أكّدت نيجيريا دعمها عودة مصر لعضوية الاتحاد الأفريقي وإنهاء تجميدها، داعية إلى تقريب وجهات النظر والوقوف على حقيقة الأوضاع الداخلية التي تشهدها القاهرة لجميع أعضاء الاتحاد. جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية المصري اليوم الخميس والرئيس النيجيري غودلاك جوناثان بالعاصمة أبوجا، على هامش قمة الأمن الإنساني والسلام والتنمية التي تُعقد بمناسبة مرور 100 عام على توحيد نيجيريا؛ حيث طالب الوزير المصري بسرعة تصحيح قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتعلق عضوية بلاده بالاتحاد.

وزير الخارجية المصري يدعو الرئيس النيجيري لزيارة بلاده والأخير يرحب

وتناول اللقاء سبل تطوير العلاقات الثنائية بين مصر ونيجيريا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وأهمية دور القطاع الخاص في هذا الشأن بما يسمح بتطوير العلاقات بشكل يليق بمكانة البلدين والشعبين في القارة الأفريقية، كما تطرق اللقاء إلى تطورات عملية تنفيذ خارطة الطريق وقرب إجراء الانتخابات الرئاسية بعد إقرار الدستور، وتوجيه الدعوة للاتحاد الأفريقي للمشاركة في متابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

اتفاق على تعاون مشترك
وأعرب الرئيس النيجيري عن اتفاقه الكامل في الرأي مع الوزير فهمي بضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية ودعم دور القطاع الخاص بما يحقق مصالح البلدين.

وأكّد الرئيس النيجيري موقف بلاده الداعم لعودة مصر إلى المشاركة في أنشطة الاتحاد الأفريقي باعتبارها دولة رئيسية في القارة الأفريقية ولا يمكن استمرار غيابها عن أنشطة الاتحاد لفترة طويلة، مؤكدًا أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستكون علامة تحول رئيسية في هذا الشأن. وفي ختام اللقاء قدّم فهمي الدعوة للرئيس جوناثان لزيارة مصر بعد الانتخابات الرئاسية، ووعد الأخير بتلبيتها في أقرب وقت ممكن.

وعلى صعيد متصل، التقي وزير الخارجية نبيل فهمي اليوم ٢٧ فبراير مستشار الأمن القومي بنيجيريا دسوقي سامبو بالعاصمة النيجيرية أبوجا، أكّد فهمي خلاله أهمية تعزيز التعاون المشترك في مجالات مكافحة الإرهاب، لا سيَّما أن بلاده تعد بوابة أفريقيا الشماليّة، وأن التعاون بين شمال القارة وغربها وجنوبها هو السبيل الأمثل لمواجهة ظاهرة الإرهاب. ورحّب المسؤول النيجيري بالتعاون المشترك مع مصر في مواجهة الظاهرة.

فيما تناول الوزير فهمي قضية الأمن المائي وأهميتها البالغة بالنسبة لمصر والتي تعتمد على مياه نهر النيل بشكل كامل لتوفير احتياجاتها المائية السنوية لعدم وجود مصادر أخرى بعكس دول المنبع في حوض النيل، وأشار إلى أن بلاده حريصة على التعاون والحوار مع دول المنبع وتتفهم احتياجاتها التنموية ولكن دون الإضرار بالمصالح المصرية، منوهًا بتفهم دول المنبع التي زارها أخيرًا للموقف بلاده.

وفد مصري يشارك في قمة أبوجا للأمن الإنساني والسلام والتنمية بأفريقيا

ورأس نبيل فهمي وزير الخارجية وفد مصر المشارك في أعمال قمة أبوجا للأمن الإنساني والسلام والتنمية في أفريقيا والتي تعقد بمناسبة مرور 100 عام على توحيد نيجيريا، وذلك بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية حوالي ٦٠ دولة أفريقية ومن مناطق مختلفة بالعالم وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بالإضافة إلى رؤساء عدد من المنظمات والتجمعات الأفريقية والدولية ومن بينها الاتحاد الأفريقي وتجمع السادك والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وافتتح الرئيس النيجيري أعمال القمة بالتأكيد على أهمية التعاون بين الدول الأفريقية في تحقيق الأمن الإنساني أجندة الأمن الإنساني والسلام والتنمية في أفريقيا في القرن الـ21، خاصة تحقيق الأمن الغذائي والأمن البيئي للشعوب الأفريقية، فضلاً عن تكاتف الجهود لمحاربة الإرهاب وأعمال العنف والتطرف، مشيرًا إلى ما تتعرض له بلاده من أعمال إرهاب وعنف، مؤكدًا أهمية العمل على زيادة التجارة والتعاون البيني بين الدول الأفريقية.

وتضمنت كلمة وزير الخارجية المصري فخر بلاده بدورها الرياديّ في مساندة نيجيريا للحفاظ على وحدة أراضيها إبان محاولة إقليم بيافرا الانفصال عن نيجيريا في أواخر الستينات. كما أشارت الكلمة إلى التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية في الألفية الحالية سواء في المجالات البيئية والاقتصادية والديموغرافية التي تهدد السلام والأمن والتنمية في أفريقيا، مع التأكيد على أن الأمن الإنساني هو ملكية وطنية يجب أن تتسق مع الاحترام الكامل لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

كما تناولت كلمة مصر تحدي الإرهاب في المنطقة وفي العالم وأهمية تضافر الجهود المشتركة لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في أفريقيا والعالم، والتشديد على ضرورة عدم التسامح مع هذه الظاهرة، وتقديم تعازي مصر في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع أخيرًا بإحدى المدارس النيجيرية. كما تناولت غالبية كلمات رؤساء الدول والحكومات والوزراء خطورة تحدي الإرهاب وضرورة العمل المشترك من أجل دحره وهزيمته.