انفجرت صواريخ أطلقت دفعة واحدة قرب السفارة الأميركية في بغداد، الأحد، مع تصاعد حدة التوتر قبيل ذكرى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغارة أميركية.
ونقلت «فرانس برس»عن شهود في شرق العاصمة العراقية سماعهم ما لا يقل عن دوي خمسة انفجارات تبعها صفير، وبعد لحظات، سمعوا صوت إطلاق نيران متتالية ورأوا أعمدة من التوهجات الحمراء أضاءت سماء المنطقة، ما يشير إلى أن نظام الدفاع الصاروخي «سي-رام» الخاص بالسفارة الأميركية تم تفعيله.
مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية
وقال مصدر أمني إن ثلاثة صواريخ سقطت قرب مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية فيما أصاب صاروخان آخران أحياء سكنية منفصلة. وأصدرت قوات الأمن العراقية بيانا قالت فيه إن الهجمات تسببت في أضرار مادية من دون وقوع إصابات. والهجوم هو الثالث على منشآت عسكرية ودبلوماسية أميركية منذ أن وضعت هدنة في أكتوبر حدا لعام من الهجمات الصاروخية والعبوات الناسفة على منشآت أجنبية في أنحاء العراق.
ووقع الهجوم الأول في 17 نوفمبر، وشهد سقوط وابل من الصواريخ على السفارة الأميركية وأجزاء مختلفة من العاصمة العراقية، ما أسفر عن مقتل امرأة شابة. وفي 10 ديسمبر، تم استهداف قافلتين تنقلان معدات لوجستية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمساعدة القوات العراقية في محاربة «المتطرفين» بعبوات ناسفة.
سياسة «الضغط الأقصى»
وأعلنت جماعات يعتبرها مسؤولون أميركيون وعراقيون واجهة لفصائل مسلحة معروفة متحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجمات. وارتفع منسوب التوتر قبيل الذكرى السنوية الأولى لضربة أميركية بطائرة مسيرة في 3 يناير الفائت في بغداد قتلت الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني والقيادي الرفيع في الحشد الشعبي أبومهدي المهندس.
وصرح مسؤولان عراقيان كبيران في وقت سابق من هذا الشهر بأن البعثة الدبلوماسية الأميركية سحبت بالفعل موظفيها جزئيا بسبب المخاوف الأمنية. ووصفا الخطوة بأنها خفض صغير لأعداد الموظفين بناء على تحفظات أمنية من الجانب الأميركي لا قطيعة في العلاقات الدبلوماسية.
ويتوقع مسؤولون عراقيون وغربيون توترات مقبلة قبل أسابيع من نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي انتهج سياسة «الضغط الأقصى» على إيران التي ضغطت أيضًا على حلفائها في العراق المجاور. ولم يستبعدوا عملا عسكريا في اللحظة الأخيرة من قبل إدارة ترامب يستهدف المصالح الإيرانية في العراق، أو تصعيدا محتملا من قبل الجماعات المدعومة من طهران.
تعليقات