Atwasat

«الماضي الاستعماري» يثير ردود فعل متناقضة في قبرص على وفاة إليزابيث الثانية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 10 سبتمبر 2022, 03:42 مساء
WTV_Frequency

أثارت وفاة الملكة إليزابيث الثانية ردود فعل متناقضة في قبرص حيث ارتبط حكمها بماض مؤلم طغى عليه الكفاح ضد القوة الاستعمارية البريطانية وتقسيم الجزيرة الواقعة على البحر المتوسط.

أثارت قبرص التي تقع عند مفترق الطرق بين الشرق والغرب، أطماع الإمبراطوريات المتعاقبة بدءًا من الإغريق وحتى العثمانيين. وفي 1878، أصبحت الجزيرة تحت الإدارة البريطانية ثم مستعمرة للتاج في 1925 قبل أن تحصل على الاستقلال في 1960، وفق «فرانس برس». 

إليزابيث مسؤولة عن أعدام شباب من منظمة «إيوكا»
وقال أندرياس (83 عاما) وهو متقاعد رفض الكشف عن اسم عائلته، «كانت ملكة جيدة، لكن ليس لقبرص».  ومثله، يعتبر قبارصة آخرون عاشوا الفترة الاستعمارية أن إليزابيث الثانية مسؤولة عن أحكام بالإعدام صدرت بحق تسعة مقاتلين شباب من المنظمة شبه العسكرية القومية القبرصية اليونانية «إيوكا» التي قاتلت ضد الحكم البريطاني بين 1955 و1959 ودعت إلى إلحاق الجزيرة باليونان.

وأضاف أندرياس «لم تصدر عفوا عن الشباب الذين كانوا يقاتلون من أجل قبرص من أجل الحرية وقاموا بشنقهم»، في إشارة إلى السلطة البريطانية.

-  وفاة الملكة إليزابيث عن عمر ناهز 96 عاما
-  70 عاما على العرش.. القلق يعم بريطانيا على صحة الملكة إليزابيث

لكن الجريدة الرئيسية الناطقة بالإنجليزية في الجزيرة «سايبروس ميل» تؤكد أن «الملكة لم توقع أحكام الإعدام»، مشيرة إلى أن «سلطة منح العفو تعود إلى الحاكم (الجزيرة) وليس إلى الملكة».

«عودوا إلى بلدكم»
طفت هذه الجروح القديمة على السطح مجددا في يونيو الماضي خلال احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة التي نظمها الجيش البريطاني في قبرص حيث يتمركز في قاعدتين مهمتين له واحدة في جنوب الجزيرة والثانية في شرقها. 

ونقل حفل خيري كبير كان مقررا في هذه المناسبة في موقع تاريخي في جنوب غرب الجزيرة، إلى إحدى هاتين القاعدتين بعد أن دان قبارصة هذا الحدث ووصفوا الملكة بأنها «قاتلة». 

وفي أكتوبر 1993 أثناء زيارتها الأولى والوحيدة للجزيرة، واجهت الملكة أيضًا هتافات معادية أطلقها متظاهرون من بينها «عودوا إلى بلدكم».

وقال مراقبون لشؤون العائلة الملكية إن الاستقبال الذي لقيته في المستعمرة السابقة كان واحدا من أسوأ ما شهدته خلال رحلاتها التي لا تعد ولا تحصى.  وقبرص عضو في الاتحاد الأوروبي ويبلغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة. وهي مقسومة منذ غزو الجيش التركي لها واحتلاله ثلثها الشمالي في 1974 ردا على انقلاب كان هدفه إلحاق البلاد باليونان. 

التقسيم يغذي الشعور بالحقد
وهذا التقسيم يغذي شعورا آخر بالحقد حيال القوة الاستعمارية السابقة التي كانت ضامنة لسيادة الجزيرة بموجب معاهدة الاستقلال واتُهمت بعدم التدخل لوقف الغزو التركي.  لكن بصفتها عضوا في الكومنولث، تحافظ قبرص على علاقات وثيقة مع بريطانيا.

وتضم الجزيرة جالية كبيرة من المغتربين والمتقاعدين البريطانيين بينما اختار عدد كبير من القبارصة منذ فترة طويلة إنجلترا لتعليمهم الجامعي. 

وقبرص التي توصف بأنها «جزيرة أفروديت معروفة بشمسها وشواطئها ومياهها الصافية وتتمتع بشعبية كبيرة بين السياح البريطانيين الذين يمثلون أكبر مجموعة من الزوار».  وعبر الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في تغريدة على تويتر عن «خالص تعازيه» في وفاة الملكة.  وفي الشارع عبر عدد من القبارصة عن حزنهم.

وبالقرب من شارع ليدرا المزدحم في البلدة القديمة في نيقوسيا التي كانت تسمى «ميل الموت» في إشارة إلى هجمات القبارصة اليونانيين على الجيش البريطاني، قال أليك يوانو «نحن حزينون (...) نريد أن يكون الملك الجديد مثلها». وأضاف «عاش الملك!».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
«ناتو» يوافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
«ناتو» يوافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
بعد استهداف إيران.. باريس تدعو الى وقف التصعيد العسكري
بعد استهداف إيران.. باريس تدعو الى وقف التصعيد العسكري
اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب
اختيار هيئة المحلفين في المحاكمة التاريخية لترامب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم