أبقت حركة «طالبان»، الأربعاء، على الضغط العسكري في شمال أفغانستان عند الحدود مع طاجيكستان، وسط استمرارها في حصار مدينة قندوز منذ أسبوعين، وذلك قبل يومين من زيارة مرتقبة للرئيس الأفغاني إلى واشنطن.

ومنذ بدء انسحاب القوات الأميركية في الأول من مايو، ضاعف المتمردون هجماتهم، ملحقين خسائر وهزائم بالجيش الأفغاني الذي يفترض به الاستعداد لتولي المسؤوليات من دون مساندة غربية، وفق «فرانس برس».

السيطرة على المعبر
وما زالت «طالبان» تسيطر، منذ الثلاثاء، على المعبر الرئيسي باتجاه طاجيكستان، الذي يعد محورًا أساسيًّا لمرور البضائع إلى آسيا الوسطى، وسقط في هجوم استمر ساعة واحدة وفق مصادر محلية. وتعيّن على بعض القوات الأفغانية المتقهقرة اللجوء إلى الجانب الطاجيكي. وسيطر المتمردون على نقاط عبور أخرى غداة الاستيلاء على نقطة شير خان الحدودية، وفقًا لمسؤولين محليين.

-  أفغانستان: مقاتلو حركة «طالبان» يسيطرون على أبرز معبر حدودي مع طاجيكستان
-  أفغانستان: قوات حركة «طالبان» عند أبواب قندوز كبرى مدن شمال شرق البلاد

وزار وزير الدفاع، بسم الله خان محمّدي، الجبهة، ونشر في موقع «تويتر» تسجيل فيديو صوِّر هناك. وتعهد في بيان «الدفاع عن أفغانستان بأي ثمن»، ولكن من دون إعلان إرسال تعزيزات. وأشاد بمساندة ميليشيات محلية للعسكريين.

في المقابل، أعلنت الحركة، في بيان الاربعاء، أن مقاتليها سيطروا على مناطق «وقواعد ومعابر حدودية»، واعدة بإعادة «السلام والأمن».

إبطاء الانسحاب
وقالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في كابل ديبورا ليونز، الثلاثاء، إن «أكثر من 50 أفغانية من أصل 370 سقطت منذ بداية مايو»، معظمها حول عواصم الولايات التي باتت محاصرة.

وأمام الهزائم المتتالية التي مُني بها الجيش الأفغاني، لا سيما في الولايات الشمالية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء، احتمال إبطاء عمليات الانسحاب ولكن وسط الحرص على احترام موعد 11 سبتمبر لإنجاز انسحاب كامل. ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة نظيره الأفغاني أشرف غني للمرة الأولى منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

وقال الناطق باسم الـ«بنتاغون»، جون كيربي، «في هذه الأثناء التي أتحدث فيها إليكم، تقدِّم قواتنا بعض المساندة ولكن الوضع سيتغير»، موضحًا أن القدرات الأميركية ستتراجع «ولن تكون متوفرة» قريبًا. وتشدد واشنطن على وجوب التوصل إلى حل تفاوضي لتقاسم السلطة مع «طالبان»، غير أن المفاوضات التي بدأت في سبتمبر في الدوحة تبدو مراوحة مكانها.