وصف تقرير بجريدة «واشنطن بوست» الأميركية التعاون الثنائي بين باكستان وأفغانستان «لمحاربة الإرهاب» بعد الهجوم على مدرسة عسكرية في بيشاور باكستان بـ«لحظة الحقيقة» بعد سنوات من العداء وانعدام الثقة.

رصد تقرير الصحيفة الأميركية الشكوك الأفغانية في النوايا الباكستانية من وراء هذا التعاون.

قال التقرير الذي أعده محررا الجريدة، باميلا مكونستابل وتيم كاريغ: إن هذا التعاون يوفر فرصة لاستبدال سياسة الاتهام «توجيه الأصابع» بشيء أقرب إلى القضية المشتركة للدولتين اللتين تواجهان موجات جديدة من الإرهاب الذي يهدد بمزيد من العنف وتعزيز الشكوك بين البلدين مع انسحاب الدول الغربية من أفغانستان.

وكان بيان للرئاسة الأفغانية بعد لقاء مشترك بين القائد العسكري الباكستاني، رحيل شريف والرئيس الأفغاني أشار إلى أنه: «حان الوقت لباكستان وأفغانستان للعمل معًا واتخاذ إجراءات عملية ضد حركة طالبان الموجودة على حدود البلدين».

وشهدت باكستان مقتل أكثر من 140 غالبيتهم من الأطفال في هجوم لجماعة طالبان على مدرسة عسكرية في بيشاور، الثلاثاء.

شكوك أفغانية
ونقل التقرير عن محللين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في أفغانستان شكوكهم العميقة في دوافع باكستان وتحذيراتهم الرئيس الأفغاني، أشرف غاني بعدم الوثوق في قادة باكستان، إذ يعتقدون أنها وأجهزتها الأمنية تسعى للسيطرة على بلدهم الأفقر والأضعف منها، واستخدامها كمصدر للعمق الاستراتيجي لمواجهة التأثير الإقليمي للهند.

ووفقًا للتقرير، يشعر كثير من الأفغان ومن بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي أن المخابرات الباكستانية تقف وراء كثير من الهجمات الإرهابية في أفغانستان في السنوات الأخيرة وبخاصة في العاصمة خلال الشهر الأخير.

ورأى عتيق الله أرخبيل (جنرال متقاعد بالجيش الأفغاني) أن زيارة الجنرال شريف رحيل هي محاولة لإبعاد الانتباه عن فشل باكستان في إحباط الهجوم، واعتبرها مناورة للضغط على حكومة غاني والتظاهر بأن منفذي الهجوم موجودون بأفغانستان، مؤكدًا أن باكستان لن تفقد الأمل في زعزعة استقرار أفغانستان.
(خدمة واشنطن بوست)