أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، تبقي «موضوعين» عالقين مع الولايات المتحدة قبل إنجاز تفاهم لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وقال أمير عبداللهيان «كانت لدينا أربعة مواضيع من ضمن خطوطنا الحمراء في المراحل النهائية من المفاوضات. من ضمن هذه المواضيع الأربعة، حُل موضوعان تقريبًا في الأسابيع الثلاثة الماضية، ووصلنا (بشأنهما) إلى مرحلة الاتفاق، لكن يتبقى موضوعان، أحدهما ضمانة اقتصادية»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «إرنا».
مستعدون للذهاب إلى فيينا
ولم يوضح الوزير الإيراني طبيعة الموضوع الثاني العالق مع الأميركيين. لكنه شدد على أنه «في حال لبى الجانب الأميركي طلبينا المتبقيين اليوم، نحن مستعدون للذهاب إلى فيينا غدًا» لإنجاز تفاهم يعيد تفعيل الاتفاق، واسمه رسميًّا «خطة العمل الشاملة المشتركة».
وبدأت إيران وقوى كبرى، لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، منذ أشهر مباحثات في فيينا لإحيائه، تشارك فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة، التي انسحبت منه أحاديًّا في 2018.
- باريس تدعو للتوقيع على التفاهم «المطروح حاليا» لإحياء اتفاق إيران النووي
- روسيا تؤكد تلقيها «الضمانات المطلوبة» من واشنطن بشأن الاتفاق النووي الإيراني
وفي الآونة الأخيرة، بلغت المباحثات مرحلة «نهائية»، وأكد المعنيون بها تبقي نقاط تباين قليلة قبل إنجاز تفاهم. إلا أن التفاوض واجه تعقيدات مستجدة، تمثلت خصوصًا بطلب روسيا ضمانات أميركية بأن العقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تعاونها الاقتصادي والعسكري مع طهران.
وفي 11 مارس، أعلن الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق المباحثات، تعليق التفاوض في فيينا «نظرًا لعوامل خارجية»، في عبارة فسِّرت على أنها إشارة للطلبات الروسية المستجدة. وأكد الاتحاد أن المعنيين سيواصلون التباحث بشأن الاتفاق رغم توقف المفاوضات في العاصمة النمساوية.
روسيا تلقت «الضمانات المطلوبة خطيًّا
وتأتي تصريحات أمير عبداللهيان في طهران، غداة زيارته موسكو ولقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد أن روسيا تلقت «الضمانات المطلوبة خطيًّا. تم شملها في الاتفاقات لإعادة إطلاق خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني».
ورفض الوزير الروسي تحميل بلاده مسؤولية عدم إنجاز الاتفاق حتى الآن، مشيرًا الى أن الصيغة النهائية لم تنل بعد موافقة «عواصم عدة، لكن العاصمة الروسية موسكو ليست واحدة منها».
وأتاح اتفاق 2015، الذي أُبرم بعد أعوام شاقة من المفاوضات، رفع عقوبات عن طهران مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية، ما دفع إيران للتراجع عن غالبية التزاماتها.
وتهدف مباحثات فيينا إلى إعادة الولايات المتحدة للاتفاق خصوصًا عبر رفع العقوبات، وامتثال طهران مجددًا لكامل التزاماتها بموجب بنوده.
تعليقات