قال رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، إن موسكو لا تعتزم أن يستمر وجودها العسكري في سورية لأجل غير مسمى، وأن بلاده لن ترسل قوات برية إلى سورية محذرًا واشنطن وحلفاءها من اتخاذ تلك الخطوة.
وأضاف في مقابلة مع مجلة «تايم» الأميركية نشرت اليوم الإثنين: «ليست لدينا خطط لوجود بلا نهاية في سورية. نحن هناك من أجل هدف محدد وملموس». وحذر واشنطن وحلفاءها من الدول العربية من إرسال أي قوات برية إلى سورية، وقال: «علينا أن نتذكر ما حدث في أفغانستان، فدخول قوات برية يجعل من المستحيل إنهاء الحرب».
لكنه قال إن موسكو لن توقف غاراتها ضد مواقع المعارضة السورية قبل توصل حلفاؤها في دمشق إلى اتفاق سلام وفق «شروط مُرضية». وأضاف: «من الصعب التفريق بين المعارضة المعتدلة وغيرها، جميعهم لصوص وإرهابيون».
وأوضح أن شروط أي عملية للتفاوض هي وجود الرئيس السوري بشار الأسد على مائدة المفاوضات مع فصائل المعارضة التي «تستطيع التوصل إلى اتفاق»، وفق تعبيره، والاتفاق على هيكل سياسي محدد وإصلاحات ديمقراطية والاتفاق على دور بشار الأسد المستقبلي.
ولفت إلى أن موسكو لن توافق على تقسيم سورية بين الأسد وبين المعارضة، قائلاً: «نفضل أن تبقى سورية موحدة بين حدودها التاريخية. فلا أحد يريد ليبيا جديدة والتي انقسمت إلى مناطق، ولا نريد الفوضى أيضًا».
وتأتي تصريحات ميدفيديف عقب يوم من توصل دبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة و15 دولة أخرى إلى اتفاق لإنهاء الأعمال العدائية في سورية. ورأى ميدفيديف أن الشروط المعقدة التي وضعها الاتفاق، وفق وصفه، «تترك قليلاً من الأمل في التوصل إلى اتفاق دائم بالمستقبل حول مستقبل سورية، وحوار سوري داخلي وحول وقف إطلاق النار».
وفي خلال الأسابيع الماضية، انهارت اتفاقات وقف إطلاق النار بسبب استمرار ضربات النظام السوري في مدينة حلب. ورأت «تايم» أن قوات الأسد لا تريد وقف الحرب الآن، إذ استعادت جزءًا من انتصاراتها مع بدء العمليات الروسية وتمكنت من استعادة بعض المناطق من قبضة الفصائل المعارضة، وكان الأسد أكد سابقًا أنه «لن يتوقف قبل استعادة سورية بأكملها».
وكانت قوى غربية أكدت أن موسكو تمسك خيوط الحل في سورية، وتستطيع إنهاء الحرب إذا أرادت، فاستمرار العمليات الروسية يجعل من الصعب إقناع المعارضة بالانضمام للمفاوضات، خاصة وأنها تتهم بشار الأسد بارتكاب مجازر واسعة بحق السوريين، وفقًا لـ«تايم».
تعليقات