أصدر قاضٍ أميركي فيدرالي أحكامًا بالسجن على حراس أمن سابقين في شركة «بلاك ووتر» الأميركية، لمدد تتراوح ما بين 30 عامًا ومدى الحياة لدورهم في مذبحة ساحة النسور بالعاصمة بغداد، التي قتل على إثرها 14 عراقيًا وأصيب 17 آخرون العام 2007.

وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن المحكمة قضت بسجن نيكولاس سلاتن مدى الحياة، فيما حصل زملاؤه بول سلاو وإيفان ليبرتي ودستن هيرد على 30 عامًا لكل منهم. وأصر الحراس الأربعة الذين تحدثوا للعلن للمرة الأولى بعد صدور الأحكام، على وجود ما يبرر إطلاقهم النار بعد تعرضهم لكمين من قبل مسلحين.

فيما تعهد محامو الدفاع بالاستئناف على إدانة أربعة من حراس الأمن السابقين التابعين لشركة «بلاك ووتر»، وحددوا مسائل عدة رجحوا أنها تشكل أساسًا لاستئناف الحكم، من بينها الرغبة في الانتقام من قبل الادعاء العام، وما إن كان المتعاقدون مع وزارة الخارجية يمكن اتهامهم بموجب القانون الفيدرالي الذي يغطي الجرائم الخارجية للموظفين المدنيين لدى وزارة الدفاع.

الحراس الأربعة أدينوا بقتل المدنيين العزل بأسلحة رشاشة وقاذفات القنابل بغرض إخلاء الطريق لموكب دبلوماسيين أميركيين

وحكم على سلاتن، الذي قال شهود إنه أول من أطلق الرصاص في الاشتباك، بالسجن مدى الحياة بعد إدانته في أكتوبر الماضي بتهمة القتل من الدرجة الأولى. أما الحراس الثلاثة الآخرون -بول سلاو وإيفان ليبرتي ودستن هيرد- فحكم على كل منهم بالسجن 30 عاًما لاتهامات تضمنت القتل غير المتعمد، ومحاولة القتل غير المتعمد باستخدام الأسلحة النارية فيما كانوا يرتكبون جناية.

وأدين الحراس الأربعة بقتل المدنيين العزل عندما فتحوا النار من أسلحة رشاشة وقاذفات القنابل بغرض إخلاء الطريق أمام موكب لدبلوماسيين أميركيين، في حادث أثار استياءً عالميًا وطرح كثيرًا من التساؤلات بشأن دور شركات الخدمات الأمنية الخاصة في الحروب. وأدت الحادثة إلى توتير العلاقات الأميركية - العراقية، وتسببت في ضجة دولية بسبب استخدام حراس الأمن الخاص في منطقة حرب.

وأعلن قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية رويس لامبيرث الأحكام بعد جلسة استمرت على مدار يوم كامل طالب خلالها الدفاع بإصدار أحكام مخففة وقدموا شهودًا لموكليهم، في الوقت نفسه طالب الادعاء بتوقيع أقصى عقوبات يسمح بها القانون في مثل تلك الحالات، غير أنه رفض كلا الطلبين.

أحد المتهمين:أشعر بالخيانة من قبل الحكومة نفسها التي خدمتها بشرف

وأصر المتعاقدون السابقون، الذين ظهروا في المحكمة يرتدون زي السجن والأصفاد في أقدامهم، على أنهم أبرياء، وقال سلاتن للقاضي: «الحكم خاطئ، سيدي، أنت تعرف أني بريء»، وأضاف: «أشعر بالخيانة من قبل الحكومة نفسها التي خدمتها بشرف»، وفقًا لـ «أسوشيتد برس».

غير أن لامبيرث قال إنه يتفق تمامًا مع قرارات الإدانة التي قررتها هيئة المحلفين، وأثنى على وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي لتحقيقاتهما في إطلاق النار ووضع الحقيقة «أمام العالم حتى يراها».