تلتف جموع جماهير الكرة الليبية في الثامنة من مساء الجمعة، حول الفضائيات التي تبث من ملعب رادس بالعاصمة التونسية المباراة التي ستجمع الأهلي طرابلس والوداد المغربي في إياب دور الـ 32 من البطولة العربية للأندية.

وتضع الجماهير الليبية آمالاً كبيرة على تحقيق الأهلي طرابلس، نتيجة إيجابية يتوج بها حالة التألق التي تمر بها الكرة الليبية حاليًا سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات.

ونجح الأهلي في اقتناص تعادل إيجابي 1 / 1 بطعم الفوز من مستضيفه فريق الوداد في المباراة التي أقيمت بينهما مساء الإثنين الماضي في ملعب محمد الخامس ضمن منافسات ذهاب الدور الـ32 للبطولة.

وتؤكد المعطيات التي قدمها فريق الأهلي طرابلس في لقاء الذهاب وتعادله بهدف لمثله، على أحقيته في التأهل العربي على حساب الوداد، بتحقيق التعادل السلبي أو الفوز بأي نتيجة في الإياب الجمعـــة  ..

ومن خلال هذا التقرير، نرصد الخصائص التي تسلح بها فريق الأهلي أمام الوداد، والتي تدعو للتفاؤل عند المتابعين، في تجاوز مريح في لقاء الإياب :

قناعات فكرية
المتغيرات الإيجابية الجديدة التي طرأت على أداء فريق الأهلي، بدأت من خارج المستطيل الأخضر عبر التعامل الفكري المقنع من المدرب المصري، إيهاب جلال، مع لاعبي الفريق، وإقناعهم بقدراتهم العالية ووجوب الثقة في قدراتهم التي تمكنهم من الفوز على أي منافس «بشرط»، الالتزام بالتعليمات التكتيكية التي تكون خطة اللعب الشاملة.

والحقيقة أن مواجهة الأهلي طرابلس مع الوداد، شهدت رغم السيطرة النسبية للوداد في وسط الملعب معظم فترات اللقاء، إلا أن أهلي طرابلس انتصر بمنهجية واقعية من خلال تضييق المسافات بين خطوطه، ما حرم الوداد من الوصول لفرص تهديفية حقيقية، وفي المقابل، نفذ الأهلي استراتيجية الهجوم المرتد من خلال الثلاثي «مفتاح طقطق وسلتو و عامر التاورغي»، أحرز منها هدفًا، وأضاع طقطق هدفًا أكيدًا من انفراد الثلاثي بمرمى الوداد، إلا أنه فضل العمل الفردي وسدد برعونة غريبة بين كفي حارس الوداد، ليهدر فرصة الفوز لفريقه.

وعكست المباراة التطور الكبير للتجهيز النفسي والتكتيكي لفريق الأهلي طرابلس، من قبل مدربه، إيهاب جلال، بعد أن أصبح أكثر جرأة ويملك ثقافة الضغط وإمكانية تحقيق الفوز على أرض المنافس وبين جماهيره.

وجاء تشكيل الأهلي طرابلس على النحو التالي :
حراسة المرمى: محمد نشنوش.
خط الدفاع : معاذ عبود وعلى معتوق ومحمد الترهوني ومحمد والو.
خط الوسط: بدر حسن وسالم عبلو وعبد الرحمن العمامي وعامر التاروغي.
خط الهجوم: مفتاح طقطق وأنيس السلتو.
مقاعد الاحتياط :
أحمد الفيتوري -صالح الطاهر–محمد الغنودي–أحمد كرواع -محمد جدور -محمد الشبلي–يحي الزليطني.

بعد أول ربع ساعة بدأ الأهلي طرابلس يطبق في منهجيته التكتيكية، باللجوء إلى تكثيف الضغط في وسط الملعب لامتلاك منطقة المناورات، وحرمان الوداد من صناعة الهجمات واللجوء إلى اللعب الطولي، مع اعتماد الأهلي على الهجمات المرتدة التي شكلت خطورة حقيقة على مرمى الوداد ياسين الخروبي.

وشهدت الدقيقة 23 أول ترجمة فعلية لمنهجية الأهلي في التعامل المباغت مع هجماته المرتدة، عندما تلاعب سلتو بمدافعي الجبهة اليسرى للوداد وأرسل كرة عرضية التقطها مفتاح طقطق من أمام الحارس الخروبي محرزًا هدف التقدم للأهلي، قبل أن يستغل الوداد خطأً فرديًا من الدفاع ليتحصل على التعادل من ضربة جزاء.

تقسيم وتنظيم
أحداث اللقاء شهدت على سمات جديدة تسلح بها فريق الأهلي طرابلس، في مقدمتها القدرة على تقسيم زمن المباراة حسب أحداثها، وتنظيم الجهد البدني على مدار الـ 90 دقيقة دون اندفاع غير مدروس يستنزف المخزون اللياقي مبكرًا.

ثقة وبداية
من جهته، وصف المدرب المصري لفريق الأهلي طرابلس، إيهاب جلال، أن التعادل أمام الوداد المغربي 1 / 1 في مباراة الذهاب يمثل بداية جيدة لفريق يلعب أولى مبارياته الرسمية هذا الموسم أمام فريق كبير بحجم الوداد المغربي.

ووجه جلال، الشكر للاعبيه، مؤكدًا أنه كان يثق في قدراتهم لكنه كان يرغب في مشاهدتهم في مباراة رسمية، وأن هناك 5 لاعبين جددًا يشاركون للمرة الأولى مع الفريق في مباراة رسمية وعلى الرغم من ذلك قدم الفريق أداءً جيدًا.

رغبة لاعبين
على صعيد لاعبي فريق الأهلي، يرى المدافع محمد الترهوني، أن نتيجة لقاء الذهاب على أرض الوداد ووسط جماهيره، تتويج للتطور الذي يشهده الفريق، ويعكس طموحاته في الذهاب بعيدًا في البطولة العربية.

وقال الترهوني، إن فريقه نجح في امتصاص حماس لاعبي الوداد الذين دخلوا المباراة بدوافع كبيرة بعد الخروج من دوري أبطال أفريقيا، مشيرًا إلى أن الأهلي أجاد اللعب على الكرات العكسية، ولو أحسن الفريق ترجمة اللمسة الآخيرة، لحقق الفريق فوزًا كبيرًا في ملعب محمد الخامس.

وعن مباراة العودة، قال الترهوني: «مباراة الغد في تونس لن تكون سهلة، لكننا سنتعامل معها بنفس الجدية والروح التي لعبنا بها مباراة الذهاب بالمغرب».

حكم الإنذارات
يذكر أن الإتحاد العربي لكرة القدم، أسند مهمة تحكيم مباراة الأهلي طرابلس والوداد، غدًا، للحكم التونسي، صادق السالمي، وهو من مواليد القيروان 1984، وخلال 5 مواسم عمل بها في الدوري التونسي، أدار 50 مباراة ووجه 168 إنذارًا، وآخر مباراة أدارها كانت في الدوري المصري و التي فاز بها بيراميدز على المقاولون العرب الأسبوع الماضي، وعرف عنه أنه لا يتوانى في استخدام البطاقات الملونة بمعدل من 3 إلى 4 بطاقات صفراء في المباراة الواحدة .