Atwasat

هاييتي تسابق الزمن لإعادة إعمار مدارس دمرها الزلزال

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 05 سبتمبر 2021, 04:33 مساء
WTV_Frequency

تكافح هاييتي لإعادة الطلبة إلى المدارس في ظل الدمار الذي خلفه زلزال الشهر الماضي، وأودى بأكثر من ألفي شخص وسوى بالأرض عشرات آلاف المباني، بينها عدد كبير من المدارس، ويمثل الأمر تحديًا لوجستيًّا وإنسانيًّا في البلد المعرض للكوارث والأفقر في الأميركيتين الذي لم يتعافَ تمامًا من زلزال ضخم أودى بأكثر من 200 ألف شخص تسبب بأضرار بالمليارات العام 2010.

وجرى تأجيل الموسم الدراسي الذي كان مقررًا في السادس من سبتمبر لأسبوعين لمعظم الطلبة. وفي ثلاث مناطق جنوبية كانت الأكثر تضررًا جراء الزلزال الذي ضرب في 14 أغسطس وبلغت قوته 7.2 درجة، تأجلت الدراسة إلى الرابع من أكتوبر، وخسرت عديد العائلات في تلك المناطق ممتلكاتها، وفقًا لوكالة «فرانس برس». 

وأطلق الحديث عن تأجيل انطلاقة العام الدراسي عدًّا تنازليًّا بالنسبة لعناصر الإغاثة، الذين دخلوا في سباق مع الزمن لمساعدة المحتاجين في المناطق الجنوبية، وأفاد مدير «يونيسف» في هاييتي، برونو مايس، بأن «من بين 2800 مدرسة في المناطق الثلاث المتأثرة، جرى تقييم الوضع في 955 من قبل الحكومة وبدعم من يونيسف، وتظهر النتائج الأولية أن 15 في المئة منها تدمر، و69 في المئة تضرر».

وأضاف: «سيكون الأمر بمثابة سباق مع الوقت، إذ أن هناك بضعة أسابيع فقط لتأسيس ملاذات واقية وآمنة للتعليم من أجل الأطفال في هذه المناطق الثلاث حتى لا يضيع عليهم عام دراسي آخر».

وانتهى العام الدراسي 2019-2020 في مارس العام الماضي جراء «كوفيد». ومن ثم، تعطل العام الدراسي التالي بالنسبة للعديد من سكان هاييتي جراء تفشي عنف عصابات الشوارع، وفي أواخر 2020 ومطلع العام الجاري، نفذ أفراد العصابات العديد من عمليات الخطف مقابل فدية طالت طلبة أو أساتذة قرب مدارس في العاصمة بور أو برنس.

وعلى بعد نحو 150 كلم عن العاصمة، كانت منطقة كامب بيرين بمنأى، إلى حد كبير، عن موجة العنف، لكنها تضررت بشدة جراء الزلزال، ويعد استقبال الطلبة مجددًا في المدارس أمرًا مضنيًا، خصوصًا بالنسبة لتلك الخاصة التي تمثل 80% من مدارس هاييتي.

وقال الأستاذ في مدرسة «مازينود» الثانوية، ماكسيم يوجين، «لدينا طلاب لم يسددوا بعد أقساط السنة الدراسية 2017-2018»، وأضاف: «لا يمكننا رفضهم وجعلهم يخسرون سنة في المدرسة من أجل المال»، ودمر الزلزال كل صف في المدرسة الكاثوليكية المعروفة، وبينما رفع الجنود الأنقاض إلا أن مسؤولي المدرسة لا يزالون بانتظار المساعدة من أجل إطلاق العام الدراسي.

ولفت يوجين إلى أنهم حصلوا على «تعهدات، لكن لم يتم الإيفاء بها بعد»، مضيفًا: «إذا تلقينا خيامًا في موعدها، فيمكننا الاستعداد لبدء الدراسة في الرابع من أكتوبر، لأننا استطعنا المحافظة على الأثاث». وشدد يوجين على أنه متفائل رغم أنه قد يضطر للتدريس في باحة كرة القدم في المدرسة، وكانت منطقة لازيل الواقعة في سلسلة جبلية تمتد جنوب هاييتي من بين الأكثر تضررًا جراء زلزال 14 أغسطس، الذي ترك سكانها في حالة يأس.

وقال مدير مدرسة ابتدائية تدمر منزله في الزلزال، ويدعى برينو سان جول، «قد يكون المبنى جاهزًا، لكنني شخصيًّا لا أعرف كيف سيكون بإمكاني العودة إلى العمل»، وبعد يوم من وقوع الزلزال، أعاره أحد الجيران سروالًا فيما قضى الليالي العشر التالية نائمًا في مؤخرة شاحنة مع زوجته وابنيه، إلى جانب أربعة أشخاص آخرين تشردوا.

ويعيش سان جول (60 عامًا) حاليًا في مأوى مصنوع من صفائح معدنية. ولم يعد قادرًا على التفكير بالعام الدراسي الجديد، وتركته أحداث الأسابيع الأخيرة والضغوط يشعر بأنه «مريض نفسيًّا» وقال: «أقضي وقتي بالتفكير في الكيفية التي سأتمكن من خلالها تجاوز المحنة».

ويعتبر سان جول، الذي يدرس منذ أكثر من 30 عامًا، أن عزاءه الوحيد هو أن «المدرسة التي أشرف عليها منذ 12 عامًا تضررت فحسب ولم تدمر بالكامل». لكنه مع ذلك يبقى في وضع يرثى له، وقال: «أصبحت فقيرًا كأولئك الذين لا يعملون. الأمر صعب للغاية من وجهة نظر إنسانية»، وأضاف: «لكن من الجانب المادي، إذا تم إصلاح المبنى وتدخلت الحكومة لمساعدة أولياء الأمور والأساتذة، يمكننا فتح المدرسة في 4 أكتوبر»، وذلك رغم حقيقة أن سان جول يعيش في العراء، حاله حال معظم طلابه، البالغ عددهم 400 طالب.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سول: استخدام موسكو الفيتو لوقف مراقبة العقوبات على كوريا الشمالية تصرف غير مسؤول
سول: استخدام موسكو الفيتو لوقف مراقبة العقوبات على كوريا الشمالية...
شركات صينية تعلّق بناء سدَّين بباكستان بعد هجوم انتحاري أودى بحياة 5 مهندسين صينيين
شركات صينية تعلّق بناء سدَّين بباكستان بعد هجوم انتحاري أودى ...
الصين تعارض «فرض عقوبات بشكل أعمى» على كوريا الشمالية
الصين تعارض «فرض عقوبات بشكل أعمى» على كوريا الشمالية
«الصحة العالمية» تحذّر من أسوأ موسم لحمّى الضنك في أميركا اللاتينية
«الصحة العالمية» تحذّر من أسوأ موسم لحمّى الضنك في أميركا ...
إردوغان يلتقي بايدن في البيت الأبيض.. 9 مايو
إردوغان يلتقي بايدن في البيت الأبيض.. 9 مايو
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم