ارتفع عدد ضحايا غرق قاربين لمهاجرين في اليونان إلى 18 شخصًا، معظمهم من النساء، بعد ان دفعت رياح عاتية القاربين، وذلك وفق حصيلة جديدة لخفر السواحل اليوناني، اليوم الخميس.

واضطر رجال الإنقاذ إلى استخدام رافعة لانقاذ عشرات الناجين الذين علقوا عند منحدر في جزيرة كيثيرا وسط بحر عاصف، بينما حاول آخرون يائسين التمسك بالقارب، حسب وكالة «فرانس برس».

إدانة يونانية للخسائر المآساوية في الأرواح
وفي براغ، حيث يشارك في قمة المجتمع السياسي الأوروبي، دان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس «الخسائر المأسوية في الأرواح البشرية»، ودعا إلى التعاون بطريقة أكبر لتجنب هذه المآسي.

وقال ميتسوتاكيس: «علينا القضاء تماما على شبكات المهربين الذين يستغلون أشخاصا أبرياء ويائسين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي على متن قوارب ليست صالحة للإبحار».

وذكر الناطق باسم خفر السواحل نيكوس كوكالاس للقناة التلفزيونية العامة إنه تم بحسب جرى انتشال جثث 16 امرأة وفتى في الخامسة عشرة من أصل إفريقي على ما يبدو، شرق جزيرة ليسبوس المجاورة للسواحل التركية في بحر إيجه.

وانتشل غواصون من وكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس) جثة رجل بالغ بعد ظهر اليوم الخميس ، ليرتفع عدد الضحايا إلى 18 شخصا، بحسب خفر السواحل الذين يواصلون عمليات البحث.

إنقاذ 10 نساء ولا يزال 12 مفقودين
وأضاف الناطق أنه درى إنقاذ 10 نساء لكن 12 شخصا ما زالوا مفقودين، موضحا أن حوالى 40 شخصًا كانوا على متن القارب عند وقوع المأساة في الساعات الاولى من صباح الخميس، مشيرا إلى أن أن النساء كن في حالة هلع.

وقبل ساعات، تحدثت السلطات عن غرق زورق شراعي ثان يقل 95 شخصًا على ما يبدو بالقرب من جزيرة سيتيرا القريبة من شبه جزيرة بيلوبونيز.

ناجون يهربون من الموت بالسباحة إلى الشاطئ
تمكن بعض الناجين من السباحة إلى الشاطئ. وسمحت عملية مشتركة لسفن في البحر وخدمات الإطفاء والشرطة على الشاطئ بانتشال 80 شخصًا من العراق وإيران وأفغانستان.

وقال رئيس بلدية كيثيرا ستراتوس هارالاكيس للقناة العامة «هذا هو أسوأ مكان ممكن على هذه الجزيرة» لوقوع حادث غرق، مؤكدا أنه شاهد خمس جثث.

وأوضحت ناطقة باسم خفر السواحل للوكالة الفرنسية أن بين الناجين سبع نساء و18 طفلا، مشيرة الى ان القارب الشراعي دُمِّر بالكامل.

وذكر خفر السواحل إن سرعة الرياح في منطقة سيتيرا بلغت 102 كلم في الساعة.

زيادة حركة المهاجرين نحو اليونان
وشهدت اليونان زيادة في حركة المهاجرين هذا العام، إذ يسلك المهربون في كثير من الأحيان أطول وأخطر طريق في جنوب البلاد للوصول الى اوروبا.

ومنذ  يناير 2022، لقي 64 شخصًا حتفهم أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا من السواحل التركية القريبة، مقابل 111 في العام 2021 بأكمله، بحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية.

وفي ديسمبر الماضي، لقي 30 شخصا على الأقل مصرعهم في غرق ثلاث سفن منفصلة في بحر إيجه. لكن من الصعب تحديد الأرقام بدقة لأن بعض الجثث لم يتم العثور عليها مطلقًا أو عثر عليها على الشاطئ بعد أسابيع.

تبادل اتهامات بين أنقرة وآثينا حول غرق المهاجرين 
وتتبادل أثينا وأنقرة مسؤولية عمليات الغرق هذه. وقال الناطق اسم الحكومة اليونانية يانيس ايكونومو «طالما أن تركيا لا تفعل ما يقتضيه القانون الدولي والاتفاقيات الدولية التي وقعتها، فمن المؤكد أننا سننعي ضحايا».

ويكلف العبور الخطير لبضعة أميال بحرية بين السواحل التركية في بحر إيجه في شرق البحر الأبيض المتوسط والجزر اليونانية بوابة الاتحاد الأوروبي، عددا كبيرا من المهاجرين واللاجئين في محاولتهم الفرار من الحروب والبؤس.

إردوغان: اليونان تحول بحر إيجه إلى مقبرة
واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليونان بتحويل بحر إيجه إلى «مقبرة، وذلك بسبب سياساتها القمعية».

أما اليونان فتحملها منظمات غير حكومية ووسائل إعلام المسؤولية عن عمليات طرد غير قانونية وعنيفة في كثير من الأحيان على حدودها البحرية والبرية.

وتنفي الحكومة اليونانية المحافظة باستمرار عمليات الإعادة إلى تركيا التي تتعارض مع القانون الدولي على الرغم من التحقيقات الجادة والموثقة التي أجرتها وسائل إعلام دولية ومنظمات غير حكومية.