Atwasat

موقف الغرب من الحرب على أوكرانيا.. هل يفعل بايدن مثل ماكرون وشولتس؟

القاهرة - بوابة الوسط السبت 05 مارس 2022, 01:35 مساء
WTV_Frequency

رغم فرض عقوبات غير مسبوقة وتقديمهم دعمًا هائلًا لأوكرانيا، لم ينجح الغربيون في وقف الغزو الروسي بل يتوقعون الأسوأ؛ غير أن خياراتهم لتشديد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تبدو معقدة، حسبما ترى وكالة «فرانس برس» في تقرير عما يمكن أن تفعله العقوبات. 

وتوعدت دول مجموعة السبع، أمس الجمعة، بفرض عقوبات صارمة جديدة على روسيا، فيما تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بإبقاء الضغط إلى أن تنتهي الحرب؛ «غير أن هامش المناورة أمام الغربيين ضيق».

وحذر الأميركيون قبل بدء الغزو بأنهم سيفرضون تدابير تكون في أعلى السلم منذ البداية وهذا ما فعلوه؛ فقد فرضوا مع حلفائهم الأوروبيين عقوبات غير مسبوقة على النظام المالي الروسي وعلى الأثرياء المقربين من الكرملين، كما حظروا صادرات التكنولوجيا الحيوية وفرضوا حصارًا جويًا على روسيا. وأقصيت روسيا من المسابقات الرياضية الكبرى وانسحبت عشرات الشركات من البلد.

توقعات أميركية خاطئة عن بوتين 
وقال السفير الأميركي السابق في كييف وليام تايلور للوكالة الفرنسية: «أنا من الذين كانوا يعتقدون أن التهديد بالعقوبات سيكفي لردع الرئيس بوتين عن شن هجومه العسكري لكن هذا لم يكن الحال». وأضاف: «لست واثقًا بالتالي أن المزيد من العقوبات سيقنعه بالانسحاب».

وجرى حتى الآن تحييد قطاع الطاقة نسبيًا؛ لكن العديد من البرلمانيين الأميركيين يطالبون الرئيس جو بايدن بحظر واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة؛ فيما رد الرئيس الأميركي بقوله: «لا شيء مستبعدًا».

كما يطالب البعض بقطع النظام المالي الروسي تمامًا عن باقي العالم، في وقت حرص الغربيون على استهداف المصارف الأقل ارتباطًا بقطاع المحروقات.

وحذر بلينكن من حلول تخفض العرض العالمي على الطاقة وتتسبب تلقائيًا بزيادة الأسعار في محطات الوقود في أميركا وأوروبا. كما أوضح أن هذا ليس من المصلحة الاستراتيجية للغرب، موحيًا بأن واشنطن تراهن بالأحرى على مفاعيل العقوبات المفروضة حاليًا.

مطالب أوكرانيا بفرض حظر جوي هل تتحقق؟
يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلف الأطلسي (ناتو) بفرض منطقة حظر جوي فوق بلاده للحد من الغارات الروسية على كييف ومدن أخرى؛ غير أن هذا يبقى في الوقت الحاضر خطًا أحمر يرفض الحلف الذي لا تنتمي إليه أوكرانيا، اجتيازه.

وأوضح الأمين العالم للحلف ينس ستولتنبرغ أن الوسيلة الوحيدة لفرض منطقة حظر جوي هي إرسال طائرات مقاتلة تابعة للحلف إلى المجال الجوي الأوكراني، ثم إسقاط طائرات روسية لفرض احترامها، محذرًا بأن ذلك سيؤدي حتمًا إلى نشوب حرب شاملة في أوروبا.

ويعتقد العديد من الخبراء  أن الأميركيين والأوروبيين سيلتزمون بهذا الموقف طالما أن النزاع يبقى محصورا في أوكرانيا، أو أقله خارج دول الحلف، مشيرين إلى مخاطر نشوب مواجهة نووية.

غير أن بعض الجمهوريين في الكونغرس الأميركي مثل آدم كينزينغر وروجر ويكر يعتبرون أنه سيتحتم على الحلفاء في نهاية المطاف أن يجازفوا ويفرضوا منطقة حظر جوي.

وإزاء رفض اعتماد مثل هذا الحل، تلتزم واشنطن والاتحاد الأوروبي في الوقت الحاضر بمواصلة تسليم أسلحة إلى القوات الأوكرانية، مع ارتفاع أصوات مطالبة بإمدادها بأسلحة أكثر هجومية، مثل مقاتلات سوفياتية الصنع تملكها بعض دول أوروبا الشرقية، يعرف الطيارون الأوكران كيفية قيادتها وتشغيلها.

دعوة أميركية إلى اغتيال بوتين 
بدوره، دعا السناتور الأميركي ليندسي غراهام صراحة إلى «اغتيال بوتين»، معتبرًا أن أحدًا داخل روسيا يجب أن يقدم على ذلك.

غير أن البيت الأبيض رد أمس الجمعة بشكل قاطع «لا ندعو إلى اغتيال قائد بلد أجنبي ولا إلى تغيير نظام. هذا لا يمثل سياسة الولايات المتحدة».

لكن بعض المراقبين يرون أن العقوبات بخنقها الاقتصاد الروسي واستهداف أصول الأوليغارشيين من أوساط الكرملين الذين حققوا ثروات طائلة، قد تدفع بعض أفراد الدائرة المقربة من بوتين على الانقلاب ضده.

ورأى مدير معهد الأبحاث الاستراتيجية في المدرسة الحربية في فرنسا جانجين فيلمر أن ثمة «احتمالًا كبيرًا بحصول انقلاب من داخل القصر أو تمرد أوليغارشي».

لكن هذا الاحتمال يلقى تشكيكًا لدى البعض ومنهم صمويل شاراب، من مؤسسة راند للدراسات، الذي قال للوكالة الفرنسية: «الأفراد الذين يمكنهم التأثير على مجرى الأمور في غاية الولاء وهم في موقعهم تحديدًا بسبب ولائهم».

توازن القوى الناجم عن العقوبات
ويرى شاراب أنه يجدر بالرئيس الأميركي مواصلة المحاولات لإقناع بوتين بالتراجع، على غرار ما يفعله نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بالاستناد إلى توازن القوى الناجم عن العقوبات.

وقال «قد يكون هذا مستحيلًا، لكنني أعتقد أنه أفضل ما يمكننا القيام به في الوقت الحاضر».

ويراهن البعض على خصم آخر للولايات المتحدة والأوروبيين هو الصين.

وقال دبلوماسي غربي إن بكين مستاءة بشكل متزايد من الوضع، مشيرًا إلى أنها «لم تهب لنجدة الاقتصاد الروسي والتعويض عن مفاعيل العقوبات، وبإمكان الصين من الآن فصاعدًا لعب دور أكثر فاعلية من الغربيين في الكواليس».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الصين: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من خطر حدوث نزاع
الصين: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من خطر حدوث نزاع
واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر
واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر
اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلًا نازحًا بسبب الحرب
اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلًا نازحًا بسبب الحرب
بايدن يوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا.. إرسال معدات خلال ساعات
بايدن يوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا.. إرسال معدات خلال ...
إيران تعتبر طلب الأرجنتين بتوقيف وزيرها «غير قانوني»
إيران تعتبر طلب الأرجنتين بتوقيف وزيرها «غير قانوني»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم