يستحق نادى الهلال أن يكون هو نادي العام 2019 الذي ودعنا أيامه وطوينا صفحاته منذ أيام قليلة فهذا النادي العريق الذي تعرض للدمار على صعيد ملاعبه ومنشآته الرياضية ومقره الإداري وكافة مرافقه وبنيته التحتية، حتى إن الكثيرين اعتقدوا أن النادي يحتاج إلى وقت طويل كي يستعيد عافيته وجاهزيتهن ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يتحول هذا الدمار إلى إعمار وازدهار وتطور سريع ولافت ومبهر على كافة المستويات جعلته يعيش واحدة من أزهى فتراته وأبهى مراحله.

الاتجاه الصحيح

سارع النادي في أولى خطواته بعد العودة إلى مقره المدمر لانتخاب مجلس إدارة جديد خلال شهر يونيو من منتصف العام الماضي قاده الدكتور نادر أبوشناف الذي أعلن التحدي ووضع خارطة طريق وقاد ثورة التغيير الشامل بالنادي ولملمة أوراقه المبعثرة وإعادة ترتيب البيت الأزرق الإداري من جديد وهيكلته الإدارية وإعادة تأهيل كافة مرافقه وملاعبه الرياضية وخلال فترة زمنية قصيرة من تسلمه مقاليد الأمور الإدارية وقيادة فريقه الإداري الجديد والإعلان عن برنامجه الانتخابي الذي بدأ يرى النور سريعا أصبح بفضل جهوده المضنية والكبيرة يرتدي حلة جديدة وصار أروع مما كان عليه في أي وقت مضى وقبلة كل محبي الرياضة وملتقى لمختلف الأجيال الهلالية وصار النادي نموذجيا بامتياز.

قفزة للأفضل

أصبح النادي يملك ملاعب وقاعات رياضية مغطاة للألعاب الجماعية ومقارا إدارية ولم يهمل حتى الأطفال من أبناء رواد النادي، حيث خصص لهم أماكن وألعابا ترفيهية، وأعلن مجلس إدارة النادي المنتخب عن حصاد خطة التنمية والتطوير الشاملة بالنادي، والتي تضمنت الاستمرار في أعمال التطوير وتجديد كافة مرافقه وتطوير المقار الإدارية إلى جانب التعاقد مع شركة امبرو العالمية وتطوير ملاعب كرة القدم وصيانة وتطوير الصالات وأكاديمية الهلال لكرة اليد وكرة القدم، بالإضافة لقسم الإعلام وأنشطة المركز الإعلامي، كذلك قرب افتتاح المتجر الرسمي لنادى الهلال ومؤسسة الهلال للخدمة المجتمعية والتنمية المستدامة.

الخبرات العربية

قامت إدارة النادي بتعيين المهندس حسام بدر خبير التسويق الرياضي المصري في منصب المستشار الرياضي ومدير التطوير بالنادي من أجل الاستفادة من الخبرات المصرية في مجال التسويق الرياضي والتكنولوجي في تطوير النادي والارتقاء بالبنية التحتية.

شعار جديد

كشف النادي عن شعاره الجديد وتميمته الرسمية ليكون بذلك أول ناد ليبي والثاني بشمال أفريقيا بعد بيراميدز المصري الذي يظهر بتميمة خاصة به، وهو عبارة عن صورة لطفل يدعى «علي» يلعب الكرة حاملا العلم الليبي ويمثل رمزا للأمل والسلام، ولم يكتف النادي الكبير بهذه النقلة الكبيرة والقفزة الهائلة بل ذهب بعيدا وتعدى ذلك ليقوم بأدوار بارزة ورئيسية عجزت عن أدائها الوزارات الكبيرة والاتحادات، حيث نجح النادي بامتياز في استضافة ورعاية واحتضان وتنظيم الكثير من البطولات والأحداث الرياضية في ألعاب مختلفة منها الشطرنج والسنوكر وكرة السلة والملاكمة، وكان داعما لكرة القدم الليبية ومساهما في رفع الحظر عن ملاعبها باستضافته فريق غورماهيا الكيني في أول مباراة ودية دولية تشهدها مدينة بنغازي منذ أكثر من ست سنوات، واستضافته ورعايته لبطولة الراحل محمد مخلوف الدولية لرياضة القوة البدنية بحضور رئيس الاتحاد الأفريقي للعبة بمشاركة أكثر من سبع دول عربية وأفريقية.

لمسات وفاء 

للمسات الوفاء حضور وتميز، حيث أطلقت إدارة النادي على قاعة الاجتماعات الحديثة اسم الراحل محمد حمي أحد أبرز رموز النادي، وحمل ملعب كرة القدم الرئيسي بالنادي اسم المؤسس الراحل مصطفى أبوستة تقديرا ووفاء لرموزه الأوائل، إلى جانب تسمية باقي المرافق الأخرى للعديد من الأسماء التي قدمت الكثير للمؤسسة الزرقاء، كما قام النادي بتكريم عدد من نجومه في عصره الذهبي الزاهي وهو اللاعب الدولي الكبير علي الشعالية إلى جانب عدد من الزيارات ولمسات الوفاء التكريمية لعدد من نجوم الأمس بنادي الهلال الذي استحق أن يكون نادي العام بامتياز، والنادي النموذجي الأول في ليبيا كنادٍ رياضي وثقافي واجتماعي، وقد استعاد سنواته ومواسمه الذهبية الزاهية وهو يدخل ويعانق العام الجديد بحلة جديدة ورؤية احترافية فريدة من نوعها، وهو النادي الذي يستعد خلاله للاحتفال بعيده الجديد الذي يصادف يوم 23 من شهر مارس المقبل بما يليق بتاريخه الحافل والناصع على مر الأجيال منذ ظهوره وبروزه مطلع الخمسينات.