Atwasat

أعمال عنف جديدة في أيرلندا الشمالية رغم الدعوات إلى التهدئة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 09 أبريل 2021, 08:07 مساء
WTV_Frequency

كررت الحكومة البريطانية الجمعة، دعوتها إلى الهدوء بعد اشتباكات جديدة بين مثيري الشغب والشرطة في أيرلندا الشمالية، حيث يُخشى أن يقوض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي السلام الهش في المقاطعة.

ومنذ أكثر من أسبوع، تشهد المقاطعة البريطانية أعمال عنف لم تشهد مثيلًا لها منذ سنوات، خصوصا في مناطق الموالين الوحدويين ذات الغالبية البروتستانتية، إذ خلقت عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي شعورا بالخيانة والمرارة، وفق وكالة «فرانس برس».

ورغم دعوات لندن ودبلن وواشنطن لوقف أعمال العنف، اشتعلت العاصمة بلفاست مجددا ليل الخميس الجمعة.

وفي حي غربي، استهدفت شرطة مكافحة الشغب التي علقت بين فكي كماشة بين الجانبين، بزجاجات حارقة وحجارة، عندما حاولت منع مئات المتظاهرين الجمهوريين من التوجه نحو الوحدويين، وتم صدهم باستخدام خراطيم المياه.

وأعمال العنف التي أوقعت أكثر من سبعين جريحا حتى الآن في صفوف الشرطة، أعادت إلى الذاكرة الاضطرابات التي تسببت بمقتل 3500 شخص خلال ثلاثة عقود في مواجهات دامية بين الجمهوريين ومعظمهم من الكاثوليك، أنصار الوحدة مع أيرلندا وبين الوحدويين البروتستانت المدافعين عن الانتماء للمملكة المتحدة.

بدء حوار
في مواجهة هذا التصعيد كررت الحكومة البريطانية، التي أرسلت وزير أيرلندا الشمالية براندون لويس، دعوتها إلى التهدئة التي ظلت حتى الآن حبرا على ورق.

وقال وزير النقل غرانت شابس، على قناة «سكاي نيوز» الجمعة: «العنف ليس الوسيلة لحل المشاكل»، معتبرا الوضع «مقلقا جدا»، مضيفا: «علينا أن نحرص على أن يتحاور الناس لحل مشاكلهم، ولكن ليس بالعنف».

ودعت شقيقة ليرا ماكي الصحفية التي قتلت خلال المواجهات في 2019 في لندنديري، المسؤولين السياسيين في أيرلندا الشمالية إلى «بدء حوار مع أولئك الذين يقولون إنهم غير راضين لدرجة يختارون العنف»، معتبرة أن البعض «تجاهلهم» والبعض الآخر «أشعل النار».

وقالت نيكولا ماكي كورنر لقناة «آر تي آي»: «نحتاج إلى قيادة جيدة وحكيمة قبل أن يُقتل أحد».

والخميس دعا رئيسا وزراء بريطانيا وأيرلندا إلى «الحوار»، وضما صوتيهما لكل قادة أيرلندا الشمالية لإدانة أعمال العنف هذه «غير المقبولة».

ودعا البيت الأبيض أيضا إلى التهدئة معربا عن «القلق» في حين عبر جو بايدن الفخور بأصوله الأيرلندية، عن قلقه من عواقب «بريكست» على السلام في المقاطعة.

السلام في الظاهر
ومنذ اتفاق الجمعة العظيمة المبرم في 1998 يسود «سلام في الظاهر»، كما تقول فيونا ماكماهون البالغة 56 عاما من سكان المقاطعة، وتضيف: «إنها مشكلة متجذرة وليست فقط ناجمة عن بريكست».

لكن «بريكست» أسهم في زعزعة التوازن الهش في المقاطعة من خلال إعادة فرض الرقابة الجمركية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتفاديا لعودة الحدود بين المقاطعة البريطانية وجمهورية أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، يتم إجراء هذه العمليات في موانئ أيرلندا الشمالية.

لكن هذه القواعد الجديدة تحدث خللا في المبادلات التجارية ويندد بها الوحدويون باعتبارها حدودًا بين أيرلندا الشمالية والمملكة المتحدة، وخيانة من جانب لندن.

وأعلن جون أودود النائب المحلي من حزب شين فين الجمهوري لـ«بي بي سي»: «هناك وسائل سياسية للتطرق إلى البروتوكول» الأيرلندي الشمالي، مضيفا: «دعونا لا نحاول إيجاد أعذار للمجموعات الإجرامية التي لا ينبغي أن تكون موجودة بعد 23 عامًا على اتفاق الجمعة العظيمة».

والأسبوع الماضي اندلعت أعمال العنف في لندنديري قبل أن تمتد إلى أحد الأحياء الجمهورية في بلفاست، وحولها خلال عطلة عيد الفصح.

والخميس تحدثت الشرطة عن اضطرابات لم يشهد لها مثيل منذ سنوات، وحذرت من وجود بين المحتجين مراهقين «يشجعهم» راشدون ومجموعات شبه عسكرية.

وأسهم في زيادة التوتر قرار سلطات أيرلندا الشمالية عدم ملاحقة أعضاء في حزب «شين فين» حضروا في يونيو جنازة بوبي ستوري، الشخصية البارزة في الجيش الجمهوري الأيرلندي، في انتهاك صارخ لقيود «كوفيد-19».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بايدن: الولايات المتحدة عازمة على محاسبة إيران
بايدن: الولايات المتحدة عازمة على محاسبة إيران
ماكرون يستقبل رئيس الوزراء اللبناني وقائد الجيش غدًا
ماكرون يستقبل رئيس الوزراء اللبناني وقائد الجيش غدًا
غوتيريس: الشرق الأوسط على شفير «نزاع إقليمي شامل»
غوتيريس: الشرق الأوسط على شفير «نزاع إقليمي شامل»
طعن فتاتين أمام مدرسة في فرنسا
طعن فتاتين أمام مدرسة في فرنسا
«ناتو» يطلب دفاعات جوية عاجلة لأوكرانيا
«ناتو» يطلب دفاعات جوية عاجلة لأوكرانيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم