Atwasat

جيش بورما يجبر المدنيين على تفكيك المتاريس في رانغون

القاهرة - بوابة الوسط السبت 20 مارس 2021, 07:52 مساء
WTV_Frequency

حولت الحواجز الموقتة التي شيدها المحتجون من الخيزران والطوب والإطارات المطاطية المشتعلة شوارع كبرى مدن بورما ساحة حرب، لكن الجيش بجبر المدنيين الآن على تفكيكها قطعة قطعة،تحت تهديد السلاح.

واستخدم المحتجون هذه المتاريس، المشيَّدة بما يتوفر من مواد، التي انتشرت في أرجاء رانغون للجم تحركات قوات الأمن التي لجأت أخيرًا في وتيرة متزايدة لاستخدام القوة القاتلة لقمع الاحتجاجات ضد إطاحة حكومة أونغ سان سو تشي من السلطة في انقلاب الأول من فبراير، بحسب «فرانس برس».

 علامة مميزة للمتظاهرين
ورغم أعداد المحتجين المتزايدة في الشوارع، إلا أنهم يفتقرون للوسائل المناسبة لمواجهة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الذي يطلقه عناصر الجيش والشرطة. وقتل حتى الآن أكثر من 230 شخصًا في التظاهرات في أرجاء البلاد، حسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين، لكن يعتقد أن الأعداد أعلى من ذلك بكثير.

وباتت الحواجز بمثابة علامة مميزة للمتظاهرين، الذين يغلقون الطرق الرئيسية باستخدام مختلف المواد، من أكياس الإسمنت المملوءة بالرمال وأعواد الخيزران إلى صناديق القمامة الكبيرة والطوب.

- الأمم المتحدة: مقتل 138 «متظاهرًا سلميًّا» على الأقل في بورما منذ الانقلاب

ونجحت المتاريس جزئيًّا في إبطاء حركة قوات الأمن، التي باتت عازمة الآن على إجبار السكان المحليين، بمَن فيهم غير المشاركين في الاحتجاجات، على تفكيكها وإزالتها. وكان تون هلا، البالغ 69 عامًا، يجلس في منزله حين داهمه عسكريون وطلبوا منه العمل على إزالة متاريس أُقيمت في الحي الذي يقطنه.

وأفاد الرجل، الذي استخدم اسمًا مستعارًّا، «مررت بهذه المواقف من قبل، ولا يجب أن تتكرر». وأنهى انقلاب فبراير بشكل مفاجئ اختبار بورما للديمقراطية على مدى 10 سنوات، بعدما خضعت لحكم عسكري صارم استمر خمسة عقود.

سابقة تاريخية 
وخلال هذا العهد العسكري، كان من المعتاد أن يأمر عسكريون في جميع أرجاء البلاد السكان بتوفير شخص ذي قدرة جسدية لأداء أعمال قاسية.

وقال الناشط الحقوقي جون كوينلي إن «استخدام العمل القسري ليس بالأمر الجديد في بورما»، مضيفًا أنه كان «تكتيكًا وحشيًّا يستخدم لخلق بيئة من الخوف والترهيب».

ورغم معاناته من ألم مزمن في الظهر، لم يكن أمام تون هلا خيارًا آخر سوى الانصياع لأوامر الجنود المسلحين، وإخفاء أبنائه في المنزل، والانضمام لجيرانه في إزالة أكياس الرمل المتراكمة في الشارع. وقال: «كنت قلقًا على أبنائي... هناك شبان صغار يموتون».

نقطة ساخنة للاضطرابات
وأصبحت رانغون نقطة ساخنة للاضطرابات ومقاومة الانقلاب، حيث شهدت أحداث عنف دامية تضمنت إطلاق قوات الأمن النيران عشوائيًّا في مناطق مأهولة. وفرضت المجموعة العسكرية الأحكام العرفية، الأحد، في ست من أحياء رانغون ووضعت عمليًّا نحو مليوني شخص تحت رقابة تامة من قادة الجيش.

وأوضحت سابيل (20 عامًا) أنها ووالدتها الأرملة أُجبرتا تحت تهديد السلاح على تفكيك أحد المتاريس قرب بيتهما. وقالت سابيل التي رفضت أيضًا ذكر اسمها الحقيقي خشية الانتقام الأمني: «لم أفعل ذلك في حياتي من قبل». وأجبرت الشابة ووالدتها على إزالة خمسة صفوف من الحقائب الثقيلة المليئة بالرخام.

وأفادت: «تعرضت لكدمات في يداي. تعرضت لألم شديد»، وأضافت أنها شاهدت عسكريين يوجهون أسلحتهم تجاه فتييْن كانا يكافحان لرفع أكياس الرمل وفك الأسوار المصنوعة من الخيزران.

واسترجع أحد سكان رانغون الذي نشأ في ولاية تشين الشمالية، وهي منطقة لديها تاريخ طويل من النزاع بين الجيش والمجموعات العرقية المسلحة، كيف أُجبر حين كان يبلغ 10 سنوات في عهد النظام العسكري السابق على حفر خنادق وقطع أشجار في منطقته. وقال: «لا أريد لأبنائي بأن يعانوا هذه الكوابيس التي مررت بها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيران تستعرض قوتها العسكرية وسط التوتر المتصاعد مع الاحتلال الإسرائيلي
إيران تستعرض قوتها العسكرية وسط التوتر المتصاعد مع الاحتلال ...
جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بإصابة 14 جنديًا في ضربة نفذها «حزب الله» اللبناني
جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بإصابة 14 جنديًا في ضربة نفذها «حزب ...
زلزال بقوة 6.3 درجات يضرب غرب اليابان
زلزال بقوة 6.3 درجات يضرب غرب اليابان
مجلس الأمن يستعد للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
مجلس الأمن يستعد للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم ...
تركيا تتهم نتنياهو بـ«دفع» المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
تركيا تتهم نتنياهو بـ«دفع» المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم