وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «برد قوي» على محاولة اغتيال مستشاره الأول بأسلحة رشاشة، في هجوم مرتبط وفقًا للسلطات بمحاربة مصالح المجموعات السياسية المالية النافذة.

نجا سيرغيي شيفير (57 عاما)، وهو صديق قديم وشريك لزيلينسكي، من الهجوم، لكن سائقه أصيب بجروح. وردًا على الهجوم من نيويورك حيث هو موجود للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وعد زيلينسكي في فيديو «برد قوي»، مشيرًا إلى أنه لا يعلم من أمر بالعملية. وتعهد مواصلة معركته «ضد الجريمة وضد الجماعات المالية النافذة»، في إشارة إلى وعده بمحاربة نفوذ رجال الأعمال.

اتهام روسيا
وقال قائد الشرطة إيغور كليمنكو إن «ثلاث فرضيات رئيسية» قيد الدراسة، مشيرًا إلى هجوم مرتبط بـ«المهام الرسمية» لشيفير أو محاولة «الضغط على القادة» الأوكرانيين أو «محاولة زعزعة استقرار» أوكرانيا.

وقال إنه في الحالة الأخيرة، فإن «مشاركة أجهزة خاصة أجنبية» في الهجوم هو احتمال، مشيرًا على الأرجح إلى روسيا الخصم الجيوسياسي لأوكرانيا. لكن موسكو نفت على الفور أي دور لها. واعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن فكرة ضلوع روسيا «لا علاقة لها بالواقع الحقيقي للأمور».

- الرئيس الأوكراني يطلب «دعما ثابتا» من أميركا في مواجهة روسيا
- الرئيس الأوكراني يثني على الشراكة «بالغة الأهمية» مع واشنطن

ودان شيفير الذي نجا من محاولة الاغتيال، في مؤتمر صحفي في وزارة الداخلية محاولة لـ«ترهيب» الرئيس. وأضاف أن «فولوديمير زيلينسكي شخص صاحب إرادة صلبة ولا يخاف. لقد اختار الطريق القويم وسيسلكه». ودانت كل من واشنطن ولندن الهجوم. وقالت السفارة الأميركية في تغريدة «إن العنف الإجرامي، بما في ذلك لأغراض سياسية، لا يمكن تبريره أبدًا».

وأعربت السفيرة البريطانية في أوكرانيا ميليندا سيمونز عن «قلقها البالغ» على تويتر. وقرابة الساعة 10.00 الأربعاء (07.00 ت غ) فتح مجهولون النار على سيارة شيفير قرب قرية ليسنيكي في منطقة كييف.

ونقلت وكالة إنترفاكس-أوكرانيا عن رئيس مكتب المدعي الإقليمي في كييف اوليكسي خومنكو قوله إن «18 رصاصة أطلقت على السيارة بأسلحة رشاشة».

ونجا شيفير من الهجوم لكن سائقه أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى، وحياته ليست في خطر. وشوهدت عدة سيارات للشرطة ظهرًا في موقع الهجوم وطوقت قواتها سوبر ماركت محليا، بحسب كوستيانتين ليفوشكو أحد الشهود الذي تحدث لوكالة «فرانس برس».

حملة عدائية
وقال مستشار آخر للرئاسة ميخائيلو بودولياك لوكالة إنترفاكس-أوكرانيا إنه «يربط بوضوح» هذا الهجوم بـ«حملة عدائية ضد سياسة رئيس الدولة». وأشار إلى جهود زيلينسكي «للحد من تأثير شخصيات متنفذة تعمل في الظل» على سياسة البلاد والجهود الرامية «للقضاء على المجموعات السياسية المالية التي تعمل لصالح خصومنا الأجانب». ووعد بمواصلة محاربة «المتنفذين والجريمة».

وأعلن زيلينسكي هذا العام عن حملة لمحاربة بعض رجال الأعمال الأثرياء وعديمي الضمير المتهمين باستغلال اقتصاد هذه الجمهورية السوفياتية السابقة وشراء أصوات وسائل الإعلام والطبقة السياسية.

قبل توليه رئاسة هذا البلد الأفقر في أوروبا العام 2019، كان زيلينسكي ممثلًا شهيرًا لعب دور الرئيس الأوكراني في مسلسل تلفزيوني، وكان شيفير شريكه المقرب في شركة الإنتاج الخاصة به. وجرى انتخابه مع وعد بالتغيير ومحاربة الفساد المستشري في أوكرانيا بلا هوادة. لكن حتى الآن لم يحقق نتائج ملموسة.

واستهدفت عدة محاولات اغتيال سواء نجحت أو فشلت، سياسيين وصحفيين في أوكرانيا في السنوات الأخيرة. وتشهد أوكرانيا حربًا منذ 2014 مع الانفصاليين الموالين لروسيا وتواجه أزمة خطيرة مع موسكو.

ويسهل هذا النزاع في شرق البلاد الحصول إلى الأسلحة النارية. وبين الهجمات المدوية مقتل النائب الروسي السابق دنيس فورونينكوف بالرصاص في الشارع في وضح النهار في العام 2017، ومقتل الصحفي الاستقصائي المعروف بافيل شيريميت في 2016 بانفجار سيارته في كييف.