قدّم المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، استئنافًا الثلاثاء، ضد حكم بسجنه تسع سنوات صدر في مارس الماضي، على خلفية اتهامات يقول هو ومعارضوه، إنها ذات دوافع سياسية.

وبعد وقت قصير على افتتاح الجلسة صباح الثلاثاء، أعلنت المحكمة تأجيل الجلسات إلى 24 مايو، بناء على طلب نافالني، بحسب وكالة «فرانس برس».

وتأتي الجلسة في وقت تسعى السلطات الروسية لإسكات أصوات المعارضة المتبقية، ومع مواصلة موسكو هجومها العسكري على أوكرانيا، الذي أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص وتهجير قرابة عشرة ملايين في الدولة المجاورة.

وفي أواخر مارس، قضت محكمة بتشديد عقوبة سجن بحق أبرز معارضي الرئيس فلاديمير بوتين، إلى تسع سنوات، عقب إدانته بالاختلاس وإهانة المحكمة في جلسات سابقة.

ويمضي نافالني حاليًا عقوبة بالسجن سنتين ونصف السنة في سجن على بُعد 100 كلم شرق موسكو، لانتهاك شروط الإفراج عنه في قضية سابقة تتعلق بالاحتيال تعود إلى العام 2014.
ومثل نافالني الثلاثاء أمام المحكمة مرتديا زي السجن الأسود، وطلب من القاضي إرجاء الجلسة لأسبوع، كي يتسنى له لقاء أسرته قبل نقله إلى مجمع سجون آخر، وفق مراسل «فرانس برس».

وقال للقاضي «إذا أكدتم العقوبة، سيتم نقلي إلى مجمع سجون وأنقل من هنا.. في تلك الحالة ستُلغى زيارتي»، كما طلب وقتًا إضافيًا ليتسنى له الاستماع إلى التسجيل الصوتي لحكمه.
وإذا أيدت المحكمة القرار سيُنقل المعارض البالغ 45 عامًا إلى مجمع سجون خاضع لنظام أكثر صرامة من مجمعات كالتي يُحتجز فيها حاليًا.

وتلغي عقوبة السجن تسع سنوات بحق نافالني، عقوبة العامين ونصف العام الصادرة في فبراير وتحل مكانها، ما يعني بقاء نافالني خلف القضبان لثماني سنوات أخرى.

اتهامات باختلاس ملايين الدولارات من التبرعات
وفي إطار القضية الأخيرة يتهم المحققون نافالني، باختلاس ملايين الدولارات من التبرعات التي قدمت لمنظماته السياسية لأغراض شخصية.

وبرز اسم نافالني كمدوّن في مجال مكافحة الفساد، وقبل سجنه خرجت تظاهرات مناهضة للحكومة في أنحاء روسيا.

وفي 2018، خاض حملة سعيًا للترشح للانتخابات الرئاسية، لكن مُنع في نهاية الأمر من خوض السباق الذي ضمن فيه بوتين ولاية رابعة. وفي غيابه يواصل فريقه نشر تحقيقات متعلقة بثروات نخب روسية، وشاهد الملايين تلك التحقيقات على يوتيوب.

- نافالني بعد الحكم عليه بالسجن 9 سنوات: بوتين يخشى الحقيقة
- إدانة المعارض الروسي نافالني بتهم «احتيال» جديدة

وفي أغسطس 2020 نجا نافالني من عملية تسميم بغاز الأعصاب «نوفيتشوك» الذي يعود تطويره إلى الحقبة السوفياتية، حيث يحمل نافالني الكرملين مسؤولية تلك العملية.

توقيف بعد العودة لروسيا
وأوقف العام الماضي لدى عودته إلى البلاد قادما من ألمانيا حيث أمضى فترة علاج، ما أثار عاصفة انتقادات في الغرب وتسبب بفرض عقوبات على موسكو.

وفي يونيو 2021، صنّف القضاء أبرز منظمات المعارض بأنها «متطرفة»، ما أدّى لإغلاقها وإطلاق ملاحقات قضائية في حق عدد من ناشطيها، الكثير منهم باتوا حاليا في المنفى لتجنب الملاحقات، وجرى توقيف آخرين ويواجهون عقوبات سجن مشددة.

وصعّدت روسيا أخيرًا الضغط على وسائل إعلام مستقلة ومنظمات غير حكومية، وأعلنت العديد منها «عملاء أجانب»، فيما توقفت منظمات أخرى عن العمل خشية ملاحقات.

وسعيًا لتعزيز سيطرتها على المعلومات المتاحة للجمهور في الداخل، حظرت السلطات منصات التواصل الاجتماعي المعروفة، «إنستغرام وفيسبوك وتويتر»، وباشرت إجراءات قانونية بحق مجموعة التكنولوجيا العملاقة ميتا التي تتهمها بنشر الدعوات لقتل» الروس.