كشفت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية النقاب عن هوية المقاتل التابع لتنظيم «داعش»، المعروف باسم «الجهادي جون»، وأكدت أنَّه بريطاني الأصل واسمه محمد الموازي.

وأكد عددٌ من أصدقائه أنَّ الشخص الذي ظهر في عدد من المقاطع المصوَّرة لذبح الصحفيين الأجانب في سورية، هو محمد الموازي، وأنَّه تربَّى شرق لندن وتخرَّج في جامعة وستمنستر وتخصَّص في علوم الحاسب. وذكرت الجريدة الأميركية، اليوم الخميس، أنَّه سافر إلى سورية العام 2012، حيث انضم إلى صفوف «داعش».

وذكر أحد أصدقاء الموازي، طلب عدم ذكر اسمه، للجريدة قائلاً:«أنا متأكدٌ أنَّه هو ولا يوجد عندي شكٌ في ذلك، فقد كان بمثابة أخ لي».

وذكرت الجريدة أنَّ الموازي في منتصف العشرينات، وهو من مواليد دولة الكويت. ومعروفٌ عنه حبه للموضة والتزامه بتعاليم الدين الإسلامي، وأنَّه ملتحٍ ويواظب على أداء الصلاة في مسجد في مدينة غرينتش، عاشت عائلته في لندن، وينتمي للطبقة الوسطى.

بداية التطرُّف
وعن بداية تطرُّف الموازي، أوضح أصدقاءه للجريدة أنَّ رحلة تطرُّفه بدأت عندما خطَّط لرحلة سفاري إلى تنزانيا عقب تخرجه مع اثنين من أصدقائه، وتمَّ القبض عليه فور وصوله هناك وقضوا ليلة في السجن ثم تمَّ ترحيلهم إلى بريطانيا.

وكشفت بعض الرسائل الإلكترونية التي أرسلها الموازي إلى أحد أصدقائه، واطلعت عليها «واشنطن بوست»، أنَّه اتجه بعد ذلك إلى أمستردام، حيث تمَّ التحقيق معه من قبل المخابرات البريطانية، بتهمة التخطيط للذهاب إلى الصومال والانضمام لحركة «الشباب»، لكنه أنكر تلك التهم.

ولهذا قرَّر الموازي بعدها بفترة قصيرة الذهاب إلى الكويت للعمل لدى إحدى شركات الكمبيوتر، وفي تلك الفترة عاد إلى بريطانيا مرتين آخرهما لترتيب إجراءات زواجه من فتاة كويتية. وفي يونيو من العام 2010، ألقت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية القبض عليه وفتشوا متعلقاته الشخصية، ومُنع من السفر مرة أخرى إلى الكويت، وهنا شعر بالغضب وشعر بأنَّه سجين.

وأعرب الموازي في إحدى رسائله عن تعاطفه مع عافية صديقي، التي واجهت محاكمة في أميركا بتهم الانتماء لتنظيم «القاعدة» والتخطيط لقتل مواطنين أميركيين في أفغانستان، وقال: «لقد قرأت الأخبار المؤسفة عن محاكمة أختنا عافية صديقي، وهذا سيبقينا أكثر حزمًا للقتال من أجل العدالة والحرية». وأوضح القريشي أنَّ أخبار الموازي انقطعت منذ شهر يناير 2012.

وأكد عددٌ من أصدقائه أنَّ أوضاعه في لندن جعلته يائسًا لمغادرتها، لكنهم لا يعلمون متى أو كيف وصل إلى سورية. ويعتقد أحد أصدقائه أنَّه كان يخطط للذهاب إلى السعودية، العام 2012، لكنه لم ينجح ولا يعرف ماذا حلَّ به بعدها. وقال أحدهم: «كان يريد أنْ يبدأ حياته في مكان آخر غير لندن. وكان يحاول الخروج بكل الطرق». وأفادت الجريدة بأنَّ الموازي تَوَاصَلَ بالفعل مع عائلته من سورية مرة واحدة.

ونقلت «واشنطن بوست» عن أحد الرهائن الذين أطلقهم «داعش» في سورية قوله: «الجهادي جون كان يحرس الرهائن الأجانب مع شخص آخر يسمى جورج بريطاني اللكنة، وشارك في تعذيب بعضهم».