أطلق مسلحون النار على دورية للشرطة في بلدة العوامية شرق السعودية، مسقط رأس الشيخ الشيعي نمر باقر النمر الذي أعدمته السلطات السعودية ، السبت، بتهمة «الإرهاب»، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي، الاثنين.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية، حيث تتركز الغالبية الشيعية في البلاد: «عند الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء الأحد (20.30 تغ)، وعند مباشرة رجال الأمن في ضبط إحدى المعدات الثقيلة التي تعرضت للسرقة ببلدة العوامية في محافظة القطيف، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مصدر مجهول».

وأضافت الوكالة أن إطلاق النار «نتج عنه مقتل المواطن علي عمران الداوود، وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفة (8 سنوات) بطلق ناري».

وتابعت: «باشرت الجهات المختصة إجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها، والبحث والتحري عن مرتكبي هذا العمل الإرهابي الآثم».

وتداول مستخدمون على مواقع التواصل صورًا قالوا إنها تعود للداوود، واصفين إياه بـ «الشهيد»، وإنه «اُستُهدف» بنيران قوات الأمن السعودية.

وقالت «فرانس برس» إنه لا يمكن التحقق بشكل مستقل من هذه الرواية.

والعوامية هي مسقط رأس رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر الذي أعدمته السلطات السعودية، السبت، إضافة إلى 46 شخصًا آخرين بينهم مصري أدينوا بتهم مرتبطة بالإرهاب. وكان النمر أحد أبرز وجوه الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكم الأسرة السعودية المالكة في العام 2011 في المنطقة الشرقية.

وآثار إعدام النمر (56 عامًا) موجة سخط لدى الأطراف الشيعية في المنطقة، لا سيما إيران، حيث اقتحم محتجون مساء السبت مبنى السفارة السعودية في طهران وأحرقوه. كما تعرضت قنصلية المملكة في مدينة مشهد شمال شرق إيران، لهجوم مماثل.

وردًّا على الاعتداءات والموقف الإيراني المنتقد بشدة لإعدام النمر، أعلن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، مساء الأحد، قطع بلاده العلاقات مع إيران، والطلب من دبلوماسييها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة، كما أعلن المدعي العام في طهران، اعتقال 40 شخصًا «ممن کان لهم دور في اقتحام مبنى السفارة السعودية في طهران».

وفيما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من إعدام النمر، أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية أن تنفيذ الأحكام القضائية بحق الـ 47 مدانًا جرى في إطار العدالة.

وحثت الخارجية الأميركية حكومة السعودية على السماح بالتعبير عن الاحتجاج بطريقة سلمية»، مطالبة الرياض بـ«احترام وحماية» حقوق الإنسان، وحذرت من أن هذه الخطوة (إعدام النمر) التي أثارت غضب الأوساط الشيعية «تهدد بتأجيج التوترات الطائفية».

وقالت هيئة العلماء السعودية: «إن إنفاذ أحكام القضاء بحق هؤلاء هو تحقيق لرضا الله تعالى بتطبيق شرعه، ثم إنه حفظ وحماية لأمن بلاد الحرمين الشريفين واستقرارها ومحافظة على مكتسبات شعبها».

وعبر حزب الله اللبناني، في بيان، عن إدانته لما وصفه بـ«اغتيال» المعارض الشيعي نمر النمر في السعودية، واعتبر أن السعودية أعدمته لأنه «صدح بالحق وجهر بالصواب»، في حين وصف رئيس الحكومة العراقي السابق نوري المالكي قرار الإعدام بـ«الإرهابي». وقال المالكي، الذي تربطه صلات بإيران، إن إعدام النمر سيطيح بالنظام السعودي.