Atwasat

تنظيم «داعش» يطل عبر بوابة أفغانستان

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 06 سبتمبر 2021, 05:20 مساء
WTV_Frequency

بينما كانت حركة «طالبان» تعمل على بسط سيطرتها على كابل، تعرضت العاصمة الأفغانية لهجوم دموي تبناه الفرع المحلي لتنظيم «داعش»، في ضربة تسلط الضوء من جديد على قوة هذه الجماعة المتطرفة وتثير مخاوف الغرب.

وقُتل نحو مئة مدني و13 جنديًّا أميركيًّا في التفجير قرب مطار كابل في 26 أغسطس، الهجوم الأكثر دموية ضد قوات الولايات المتحدة منذ 2011 في أفغانستان، والأكبر ضد الجيش الأميركي الذي ينفذه تنظيم «داعش» في أفغانستان، وفق «فرانس برس».

مصدر إلهام للمتطرفين 
ووقع الهجوم قبل أيام من أن تبدأ في باريس، الأربعاء، محاكمة المتّهمين في هجمات 13 نوفمبر 2015 التي أوقعت 130 قتيلًا، التي تبناها تنظيم «داعش» عندما كان في أوج قوته، وفيما تستعد الولايات المتحدة لإحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

ورغم أن تنظيم «القاعدة»، خصم جماعة «داعش»، تبنى أكبر هجوم في التاريخ الحديث ضد الولايات المتحدة، إلا أنّه شكّل مصدر إلهام للمتطرفين من جميع الانتماءات. وقالت المحللة في معهد «أميركان إنتربرايز» ومقره واشنطن كاثرين زيمرمان، إن «وكالات الاستخبارات الغربية يجب أن تكون في حالة تأهب بالفعل لجهاديين دعوا إلى شن مزيد الهجمات على الغرب».

فجوة أمنية 
لكن مصدر الخطر الرئيسي تغير خصوصًا منذ انهيار «دول الخلافة» تحت ضربات التحالف الدولي. وبحسب محلّلين تحدثت إليهم وكالة «فرانس برس»، فإن تنظيم «داعش» قد لا يكون قادرًا في المرحلة الحالية على شن هجوم في الغرب على غرار الهجوم المعقد في 2015 في باريس.

ورغم ذلك، تبقى فروعه المحلية في نيجيريا ومالي واليمن ناشطة، فيما تبنى التنظيم في العراق، الأنشط في العالم، الأحد قتل 13 ضابطًا في الشرطة الاتحادية.

-  أمير «داعش - خراسان»: نريد إقامة دولة الخلافة وطالبان وقعت تحت تأثير قوى أجنبية
-  أفغانستان: تنظيم «داعش- خراسان» يتبنى الهجوم الصاروخي على مطار كابل

ويملك تنظيم «داعش»، الناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، خبرة في كيفية حشد المقاتلين، خصوصًا بفضل خطابه المتماسك. وتدرك الأجهزة الأمنية أنها لا تستطيع أن تضمن عدم قيام مناصر للتنظيم بتنفيذ هجوم فردي على غرار هجوم الجمعة في نيوزيلندا.

وفي كابل، كان هجوم تنظيم «داعش» أكثر رمزية لأنه وقع على الرغم من تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من احتمال تنفيذ ضربة.

ويشير الباحث في معهد الدراسات السياسية في باريس، جان بيار فيليو، إلى أنّ «عجز واشنطن عن منع مثل هذا الهجوم المعلن عنه على الملأ، يسمح لتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان بتضخيم قدرته على تنفيذ ضربات دامية». ورأى أنّ «المواجهة المباشرة بين القوات الأميركية وطالبان خلقت فجوة أمنية يمكن أن يستغلها المهاجمون الجهاديون».

نمو الإرهاب 
سارع المتعاطفون مع تنظيم «داعش» إلى استغلال الهجوم في العاصمة الأفغانية. وقالت جماعة «هدم الأسوار» المتطرفة إن «كابل لنا»، واضعة الأميركيين و «مرتدي طالبان» في الخانة ذاتها.

ويعتبر تنظيم «داعش-ولاية خراسان» حاليًا «رابع أنشط التنظيمات في العالم منذ بداية العام»، كما يشير الخبير في شؤون الجماعة المعروف على «تويتر» باسم «السيد كيو». وقال إنّ الهجوم على كابل «يعيد تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان إلى قلب الاهتمام السياسي والإعلامي».

وفي شرق سورية ما زالت خلايا تنشط وتنفذ عمليات بين وقت وآخر، «بدأ التنظيم بين العامين 2019 و2020 تدريب عناصره على تنفيذ هذا النوع من الهجمات خارج العراق وسورية، وربما خارج الشرق الأوسط»، على حد قول الدبلوماسي الأميركي والمبعوث الخاص السابق للتحالف الدولي ضد التنظيم جيمس جيفري.

لا يزال هناك تهديد
ومن هذا المنطلق، تبقي الدول الغربية أعينها مفتوحة على احتمال وقوع هجمات. وقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نهاية أغسطس من العراق إلى عدم التخاذل لأنّ التنظيم «لا يزال يشكل تهديدًا».

كما توعّد بايدن تنظيم «داعش» في أفغانستان بمزيد الرد، قائلًا: «إلى تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان: لم نفرغ منكم بعد». وحذرت زيمرمان من أنه إذا تُرك التنظيم من دون رادع «فليس من الصعب أن ينمو التهديد الإرهابي في أفغانستان، ويمتد إلى المنطقة وحتى إلى الغرب».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق في رفح»
مجموعة السبع تعلن معارضتها لعملية عسكرية إسرائيلية «واسعة النطاق ...
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
طوق أمني حول قنصلية إيران في باريس بعد دخول رجل بحزام ناسف إليها
غوتيريس «يدين كل عمل انتقامي» في الشرق الأوسط
غوتيريس «يدين كل عمل انتقامي» في الشرق الأوسط
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
توقيف رجل بعد تطويق قنصلية إيران في باريس
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على أربعة مستوطنين صهاينة متطرفين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم