لا حديث يعلو فوق الحديث عن مباراة منتخب ليبيا أمام جنوب أفريقيا المصيرية، الأحد المقبل، ضمن ختام تصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة لبطولة الأمم الأفريقية المقبلة في مصر، ويتسلح منتخب «فرسان المتوسط» بتسعة محترفين هم الأبرز على الساحة في الوقت الراهن، حيث يعول الجهاز الفني بقيادة المدربين فوزي العيساوي وأبوبكر باني على قدرات وخبرات المحترفين في إحداث حالة نوعية في الأداء والمستويين الفني والبدني، إذ يتصارع منتخبا ليبيا وجنوب أفريقيا على بطاقة الصعود الثانية، بعد أن حسم منتخب نيجيريا البطاقة الأولى مبكراً.

والمحترفون التسعة هم: مؤيد اللافي نجم اتحاد العاصمة الجزائري، وأحمد بن علي المحترف في كروتوني الإيطالي، والمعتصم المصراتي لاعب فيتوريا جماريش البرتغالي، ومحمد المنير لاعب لوس أنجليس الأميركي، وإسماعيل التاجوري لاعب نيويورك سيتي الأميركي، وسند الورفلي لاعب الرجاء المغربي، والسنوسي الهادي لاعب الجبلين السعودي، وحمدو المصري لاعب الترجي التونسي، ومحمد صولة لاعب المحرق البحريني.

مؤيد اللافي
وقبل انضمام المحترفين لمعسكر المنتخب في مدينة سوسة التونسية، شهد بعض اللاعبين أحداثاً مثيرة على رأسهم لاعب اتحاد العاصمة الجزائري مؤيد اللافي، حيث تعرض لإغماءة شديدة إثر ضربة في الرأس، الخميس، خلال فعاليات مباراة الديربي أمام نادي المولودية، الأمر الذي أفقده الوعي لمدة ثلاث ساعات، وتم نقله على أثر الضربة إلى المستشفى بين شوطي المباراة التي انتهت بفوز المولودية بنتيجة «3- 2»، وفي تصريحات خاصة إلى جريدة «الوسط»، قال رياض اللافي شقيق اللاعب ووكيل أعماله: «مؤيد بخير، وسيكون في الموعد مع معسكر المنتخب الوطني الليبي، حيث يستعد للمباراة المصيرية أمام جنوب أفريقيا في ختام التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات الأمم، أطمئن جمهور الكرة الليبية على مؤيد فهو بخير، وجاهز لفعاليات المعسكر الذي يسبق المباراة المصيرية والمهمة نحو حلم الصعود والتأهل إلى أمم أفريقيا».

وأوضح رياض قائلاً: «تعرض مؤيد في الشوط الأول من المباراة لضربة في الرأس، إثر احتكاك قوي، وبين الشوطين حصل إغماء وتم إسعافه ونقله فوراً إلى المستشفى، لكن الحمد الله، الأمور تمام، حيث خلد للراحة لمدة 48 ساعة، وانضم بعدها للتدريبات مع المنتخب»، ولفت المحترف الليبي في الملاعب الجزائرية، مؤيد اللافي، الأنظار بشدة، حيث يسير بخطى ثابتة، ويواصل تألقه، ويحتل فريقه، اتحاد العاصمة، قمة الدوري الجزائري برصيد 45 نقطة، رغم الخسارة الأخيرة، ويتسلح «فرسان المتوسط» بعدد من المحترفين الدوليين أمام جنوب أفريقيا، عندما يستضيف «الأولاد» بتونس في مباراة مصيرية بمدينة صفاقس، ضمن ختام تصفيات المجموعة الخامسة المؤهلة نحو بطولة الأمم الأفريقية المقبلة بمصر خلال الفترة بين 21 يونيو وحتى 19 يوليو 2019.

وكان التألق حليف المحترف الليبي في الملاعب الجزائرية في أول ظهور له، حيث أنقذ اللافي فريقه من خسارة مؤكدة، بتسجيله هدف التعادل في شباك أهلي برج بوعريريج، بعد أن دخل بديلاً في الدقيقة الرابعة والسبعين ليتمكن بأول لمسة له في اللقاء من تسجيل هدف التعادل في مباراة الأسبوع الثامن عشر من مباريات الدوري الجزائري، وجاءت المشاركة الأولى للافي أمام نصر حسين داي الجزائري، حيث سجل الهدف الرابع لصالح فريقه قبل نهاية اللقاء بعشر دقائق، بعد أن اختار اللافي مؤخراً الاحتراف في الجزائر خلال فترة الانتقالات الشتوية، بعد فشل الاتفاق مع النادي الإسماعيلي المصري ليفاضل بين عروض من اتحاد العاصمة الجزائري والنجم الساحلي التونسي وناديه السابق الأهلي طرابلس، على خلفية فسخ تعاقده مع نادي الشباب السعودي عبر المحكمة الدولية «كاس» المختصة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في فض المنازعات بين أطراف المنظومة.

ولم يستفد الشباب السعودي من قدرات وإمكانات مؤيد اللافي الذي حضر إلى البلد الخليجي نجماً متوهجاً وهدافاً مع منتخب بلاده وناديه الأهلي، إلا أن تغييراً طرأ على إدارة النادي والأجهزة الفنية المتعاقبة حالت دون استثمار مؤيد بالشكل المطلوب، ليضطر للاستعانة بالمحامي التونسي أنيس بن ميم الذي شرع في إجراءات حفظ حق لاعبه، ليحصل على حكم نهائي بحصول موكله على حقوقه كافة لدى الشباب.

أحمد بن علي
نجح المهاجم الدولي الليبي أحمد بن علي، المحترف بصفوف فريق كروتوني، المشارك في مسابقة دوري الدرجة الأولى الإيطالي، في إنقاذ فريقه وتسجيل هدف غالٍ ليتعادل على أرضه ووسط جماهيره «2-2» أمام فريق ليتشي، قبل ساعات من الانضمام لصفوف المنتخب، وبدأ كروتوني التسجيل عبر سيمون نوانكو في الدقيقة الخامسة، لكن ليتشي تعادل في الدقيقة التاسعة عبر أندريا تابانيلي، وأضاف زميله ماركو مانكوسو الهدف الثاني في الدقيقة 25، وفي الدقيقة 79 وقبل النهاية بـ11 دقيقة نجح بن علي في تسجل التعادل ليقتنص نقطة غالية في سباق الصعود لدوري الأضواء (سيريا أي)، وحصل بن علي على أعلى تقييم في مباراة فريق كرتوني أمام هيلاس فيرونا، التي شارك فيها أساسياً وقدم مستوى متميزاً ولعب اللقاء بالكامل وحصل على درجة تقيم 6.5، وهي الأعلى والأبرز وسط زملائه، وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف والمؤهل إلى دوري الأضواء والشهرة بعد فترة غياب لـ بن علي قضاها في التأهيل من الإصابة، وعاد بن علي إلى الملاعب من جديد بعد غياب طويل عن صفوف فريق كروتوني الإيطالي.

وبظهور بن علي أمام جنوب أفريقيا، يكون الظهور الأول بعد فترة غياب، حيث عاد إلى الملاعب من جديد بعد غياب طويل عن صفوف فريق كروتوني الإيطالي والذي امتد غيابه إلى ثلاثة أشهر، بسبب الإصابة التي تعرض لها في مشط القدم أثناء مباراة المنتخب أمام نيجيريا، وظهر بن علي في الربع ساعة الأخير من مباراة فريقه أمام ضيفه تشيتاديللا، ضمن منافسات دوري الدرجة الثانية الإيطالي، ليشارك المحترف الليبي كبديل بعد غياب طويل عن الملاعب، مقدماً مستوى جيداً في الدقائق التي شارك فيها، ليخرج متعادلاً دون أهداف، وواصل التأهيل والعلاج لمدة 90 يوماً، وفقاً للتشخيص الذي أجراه الطاقم الطبي المعالج له في ناديه الإيطالي، الأمر الذي استلزم وضعه تحت الإشراف الطبي لفترة ما بين 60 و90 يوماً ليخسر النادي الإيطالي جهوده، بعد أن كان عنصراً أساسياً بفريقه ومنتخب بلاده، حيث سجل الهدف الثاني لـ«فرسان المتوسط» قبل الخسارة أمام «النسور الخضر» النيجيرية «3- 2»، ليغيب المهاجم المميز عن أول مباراة للمدرب الجديد فوزي العيساوي خلال الفوز الأخير على سيشل «8- 1»، قبل أن تنتعش آمال «الفرسان» نحو فرصة التأهل إلى الأمم الأفريقية حال الفوز على جنوب أفريقيا.

