أوقفت حركة طالبان الإسلامية المتطرفة، بث 15 إذاعة وقناة تلفزيونية بعد سيطرتها على عدد من المناطق الأفغانية، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
وقال مدير إذاعة «سوكون»، أحمد صفات الله إن إذاعته توقفت «عن البثّ منذ يومين لأن طالبان استولت على مبنى محطتنا»، بينما أفاد مسؤولون أفغان، الثلاثاء، عن سيطرة حركة طالبان على 11 محطة إذاعية وأربع محطات تلفزيونية في المدينة ووقف بثها.
وعلّقت وزارة الإعلام والثقافة الأفغانية، «لا يريد الإرهابيون لوسائل الإعلام أن تنشر الحقائق وتكشف مظالمهم»، ومن شأن خسارة السيطرة على لشكركاه أن تشكل ضربة كبرى، استراتيجية ومعنوية، للحكومة الأفغانية، التي تعهَّدت بالدفاع عن المدن الرئيسية وعواصم الولايات الكبرى، بعدما خسرت مناطق ريفية واسعة على وقع تقدّم طالبان خلال الأشهر الأخيرة.
ولم تبد القوات الأفغانية مقاومة شديدة أمام تقدم طالبان، ولم تعد تسيطر سوى على المحاور الكبرى الرئيسية وعواصم الولايات التي بات بعضها محاصرًا.
وقال مسؤولون أفغان في هرات إن القوات الحكومية تمكنت من صدّ المتمردين من أنحاء عدّة في المدينة، بما في ذلك محيط المطار، الذي يُعدّ بمثابة شريان حيوي لإيصال الإمدادات، وهتف مئات السكان «الله أكبر» من على أسطح منازلهم، بعدما تمكنت القوات الحكومية من صدّ هجوم لحركة طالبان.
وأفاد الناطق باسم حاكم هرات جيلاني فرهاد وكالة «فرانس برس» أن «قوات الأمن الأفغانية وقوات المقاومة أطلقت عملية كبيرة في غرب المدينة»، وأكد مسؤول آخر أن الولايات المتحدة شنّت غارات ليلاً في هرات.
وتسبّبت المعارك في أنحاء البلاد بنزوح نحو ثمانين ألف طفل منذ مطلع يونيو، وفق ما أفادت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» الثلاثاء، مشيرة إلى تضرر العديد من المدارس والمرافق الصحية جراء القتال، الأسبوع الماضي، توقعت الأمم المتحدة أن تسجل هذا العام أكبر عدد من الضحايا المدنيين منذ العام 2009 عندما بدأت بتسجيل الحصيلة السنوية.
وأحصت البعثة مقتل 1659 مدنيا وجرح 3254 آخرين في النصف الأول من العام الحالي، بزيادة قدرها 47 في المئة مقارنة مع النصف الأول من العام الماضي. وسقط نصف القتلى خلال الشهرين الأولين من هجوم طالبان.
وقالت إن الحصيلة «مروعة»، مؤكدة أن ما يقرب من نصف الضحايا المدنيين الذين تم تسجيلهم في النصف الأول من العام هم من النساء والأطفال، وتعرضت مكاتب البعثة في مدينة هرات لهجوم الجمعة، أودى بحياة شرطي أفغاني.
تعليقات