسام العالمي كمال القرقني، إلى جانب تالق أبطال في رياضة الكاراتيه والقوة البدنية الذين توجوا بالقلائد الذهبية والفضية في مختلف البطولات الدولية والعالمية.