Atwasat

قضية جورج فلويد: سنة صاخبة في الولايات المتحدة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 24 مايو 2021, 02:48 مساء
WTV_Frequency

«إنه يوم الوعي»، هكذا يصف أقارب جورج فلويد يوم 25 مايو 2020 حين توفي الأميركي الأسود تحت ركبة شرطي أبيض وحين «فتح العالم عينيه على معاناة الأميركيين السود» بحسب قولهم، منذ سنة، جرى التعبير عن هذه الموجة المناهضة للعنصرية في الشوارع ووسائل الإعلام والساحة السياسية أو القانونية في الولايات المتحدة، رغم أن آثارها الملموسة لا يزال من الصعب تقييمها.

في ذلك المساء من عطلة نهاية أسبوع طويلة، جاء جورج فلويد (46 عاما) لشراء السجائر من محل «كاب فودز» في مينيابوليس، المدينة الكبرى في شمال البلاد. لكن العملة بدت مزورة واتصل موظف بالشرطة، بعدما كانوا غير قادرين على إدخال هذا الرجل الضخم البالغ طوله نحو مترين في سيارتهم، قام عناصر الشرطة بتثبيته على الأرض مكبل اليدين.

الشرطي ورقبة جورج فلويد
ركع الشرطي ديريك شوفين على رقبة جورج فلويد، وبقي على هذه الحال لمدة عشر دقائق غير مبالٍ بمعاناة الرجل الذي كرر القول «لا أستطيع التنفس» قبل أن يفقد وعيه، حاول المارة بذهول التدخل لكن دون جدوى. قامت فتاة في الـ(17 من العمر) بتصوير كل الأحداث بهاتفها النقال. نشرت الفيديو على الإنترنت وتم التداول به في كل أنحاء العالم.

وبعدما كانوا عالقين في منازلهم منذ أسابيع بسبب الوباء، خرج الأميركيون الغاضبون إلى الشوارع للمطالبة بوضع حد للعنصرية وعنف الشرطة في مواكب غير مسبوقة منذ حركة الحقوق المدنية في الستينات، في المدن الكبرى، انفجر الغضب وتم نهب متاجر وإحراق مركز للشرطة في مينيابوليس.
في مختلف أنحاء البلاد، تم تخريب تماثيل شخصيات مرتبطة بالعبودية، فيما دخلت الولايات المتحدة في مرحلة مراجعة نقدية للذات حول ماضيها.

أدى نشر الحرس الوطني وحظر التجول وإصدار لائحة اتهام للشرطة إلى إعادة الهدوء رغم استمرار التوتر طوال الصيف في بورتلاند، في باريس، لندن، لشبونة، طهران، سدني أو سول، حيث نزلت حشود إلى الشوارع تضامنا مع الأميركيين من أصل أفريقي، أو للتنديد بأعمال العنف التي تقوم بها قوات الأمن.

قضية جورج فلويد بين ترامب وبايدن
وقف المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن الذي يحظى بشعبية في صفوف الأميركيين السود منذ أن كان نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما، فورا إلى جانب الضحايا. وشارك عبر الفيديو في مراسم دفن جورج فلويد وتفقد رجلا أُصيب برصاص الشرطة خلال الصيف ووعد بمعالجة «العنصرية المنهجية» في المجتمع الأميركي.

في المقابل، قدم الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي يطرح نفسه مرشح «القانون والنظام»، دعما ثابتا للشرطة، منددا دون توقف بالعنف الذي يقوم به ناشطون من اليسار المتشدد.

وفي 3 نوفمبر رجح الناخبون السود الكفة لصالح بايدن. في خطاب قبوله الفوز، وجه تحية لهم بالقول: «إنهم يدعمونني دوما، كما أنا أدعمهم» واعدا بـ«استعادة روح أميركا»، حتى قبل تنصيبه رئيسا، عيَّن بايدن للمرة الأولى أميركيين من أصل أفريقي في منصبي نائبة الرئيس أو البنتاغون. وبعد ستة أيام من دخوله البيت الأبيض، وقع أول المراسيم لتحسين «العدالة العنصرية».

لكن إجراءاته محدودة الأبعاد، ورغم أنه طالب مجلس الشيوخ بأن يعتمد إصلاحا واسعا للشرطة في الذكرى الأولى لوفاة جورج فلويد فاإن الجمهوريين يعرقلون ذلك ويرفضون المساس بالحصانة الكبرى التي تحظى بها قوات الأمن، إلا أن الولايات والمدن تتقدم بشكل متفاوت بحسب موازين القوى المحلية. تحاول بعض المدن إجراء تجارب للحد من مخاطر حصول هفوات عبر نزع سلاح العناصر المكلفين أمن السير على سبيل الماثل.

الإصلاحات بالعمق لا تزال بعيدة المنال ويبقى عدد ضحايا الشرطة على حاله مع حوالى ألف وفاة في الأشهر ال12 الماضية وربعهم على الأقل أميركيون من أصل افريقي فيما هم لا يمثلون إلا 13% من السكان، لكن يجب الإشارة إلى تغيير لافت، هو أن وسائل الإعلام تبدي اهتماما متزايدا في هذه القضايا وباتت أسماء رايشار بروكس وأندريه هيل وداونت رايت وجميعهم قتلوا على أيدي ضباط الشرطة، مألوفة لدى الأميركيين.

غرقت أميركا مجددا في المأساة في نهاية مارس مع محاكمة الشرطي ديريك شوفين بتهمة القتل. عرضت أشرطة فيديو صادمة وإفادات مؤثرة: الجلسات التي خرجت عن الإطار المعتاد حبست أنفاس الولايات المتحدة طوال ثلاثة أسابيع، انتهى «هذا الاستفتاء حول الطريق الذي قطعته» الولايات المتحدة بحسب تعبير بن كرامب محامي عائلة فلويد في 20 أبريل بحكم إدانة. تنفست البلاد الصعداء بعدما كانت تخشى موجة عنف جديدة في حال تبرئة الشرطي.

سواء كان من قبيل الصدفة أم لا، تم اتهام شرطيين اثنين بتهمة القتل وأُدين ثالث من هيئة محلفين في ألاباما بتهمة قتل رجل انتحاري.
قبل قضية فلويد، كان الشرطيون يفلتون تقريبا من الإدانة، لكن القضية لم تكتمل: سيتم تحديد عقوبة ديريك شوفين في 25 يونيو وثلاثة من زملائه السابقين حوكموا معه بتهمة التواطؤ في مارس. وهناك محاكمة أخرى، أمام القضاء الفدرالي، تنتظرهم.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
10 وفيات باصطدام مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (فيديو)
10 وفيات باصطدام مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (فيديو)
منظمة أممية: آسيا الأكثر تضررا من الكوارث المناخية في 2023
منظمة أممية: آسيا الأكثر تضررا من الكوارث المناخية في 2023
توقيف مساعد نائب في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين
توقيف مساعد نائب في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين
الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى رواندا
الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم