Atwasat

«مجزرة ذات طابع عنصري».. شاب أبيض يقتل 10 أشخاص من أصول أفريقية في نيويورك

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 15 مايو 2022, 10:26 صباحا
WTV_Frequency

فتح شاب أبيض مسلح النار في سوبر ماركت، السبت، في بوفالو بشمال ولاية نيويورك، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل معظمهم أميركيون من أصول أفريقية، في حادثة اعتبرتها السلطات مجزرة ذات طابع عنصري.

وقال الشرطي في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في بوفالو، ستيفن بيلونجيا، خلال مؤتمر صحفي في هذه المدينة الشمالية الواقعة على بحيرة إيرييه قرب الحدود مع كندا، «نحقق في هذه الحادثة باعتبارها جريمة مدفوعة بالكراهية وقضية تطرف عنيف بدوافع عنصرية»، بحسب وكالة «فرانس برس».

وأوقف القاتل على الفور في مكان الواقعة، وهو ملاحق بتهمة «القتل العمد مع سبق الإصرار» وقد أودِع السجن.

بث الجريمة على الإنترنت
وقالت الشرطة والسلطات القضائية المحلية، إنه شاب أبيض يبلغ 18 عامًا يرتدي زيًا من النوع العسكري، وكانت بحوزته سترة واقية من الرصاص وخوذة وكاميرا من أجل بث جريمته مباشرة على الإنترنت.

وأوضح قائد شرطة بوفالو، جوزف غراماغليا، أن «عشرة أشخاص قُتلوا» وأصيب ثلاثة آخرون، موضحًا أن 11 من مجموع الضحايا هم من السود والاثنان الآخران من البيض، في هذا الحي الذي تقطنه غالبية من الأميركيين من أصول أفريقية في بوفالو.

وأضاف غراماغليا، أن الشاب أطلق النار في البداية على أربعة أشخاص في ساحة لركن السيارات في سوبرماركت «تُوبْس»، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، قبل دخوله إلى المتجر، حيث ارتكب مجزرة.

- هل وصلت الولايات المتحدة إلى منعطف في مكافحة العنصرية؟

وفي السوبرماركت أطلقَ عليه حارس أمني وهو شرطي متقاعد، النار، لكن الشاب المحمي بسترته الواقية من الرصاص لم يُصب، وأطلق النار على الحارس.

وعندما وصل عناصر الشرطة إلى المكان بسرعة، صوب الشاب سلاحه نحو رقبته، قبل أن يستسلم لهم، بحسب المفوض غراماغليا.

جريمة مدفوعة بالكراهية
ووصف مسؤول الشرطة في مقاطعة إرييه، جون غارسيا، الهجوم بأنه «جريمة مدفوعة بالكراهية» وبأنها «عنصرية» ارتكبها رجل «يجسد الشر».

وتُشير عبارة «جرائم الكراهية» تقليديًا في الولايات المتحدة، إلى فعل موَجه ضد شخص بسبب عناصر في هويته مثل العرق أو الدين أو الجنسية أو التوجه الجنسي أو إعاقة محددة، وبما أنها جريمة فدرالية تنطوي على ظروف تشديدية، فهي تؤدي تلقائيًا إلى عقوبات أقسى.

وردا على سؤال عما إذا كان مطلق النار يواجه عقوبة الإعدام على المستوى الفدرالي، قال الممثل المحلي للنيابة العامة إن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة».

وبدأ منفذ العملية الذي كان يحمل كاميرا بث جريمته على منصة «تويتش» التي قالت إنها «صدمت»، ووعدت بـ«عدم التسامح مطلقًا مع أي شكل من أشكال العنف».

وقالت الشبكة الاجتماعية إن المحتوى حذِف بعد «دقيقتين» على بدء بثه وإنه جرى «تعليق حساب المهاجم نهائيًا»، مشيرة إلى أن «كل الحسابات التي يُحتمل أن تُعيد نشر هذا المحتوى تخضع للرقابة».

«بيان» ذي طبيعة عنصرية
وتحدثت وسائل إعلام أميركية أيضًا عن «بيان» ذي طبيعة عنصرية نُشر على الإنترنت، كما هو الحال غالبًا في الجرائم التي يرتكبها متعصبون للعرق الأبيض.

وكشفت صحيفة «بوفالو نيوز»، أن كلمة مهينة وعنصرية ويحظر استخدامها في الولايات المتحدة لوصف السود، كُتِبت بالأبيض على قطعة السلاح، وقالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكل على تويتر إنها «مجزرة مروعة ارتكبها شخص يؤمن بتفوق البيض».

من جهته، كشف رئيس بلدية بوفالو بايرون براون وهو أميركي من أصل أفريقي، أن منفذ الهجوم سافر لساعات من أجل ارتكاب جريمته في حي في بوفالو الذي تقطنه غالبية من السود.

وتذكر هذه الحادثة بمجزرة عنصرية وقعت في الثالث من أغسطس 2019، عندما قتل رجل يميني متطرف يبلغ من العمر 21 عاما 23 شخصا بينهم ثمانية مكسيكيين، وأشخاص «ناطقين بالإسبانية» في إل باسو بولاية تكساس، وأخرى وقعت في 17 يونيو 2015 عندما قتل رجل أبيض عنصري تسعة مصلين أميركيين من أصل أفريقي في كنيسة في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا.

وتشهد الولايات المتحدة بشكل شبه يومي عمليات إطلاق نار وقتل في أماكن عامة، بينما تسجل في عدد من المدن الكبرى مثل نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو زيادة في الجرائم التي تستخدم فيها أسلحة نارية خصوصا منذ انتشار وباء كوفيد.

وتفيد أرقام برنامج «مراقبة الأسلحة الصغيرة»، (سمول آرم سيرفي) بأنه كان في الولايات المتحدة في 2017 نحو 393 مليون بندقية أي أكثر من عدد السكان.
مقتل 45 ألف شخص في الولايات المتحدة بأسلحة نارية

وفي 2021 قتل بأسلحة نارية حوالى 45 ألف شخص في الولايات المتحدة، بما في ذلك نحو 24 ألف انتحار، حسب منظمة «غان فايولنس اركايف»، إذ يكفل الدستور الأميركي الحق في حيازة السلاح.

وفشل عدد كبير من المبادرات من قبل البرلمانيين لتشديد القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة في الكونغرس في السنوات الأخيرة، بينما ما زال لوبي السلاح القوي «الرابطة الوطنية للأسلحة» (ان آر ايه) مؤثرًا جدًا.

وخلال زيارة لنيويورك في فبراير، دان الرئيس جو بايدن زيادة عنف السلاح في المدينة، ووعد ببذل المزيد على المستوى الفدرالي ضد هذه الآفة، ودان مساء السبت حادثة إطلاق النار التي وصفها بـ«المقيتة»، حسب الناطقة باسمه كارين جان بيير.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«فرانس برس»: أميركا توافق على سحب قواتها من النيجر
«فرانس برس»: أميركا توافق على سحب قواتها من النيجر
تايوان ترصد 21 طائرة عسكرية صينية حولها
تايوان ترصد 21 طائرة عسكرية صينية حولها
مع جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية.. الأمم المتحدة تندد بتزايد أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات خلال 2023
مع جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية.. الأمم المتحدة تندد ...
كوريا الشمالية تختبر «رأسا حربيا كبيرا جدا»
كوريا الشمالية تختبر «رأسا حربيا كبيرا جدا»
وزير خارجية إيران: لن نردّ على هجوم الجمعة لأنه «لعب الأطفال»
وزير خارجية إيران: لن نردّ على هجوم الجمعة لأنه «لعب الأطفال»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم