Atwasat

وجه في الأحداث: «الإرهابي» نصر الله .. «سيد المقاومة» سابقا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 23 مارس 2016, 01:47 مساء
WTV_Frequency

خلال حرب يونيو العام 2006 بين الجيش الإسرائيلي وقوات حزبه، كانت صور حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» تنتشر في عديد المدن العربية، منافسة الزعماء والرؤساء العرب، تعويضا لزعيم يخلق ولو حدا أدنى من الشعور بالنصر وسط جماهير اعتادت الهزيمة.

ولكن تلك السنوات تبدو بعيدة جدا الآن، ولم يعد نصر الله يحظى بلقب «سيد المقاومة»، ولكن تلاحقه تهم الإرهاب من الأشقاء قبل الأعداء، وتمكنت السعودية بنفوذها والضغط على حلفائها في مجلس التعاون الخليجي من تمرير قرار جامعة الدول اعتبار «حزب الله» منظمة «إرهابية» فيما تحفظ كل العراق واليمن والجزائر.

مع انحيازه المطلق لإيران في مواجهاتها السياسية مع بعض الدول العربية خاصة الخليجية، واعتماده خطابا طائفيا في تعاطيه مع الإحداث في لبنان والمنطقة انحدرت شعبية نصر الله في الشارع العربي بشكل كبير، وجاءت الحرب في سورية لتنسف تلك الشعبية بوقوفه الصريح إلى جانب بشار الأسد عبر إرسال مقاتلي الحزب إلى جبهات القتال دعما لجيش النظام هناك، زد عليها أن المسألة الطائفية كانت أحد وجوه هذه الحرب مختزلة في مواجهة بين السنة والشيعة التي يمثلها «حزب الله» وإيران.

العرب كانوا يتغاضون في البداية عن الخطاب الطائفي الذي تعج به أدبيات «حزب الله»

كثير من العرب كانوا يتغاضون في البداية عن الخطاب الطائفي الذي تعج به أدبيات «حزب الله»، وارتباطه القوي بإيران، حيث تلقى تعليمه الديني في مدينة قم، كما لم يهتموا كثيرا بصور الخميني التي تزين الجدار خلفه في كل المقابلات التلفزيونية التي كان يجريها «السيد» وتعلق في أحياء لبنان الشيعية، خاصة الضاحية الجنوبية في بيروت معقل «حزب الله»، كل ذلك اعتبارا لموقف الحزب المقاوم للاحتلال الإسرائيلي، والمواجهات التي خاضها ضد قوات الاحتلال في جنوب لبنان، التي أدت إلى انسحاب الإسرائيليين في مايو2002 .

ولد حسن نصر الله عبد الكريم نصر الله في العام 1960 في بلدة البازورية القريبة من مدينة صور لأسرة متواضعة الحال كما الكثير من أبناء طائفته الشيعية في لبنان. ونزح لاحقا مع أسرته إلى بيروت، حيث عاون والده وهو صغير في بيع الخضر والفاكهة.

وبعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية في منتصف السبعينات، عاد مرة أخرى إلى صور، والتحق بـ«حركة أمل» الشيعية التي أسسها الإمام موسى الصدر. كان العام 1982، عندما اجتاحت إسرائيل لبنان، مفصليا في حياة نصر الله، انشق بعدها عن «حركة أمل» وانضم إلى «حزب الله» الناشئ حديثا في ذلك الوقت، تحت رعاية سورية - إيرانية، ودعم سياسي وعسكري كبيرين. ثم غادر لاحقا إلى قم في إيران، حيث تابع دروسه الدينية. ومع استمرار الحرب في لبنان في مواجهة إسرائيل، عاد إلى لبنان، حيث عينه السيد عباس الموسوي نائبا له، حتى تم اغتياله في العام 1992.

صعد نجمه سريعا نظرا لصفاته القيادية وتأثيره الكبير في صفوف وقواعد «حزب الله»

وعلى الرغم من أن سنه كانت صغيرة عندما تولى منصب الأمين العام خلفا للموسوي، فلقد صعد نجمه سريعا نظرا لصفاته القيادية وتأثيره الكبير في صفوف وقواعد «حزب الله»، واختار نصر الله، بجانب شعار «المقاومة» الذي كان يرفعه، الدخول إلى قلب المعترك السياسي اللبناني فشارك في الانتخابات النيابية التي جرت في نفس العام وحصد عددا من المقاعد النيابية عن محافظتي الجنوب والبقاع.

ومع مرور السنوات، وزيادة شعبية «حزب الله» في أوساط اللبنانيين، كبرت كتلة «حزب الله» النيابية وازداد أعداد مقاعده في كل الانتخابات اللاحقة، وأصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية في لبنان، إلى حد اختار فيه الجنرال المسيحي القوي ميشال عون التحالف معه في ما يسمى بتيار «8 آذار» مقابل تحالف «14 آذار» الذي يقوده رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، وحين اضطر النظام السوري إلى سحب قواته من الأراضي اللبنانية، التي كانت موجودة منذ العام 1976فيما كان يسميه خصوم سورية «الاحتلال السوري»، اعتبر هؤلاء الخصوم أن النظام السوري لازال موجودا في لبنان من خلال حليفه «حزب الله»، ويتصرف «حزب الله» في لبنان كدولة أو كحكومة موازية، إذ له أجندته وعلاقاته الدولية الخاصة به، وله جيشه وتمويله الخاص، وله وسائل إعلامه، وهو يقرر الحرب ويدخلها بمعزل عن الحكومة وعن الجيش اللبناني، ويتبادل الأسرى عبر وسطاء دوليين، ما سبب في عديد المناسبات حرجا للدولة اللبنانية، بل صار إلى حد كبير عبئا عليها.

الهالة التي كان يتمتع بها السيد نصر لدى الكثيرين خفتت الآن إلى حد كبير، ولم تعد خطاباته التي يلقيها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، خشية الاغتيال على أيدي الإسرائيليين، تحرك مشاعر أحد، سوى أنصاره من بين أبناء طائفته.

وجاء قرار جامعة الدول العربية باعتبار الحزب منظمة إرهابية، والذي سبقه ضغط سعودي غير مسبوق على لبنان، ليشكل ضربة كبرى للحزب ليضع علامة استفهام كبرى أمام مستقبل «حزب الله» وأمينه العام.مع انحيازه المطلق لإيران، واعتماده خطابا طائفيا انحدرت شعبية نصر الله في الشارع العربي بشكل كبير.

للاطلاع على العدد السابع عشر من جريدة «الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة pdf)

 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
لجنة تحقيق روسية: منفذو هجوم موسكو كانت لهم صلات مع القوميين الأوكرانيين
لجنة تحقيق روسية: منفذو هجوم موسكو كانت لهم صلات مع القوميين ...
البيت الأبيض: الروس ينشرون دعاية سخيفة حول هجوم موسكو
البيت الأبيض: الروس ينشرون دعاية سخيفة حول هجوم موسكو
تحطم طائرة عسكرية روسية في المياه قبالة القرم
تحطم طائرة عسكرية روسية في المياه قبالة القرم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم