أبرزت افتتاحية جريدة «واشنطن بوست» الأميركية قرار عدد من زعماء دول الخليج عدم حضور القمة المرتقبة في كامب ديفيد مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، لافتةً إلى أن هذا القرار علامة واضحة على «عدم رضا واستياء زعماء الخليج عن أداء حليفتهم أميركا».

وذكرت الافتتاحية أمس الثلاثاء أن قرار العاهل السعودي الملك سلمان عدم حضور القمة عقب تأكيد البيت الأبيض حضوره، دليل على فشل جهود الإدارة الأميركية في طمأنة حلفائها القدماء في الشرق الأوسط.

وأوضحت الجريدة أن أسباب غضب الدول الخليجية معروفة وواضحة للمتابعين، لافتةً إلى أن الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي لتهدئة المخاوف الخليجية عن الاتفاق النووي الإيراني جاءت متواضعة، واقتصرت على تصريحاته السابقة عن الالتزام بالدفاع عن الخليج ضد أي عدوان خارجي، بينما يريد ملوك وأمراء الخليج اتفاقية دفاع رسمية وأسلحة متطورة، بينها طائرات «إف 35»، ودعم أميركي أكبر للقوات التي تقاتل إيران وحلفاءها في اليمن وسورية.

القضاء على النظام السوري أفضل ضمان لخدمة المصالح الأميركية والخليجية.

وترى الجريدة أن الإدارة الأميركية لديها الحق في معارضة بعض تلك المطالب، نظرًا لتشكك الكونغرس في اتفاقية تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن الخليج أو توفر مبيعات أسلحة تضع السعودية على القدم المساواة مع إسرائيل، وأضافت: «محاولة واشنطن الموازنة بين استراتيجيتها مع إيران وتوفير دعم قوي للسعودية في معركتها الخاسرة باليمن قرارًا غير حكيم».

وأشارت الجريدة إلى أن القضاء على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصفته بـ «السام ومقوض لاستقرار الشرق الأوسط» وإنشاء منطقة آمنة للمعارضة السورية، هو أفضل طريقة لخدمة مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها من دول الخليج، وعزت ذلك إلى أن نظام الأسد هو أقوى حلفاء إيران في المنطقة وسبب ظهور تنظيم «داعش».

واستبعدت الجريدة أن تنجح قمة كامب ديفيد في سد الفجوة بين واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط الذين قرروا التحرك للدفاع عن مصالحهم دون الاعتماد على واشنطن، وأكدت أنه على أوباما أو خليفته إبداء استعداد أكبر لصد العدوان الإيراني.

(خدمة واشنطن بوست)