رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة، أن الأمم المتحدة مسؤولة عن احترام الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية والذي وقع في وقت سابق في اسطنبول.
وقال زيلينسكي في كلمته المصورة اليومية «الجميع يعلم أن روسيا يمكن أن تمارس استفزازات وتحاول تشويه صدقية الجهود الأوكرانية والدولية. لكننا نثق بالأمم المتحدة. مسؤوليتهم الآن أن يضمنوا احترام الاتفاق»، حسب وكالة «فرانس برس».
كييف وموسكو توقعان مع تركيا والأمم المتحدة الاتفاق حول تصدير الحبوب
ووقعت أوكرانيا وروسيا صباح اليوم في اسطنبول اتفاقين منفصلين مع تركيا والأمم المتحدة بشأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود.
ووقع طرفا النزاع بالأحرف الأولى نصّين متطابقين لكنْ منفصلان، بناء على طلب الأوكرانيين الذين رفضوا التوقيع بشكل مباشر على أي مستند مع الروس الذين وقعوا اتفاقا مماثلا مع أنقرة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. ورحب الاتحاد الأوروبي الجمعة بالاتفاق، مطالبا «بتنفيذه سريعا».
أبرز بنود الاتفاق حول تصدير الحبوب ومدة صلاحيته
وأبرز بند ينصّ عليه الاتفاق هو إقامة «ممرات آمنة» من شأنها أن تسمح بعبور السفن التجارية في البحر الأسود، وقد تعهّدت موسكو وكييف «بعدم مهاجمتها»، وفق قول مسؤول أممي.
سيكون الاتفاق صالحًا لمدة «120 يومًا» أي أربعة أشهر، وهي المدة اللازمة لإخراج نحو 25 مليون طن من الحبوب المكدّسة في الصوامع الأوكرانية في حين يقترب موعد موسم حصاد جديد.
إلا أن المفاوضين تخلّوا عن إزالة الألغام من البحر الأسود (التي كان الأوكرانيون بشكل أساسي قد زرعوها لحماية سواحلهم). وبررت الأمم المتحدة الأمر بأن «إزالة الألغام ستستغرق وقتًا طويلًا» مضيفةً أن «طيارين أوكرانيين» سيفتحون الطريق أمام سفن الشحن في المياه الإقليمية.
وأبدت تركيا استعدادها للمساعدة في إزالة الألغام في هذه المنطقة البحرية، فيما تعهّدت روسيا بأنها «لن تستغل تنظيف هذه الموانئ (الأوكرانية) من الألغام وتشغيلها».
ستُجرى في اسطنبول عمليات تفتيش للسفن المغادرة والمتجهة إلى أوكرانيا، بهدف تبديد مخاوف روسيا التي تريد ضمانات بأن سفن الشحن لن تجلب أسلحة إلى الأوكرانيين.
قبل ساعات من توقيعه اعتبر الكرملين أن هذا الاتفاق «مهمّ جدًا»
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «الأمر يتعلق بكمية قليلة نسبيًا من الحبوب الأوكرانية، لكن من المهم جدًا أن تصل هذه الحبوب إلى الأسواق الدولية».
واعتبر أيضًا أنه ينبغي «السماح للأسواق بتلقي كميات إضافية من الأسمدة والحبوب» الروسية، التي تعرقل العقوبات الغربية تصديرها.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو لوكالة «فرانس برس» مساء الخميس إن «الوفد الأوكراني لن يدعم سوى الحلول التي تضمن أمن المناطق الجنوبية من أوكرانيا، وموقفا قويا للقوات المسلحة الأوكرانية في البحر الأسود والتصدير الآمن للمنتجات الزراعية الأوكرانية».
لكن في الجنوب الأوكراني، لا يزال المزارعون يشككون. واعتبر ميكولا زافيروخا وهو مزارع في المنطقة ينتظر إمكان تصدير نحو 13 ألف طنّ من الحبوب، أن اتفاق اسطنبول «يعطي قليلًا من الأمل» لكنه أضاف أنه «لا يمكن الوثوق بروسيا، هذا ما أثبتته سنة بعد سنة».
تعليقات