Atwasat

اكتظاظ في المقابر ومحارق الجثث في الهند مع ازدياد وفيات «كوفيد-19»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 20 أبريل 2021, 08:46 مساء
WTV_Frequency

في مقبرة «جديد قبرستان أهلي» في نيودلهي، ووسط درجات حرارة خانقة، يحاول محمد شميم التقاط أنفاسه وأخذ استراحة قصيرة، بينما ينظر بأسى إلى سيارة إسعاف تنقل جثة جديدة لأحد ضحايا «كوفيد-19» يتحتم عليه إحراقها.

ازداد عبء العمل على حفّاري القبور بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة في الهند فيما تضرب البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة حاليًا موجة ثانية من الوباء، وفق «فرانس برس».

واستقبلت مقبرة «جديد قبرستان أهلي» في العاصمة الهندية التي تخضع لتدابير إغلاق منذ مساء الإثنين ولمدة أسبوع، 11 جثة في غضون ثلاث ساعات. وبحلول غروب الشمس، كانت قد دفنت 20 جثة. يتذكر محمد شميم وهو حفار قبور يبلغ من العمر 38 عامًا، أيامًا في ديسمبر ويناير كانت فيها آلة الحفر الخاصة به متوقفة.

الفيروس يتسارع
وقال شميم، الذي ورث المهنة عن أبيه وجده، «اعتقد كثر أن الوباء أصبح شيئًا من الماضي. لكن يبدو الآن أن الفيروس يتسارع». وأضاف: «بهذا المعدل، في غضون ثلاثة أو أربعة أيام، لن يكون هناك متسع لجثث أخرى».

وحول المقبرة، يدفن الجثث الموضوعة داخل أكفان بيضاء أو توابيت خشبية رجال يرتدون بدلات واقية زرقاء أو صفراء. وتتحلق مجموعات صغيرة من الرجال وعيونهم تنظر إلى الأرض فيما يتلو إمام صلاة الميت، وسط عاصفة تهب حاملة معها الغبار والمطر.

وقال شميم: «قبل يومين جاء شخص وأخبرني بأن عليه أن يبدأ التحضير لإجراءات دفن والدته لأن الأطباء يئسوا من شفائها»، مضيفًا: «يبدو لي الأمر غير قابل للتصديق. لم أفكر أنه سيأتي يوم سأضطر فيه إلى بدء الإجراءات لدفن شخص ما زال على قيد الحياة».

15 ألف وفاة في شهر
رسميًّا، توفي نحو 180 ألف هندي بسبب «كوفيد-19» من بينهم 15 ألفًا في شهر أبريل وحده. لكن يعتقد البعض بأن الرقم الفعلي قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وانتشرت صور المحارق الممتلئة وغير القادرة على التعامل مع عدد الجثث الهائل، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام.

في غازي أباد قرب نيودلهي، بثت محطات تلفزيونية صورًا لجثث ملفوفة في أكفان مصفوفة على الرصيف وإلى جانبها أقارب يبكون أمواتهم في انتظار دورهم لحرق الجثث.

في ولاية غوجارات في الغرب، تعمل عديد محارق الجثث في سورات وراجكوت وجامناغار وأحمد أباد 24 ساعة مع ارتفاع عدد الوفيات ثلاث إلى أربع مرات. وقد تصدّعت مدخنة محرقة في أحمد أباد قبل انهيارها بعدما عملت بمعدل 20 ساعة يوميًّا خلال الأسبوعين الماضيين.

حتى أن الإطار الحديدي لفرن مخصص لحرق الجثث في سورات ذاب لأنه لم يكن هناك وقت كافٍ لتركه يبرد. وقال رامناث غيلا المسؤول المحلي لمحارق الجثث في المدينة: «حتى الشهر الماضي، كنا نحرق نحو 20 جثة يوميًّا، لكن منذ بداية أبريل، أحرقنا أكثر من 80 جثة يوميًّا».

نقص في الخشب
توزع محرقتان للجثث في لاكناو (شمال) أرقامًا على عائلات المتوفين بهدف تنظيم عمليات حرق الجثث، وقد تستمر مدة الانتظار حتى 12 ساعة. وقد تكون فترة الانتظار أحيانًا طويلة لدرجة أن عائلة بدأت حرق جثة في حديقة مجاورة لإحدى محارق الجثث، وفق ما قال مسؤول.

وقال روهيت سينغ، الذي توفي والده بـ«كوفيد-19» إن مسؤولي محارق الجثث فرضوا دفع نحو سبعة آلاف روبية (100 دولار) لحرق الجثث، أي أكثر بعشرين مرة من الكلفة المعتادة. حتى أن بعض المحارق في لاكناو، التي تواجه نقصًا في الخشب، اضطرت لمطالبة العائلات بإحضار وقودها الخاص.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى
الصين تؤكد معارضتها لكافة الأعمال «المؤدية إلى تصعيد التوترات» بعد انفجارات إيران
الصين تؤكد معارضتها لكافة الأعمال «المؤدية إلى تصعيد التوترات» ...
سفارة الصين بإيران تدعو رعاياها لأخذ «الاحتياطات اللازمة نظرا للأخطار الأمنية»
سفارة الصين بإيران تدعو رعاياها لأخذ «الاحتياطات اللازمة نظرا ...
الكرملين يدعو إلى «ضبط النفس» بعد انفجارات إيران
الكرملين يدعو إلى «ضبط النفس» بعد انفجارات إيران
زيلينسكي يتفقد القوات الأوكرانية في شرق البلاد
زيلينسكي يتفقد القوات الأوكرانية في شرق البلاد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم