بدأت باكستان اليوم الأربعاء حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام بعد مقتل 132 طفلاً وتسعة من العاملين بالمدرسة، في الهجوم الأكثر دموية من جانب حركة «طالبان».

كان سبعة مسلحين تابعين لحركة «طالبان» اقتحموا مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد أمس الثلاثاء، وسيطروا على المدرسة ثماني ساعات وقتلوا مالا يقل عن 141 شخصًا.

ووصف رئيس الوزراء، نواز شريف، هذا الهجوم بـ«المأساة الوطنية التي قام بها أشخاصٌ متوحشون».

وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إنَه يأتي انتقامًا لحملة عسكرية كبيرة شنَّها الجيش في المنطقة في يونيو الماضي.

وأشعل الناس الشموع في أماكن مختلفة من البلاد في أجواء حزينة، بينما يستعد الآباء لدفن أبنائهم خلال جنازات جماعية في بيشاور ومحيطها.

وطالب كثيرٌ بسرعة الرد وأنْ يكون ردًا عسكريًّا قويًّا لردع الجماعات الإرهابية من تكرار هذا الحادث.

وشهدت ساحة مدرسة الجيش التي شهدت المذبحة أمس، خلوًّا تامًا من المارة إلا من بضعة قناصة مازالوا موجودين على أسطح المنازل.

وبجوار المدخل انتشرت عربات عسكرية وجنود ملثمون مسلحون ببنادق آلية.

وأعلنت حكومة رئيس الوزراء نواز شريف الحداد ثلاثة أيام، لكن شغل الناس الشاغل انصب على ما يمكن أنْ تفعله السلطات لحماية البلاد.

وتعهد شريف منذ تولى رئاسة البلاد العام الماضي بالتفاوض على السلام مع حركة «طالبان» الباكستانية، لكن باءت الجهود بالفشل هذا العام مما أضعف موقفه ودفع الجيش لشنِّ حملة جوِّية وبرِّية على المتشددين المسلحين على الحدود مع أفغانستان.

وصرَّح مصدر أمني لـ«رويترز»، بأنِّ الجيش وجَّه مزيدًا من الضربات الجوية لمواقع تابعة لـ«طالبان» هناك في وقت متأخر الليلة الماضية لكن لم يتضح ما إذا كان ذلك ردًّا على الهجوم على المدرسة.