لازال صدى الهجوم الذي استهدف مقر مجلة «تشارلي إبدو» الفرنسية في باريس مسموعًا، فبعد ساعات من وقوعه، أكد وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنوف، في كلمة للصحافة، تفعيل خلية الأزمة في وزارته، بغرض مواجهة «الفاجعة»، وتعبئة رجال الشرطة والجيش، لتدخل حال الحاجة، من أجل حفظ الأمن في ربوع البلاد.
وأعلن الرئيس فرنسوا أولاند، في كلمة متلفزة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط، تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، وإعلان غد الخميس، يومًا للحداد على الضحايا.
وفي حين ذكر مصدر بشرطة باريس، اليوم الأربعاء، أن الشرطة توصلت إلى معلومات حول هوية منفذي الهجوم، إلا أنها لن تفصح عنها حتى لا يتأثر سير التحقيقات، مضيفًا أنهم يلاحقون شقيقين في العاصمة، وثالث في مدينة ريمس، متهمين بالضلوع في تنفيذه، حسبما نقلت قناة «العربية».
الحادث الذي راح ضحيته نحو 12 شخصًا، من بينهم شرطيان، إضافة إلى إصابات عديدة، دفع آلاف الفرنسيين مساء اليوم إلى التظاهر بميدان الجمهورية في العاصمة، وفق قناة «فرانس 24»، مؤكدين دعمهم للمجلة، وبحسب القناة، شهدت عدد من المدن الأخرى تظاهرات مماثلة، وبالمثل في دول الاتحاد الأوروبي.
وتوالت الإدانات العالمية للحادث، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الهجوم يستهدف «حرية التعبير، ولا يمكن تبريره»، وأصدر مجلس الأمن الدولي وصف الواقعة بـ«الاعتداء الهمجي الجبان»، مشددًا على دعمه للحكومة الفرنسية، وحملت بيانات صادرة عن بريطانيا وأميركا وروسيا كلمات مماثلة، كما حرصت دول عربية مثل مصر والسعودية والبحرين والأردن وقطر على تقديم التعازي في الضحايا، وإبداء دعمهم لفرنسا في مواجهتها للإرهاب.
يذكر أن المجلة، التي اعتادت نشر مواد مسيئة للأديان وخاصة الدين الإسلامي، نشرت العام 2012 صورًا مسيئة لرسول الإسلام، أعقبها هجوم بالعبوات الحارقة على المقر، كما أنها نشرت صورًا مسيئة لزعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي، قبل دقائق من وقوع الحادث.
تعليقات