بن علي تخرج في أكاديمية «مانشستر سيتي»، غير أنه لم يشارك في أية مباراة مع الفريق الأول، ولعب لفريق «بيسكارا» قبل الانضمام لكروتوني، إلا أن بن علي كان النقطة المضيئة في بيسكارا وسجل 6 أهداف وصنع ثلاثة في 33 مباراة خاضها مع فريقه قبل أن يهبط، إلا أن اللاعب كان محط أنظار الأندية، ومن بينها أندية إيطالية وإنجليزية، وكتب اسمه في التاريخ كأول ليبي يسجل هدفاً في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، كما سجل بن علي في مباراة فريقه أمام «روما» هدفاً تاريخياً بتسجيله الهدف 488 وهو أعلى رقم تصل إليه جولة منذ رفع عدد الأندية إلى 20 نادياً.

محمد المنير
في الوقت الذي أعلن فيه نادي «أورلاندو سيتي» الأميركي لكرة القدم ضم قائد منتخب ليبيا الأول محمد المنير، قادماً من «بارتيزان بلغراد» الصربي، بات اللاعب مسؤولاً عن تقديم أفضل صورة ممكنة عن اللاعب الليبي؛ بهدف فتح السوق لـ«فرسان» جدد في بلاد «العم سام»، يأتي هذا كون المنير أول ليبي ينضم للدوري الأميركي، حيث شغل المنير (26عاماً) مركز الظهير الأيسر، وبدأ مسيرته في صفوف نادي الاتحاد في 2010، قبل الانتقال إلى «دينامو مينسك» البيلاروسي ومنه إلى «بارتيزان» بلغراد، حامل لقب الدوري الصربي، وأهتم النادي الأميركي بالمنير لما سيوفره لـ«أورلاندو» من خبرة كبيرة جناها في الملاعب الأوروبية، فضلاً عن سرعته وقدرته على التحكم بالكرة وصلابته الدفاعية التي تجعل منه خياراً جيداً.

وخاض المنير15 مباراة دولية في صفوف منتخب بلاده، كما شارك في تصفيات كأسي العالم 2014 و2018 وسجل ثلاثة أهداف، ويعد المنير من أنجح المحترفين الليبيين في أوروبا، وخاض تجربة اللعب في الدوري الصربي رفقة «بارتيزان بلغراد»، كما مثل «دينامو مينسيك» البيلاروسي، كما توج الدولي محمد المنير بلقب بطولة كأس صربيا لكرة القدم للموسم الرياضي 2016-2017، وحقق المنير مع فريقه الثنائية، دوري وكأس صربيا، بعد أن شارك ضمن التشكيلة الأساسية مع فريقه «بارتيزان بلغراد» الموسم الماضي، وسبق وأن فاز بكأس صربيا للموسم الرياضي 2012-2013، عندما كان لاعباً بفريق «ياغودينا»، كما شارك مع فريقه «بارتيزان»، صاحب المركز الأول في تصفيات دوري أبطال أوروبا، وعند الحديث عن المحترفين الليبيين والطيور المهاجرة لا صوت يعلو فوق صوت اللاعب الدولي محمد المنير الذي استطاع بلوغ مرتبة العالمية، والتفوق على أغلب من سبقوه وعاصروه من النجوم الليبيين، بفضل عزمه وإصراره واجتهاده.

حمدو المصري
حافظ على تواجده في قائمة فريق الترجي التونسي، بعد رحلة احتراف في صفوف «بنفيكا» البرتغالي، ثم إعارته إلى «ديسبورتيفو أفيس» البرتغالي لمدة موسم واحد، وتألق مع الأخير وحصد كأس البرتغال على حساب العملاق «سبورتنغ لشبونة» رغم الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لمدة 5 أشهر حتى طالبت إدارة ناديه من «بنفيكا» تمديد إعارته لموسم آخر، ولعب حمدو 512 دقيقة وتمكن من تسجيل هدف وصنع آخر وظفر بلقب رجل المباراة في مناسبة واحدة، وبلغت نسبة تمريراته الناجحة 80.5% رغم أنه يلعب في منطقة المدافعين.

المعتصم المصراتي
استدعى مدرب «فيتوريا غيمارش» البرتغالي بيدرو مارتينز اللاعب الدولي الليبي المعتصم المصراتي للمرة الأولى للفريق الأول لمواجهة «بنفيكا» بالدوري البرتغالي، حيث لعب المصراتي في البداية مع فريق الرديف قبل أن يحصل على فرصته الأولى مع الفريق الأول لـ«فيتوريا غيمارش»، الذي يحتل مركزاً متوسطاً بالدوري البرتغالي، لكنه كان يحتاج جهود المصراتي قبل لقاء «بنفيكا» أحد أندية القمة في البرتغال، حيث انتقل المصراتي للنادي البرتغالي في يناير من العام الماضي وارتبط بعقد مع الفريق يمتد حتى يونيو 2020، ولم يحصل اللاعب الليبي على فرصته مع الفريق الأول لـ«فيتوريا جيماريش» وظل متواجداً في قائمة فريقه البديل ليكون اللاعب الليبي الثاني الذي يلعب في الدوري البرتغالي بعد حمدو المصري.

إسماعيل التاجوري
يحترف بصفوف فريق «نيويورك سيتي» الأميركي. أبرز مراحل تألقه كانت أمام فريق «سان خوسيه إيرثكويكس»، حيث تخطاه بهدفين مقابل هدف ضمن الجولة الخامسة لحساب المجموعة الشرقية من الدوري الأميركي الممتاز لكرة القدم، وشهد اللقاء تألق النجم الليبي الذي قدم مباراة متميزة، ومرر عدة كرات ماكرة، منها الهدف الثاني لفريقة بعد توغل رائع من الجهة اليمنى اخترق به دفاع «سان خوسيه»، حيث يلعب التاجوري ضمن التشكيلة الأساسية لـ«نيويورك سيتي» بشكل شبه دائم، ليضع فريقه ضمن أندية القمة في المجموعة الشرقية.

محمد صولة
توج المحرق، الذي يلعب له الدولي الليبي محمد صوله وجاء باللقب قبل ثلاث جولات من انتهاء المسابقة، التي شهدت تواجد صولة مع فريقه بشكل أساسي منذ انضمامه خلال فترة الانتقالات الشتوية قبل الأخيرة، حيث اكتسب صولة ثقة الجهاز الفني وزملائه اللاعبين في تعزيز الخطوط الأمامية بشكل كبير، وأهدى فريق الشباب لقب الدوري البحريني إلى المحرق بعد فوزه القاتل على «المالكية» بهدف في المرحلة الخامسة عشرة المؤجلة من الدوري الممتاز الموسم الماضي، وسجل هدف الشباب، السنغالي بابا سيلا في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، وبهذا الفوز، قدم الشباب لقب الدوري على طبق من ذهب للمحرق بعد أن حرم المالكية من فرصة المنافسة والإبقاء على آماله الضئيلة، إذ أن الأخير كان بحاجة للفوز في جميع مبارياته، شرط تعثر المحرق في مبارياته الثلاث المتبقية، ليكون صولة حامل لقب الدوري البحريني مع فريقه.