Atwasat

انطلاق الجولة الأخيرة للمفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 15 نوفمبر 2020, 11:57 صباحا
WTV_Frequency

بعد ثمانية أشهر من المحادثات الشاقة في خضمّ الأزمة الصحية، يبدأ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، الإثنين، الجولة الأخيرة من المفاوضات حول مرحلة ما بعد «بريكست» للتوصل في ختامها إلى اتفاق تجاري غير مسبوق، أو في خلاف ذلك إلى فشل سياسي مرير.

وسيتسبب الخروج من الاتحاد من دون اتفاق بمزيد من التداعيات للاقتصادات المتضررة أساسا جراء وباء «كوفيد-19» لكن بشكل أكبر للاقتصاد البريطاني، إذ إن المملكة المتحدة تصدّر 47% من منتجاتها إلى القارة، في وقت لا يصدر الاتحاد سوى 8% من بضائعه إلى بريطانيا، وفي حال الانفصال دون اتفاق، تعتبر لندن أن سبعة آلاف شاحنة يمكن أن تعلق في منطقة كينت جنوب شرق البلاد لنحو يومين من أجل عبور النفق.

وقال وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفيني أخيرا: «إذا لم نتمكن من إبرام اتفاق، سيمثل ذلك فشلا كبيرا للسياسة والدبلوماسية»، وتتعثر المفاوضات بسبب ثلاث مسائل: الضمانات المطلوبة من لندن في ما يتعلق بالمنافسة ووصول الأوروبيين إلى مناطق الصيد في المياه البريطانية وطريقة إدارة الخلافات في الاتفاق المستقبلي.

في ما يخصّ المنافسة، يريد الاتحاد الأوروبي التأكد من أن بريطانيا لن تنحرف عن المعايير البيئية والاجتماعية النافذة، بالإضافة إلى أنها لن تقدم مساعدات لشركاتها بشكل غير محدود، فيما هو مستعد لفتح أمامها سوقه التي تضمّ 450 مليون مستهلك، في حال لم يتمّ احترام ذلك، يرغب الاتحاد في فرض عقوبات فورية لحماية شركاته، الأمر الذي ترفضه لندن.

وخرجت بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، إلا أن تأثير الانفصال لن يظهر قبل الأول من يناير 2021، بعد انتهاء الفترة الانتقالية التي يُفترض أن يتواصل خلالها تطبيق المعايير الأوروبية، وفي هذه الفترة أيضا، تعهّدت لندن وبروكسل بإبرام اتفاقية تجارية باسم «لا رسوم جمركية وصفر حصص» للحدّ قدر الإمكان من العواقب السلبية لـ«بريكست» التي لا يمكن تجنّبها، لكن قبل أقل من خمسين يوما من نهاية العام، تراوح المحادثات مكانها رغم أنها مكثفة.

استقالة مهندس الخروج من الاتحاد الأوروبي
وكان آخر تطوّر في هذا الملف استقالة دومينيك كامينغز مهندس حملة 2016 لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الجمعة، من منصب كبير مساعدي رئيس الوزراء بوريس جونسون، وجاء ذلك بعد استقالة لي كاين، مدير الاتصالات لدى جونسون، الذي يعد حليفا مقرّبا من كامينغز.

ويقول النائب الأوروبي الداعي للمحافظة على البيئة، فيليب لامبيرتس، إن هاتين الاستقالتين «تسمحان بالتفكير بأن جونسون مستعدّ لتقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى اتفاق على الأقل».

ويرى أن جونسون «حسب» الأمر، فبين انتخاب جو بايدن «رئيس أميركي أقل ودا من سلفه ووضع اقتصادي مأساوي، لا يمكن أن يدفع ثمن بريكست من دون اتفاق»، إلا أن فرضية اعتدال النهج البريطاني رفضتها رئاسة الوزراء بشكل قاطع.

وفي الوقت الذي يجري الاستعداد لاستئناف المفاوضات في بروكسل، بقيادة ميشال بارنييه من الجانب الأوروبي وديفيد فروست من الجانب البريطاني، يستحيل توقع النتائج، هناك أمر مؤكد وحيد هو أنه يجب التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة للتمكن من المصادقة عليه في الوقت المناسب من جانب البرلمانين البريطاني والأوروبي.

ويمكن أن يشكل مؤتمر عبر الفيديو، الخميس، يجمع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، وهو مخصص حتى الآن لأزمة «كوفيد-19»، موعدا نهائيا للتوصل إلى اتفاق، لكن لا يمكن استبعاد تمديد جديد للمحادثات.

في حال لم يجرِ التوصل إلى اتفاق، ستخضع المبادلات بين بريطانيا والاتحاد إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، مع إعادة فرض رسوم جمركية كبيرة جدا في بعض الأحيان، لكن أيضا ستواجه عقبات غير متعلقة بالرسوم الجمركية مثل الحصص والمعايير التقنية والصحية.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اعتقال 93 طالبا من مظاهرة داعمة لغزة في جامعة أميركية
اعتقال 93 طالبا من مظاهرة داعمة لغزة في جامعة أميركية
بلينكن في بكين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين
بلينكن في بكين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين
ماكرون يحث أوروبا على وضع استراتيجية دفاعية «ذات مصداقية»
ماكرون يحث أوروبا على وضع استراتيجية دفاعية «ذات مصداقية»
ماكرون يدعو إلى «قرض أوروبي» للاستثمار في التسليح
ماكرون يدعو إلى «قرض أوروبي» للاستثمار في التسليح
أريزونا تتهم معاونين لترامب بمحاولة قلب نتائج الانتخابات
أريزونا تتهم معاونين لترامب بمحاولة قلب نتائج الانتخابات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم