Atwasat

«فرانس برس»: فوز بايدن يضع الشرق الأوسط على أعتاب تحول جديد

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 09 نوفمبر 2020, 02:04 مساء
WTV_Frequency

بعد سياسات دونالد ترامب الاندفاعية في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يعتمد جو بايدن استراتيجية أميركية أكثر تقليدية وأن يسعى إلى جر إيران إلى طاولة المفاوضات، ليعيد بذلك رسم المشهد الإقليمي مرة جديدة، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

وولدت استراتيجية ترامب في المنطقة سلسلة من الأحداث المتسارعة، من إنجازات دبلوماسية إلى تحركات محفوفة بالمخاطر ومبادرات فاشلة، غيرت موازين القوى في المنطقة الغنية بموارد الطاقة، فقد انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم العام 2015 مع إيران، وأمر باغتيال الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني، ونقل السفارة الأميركية في دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى القدس المحتلة، وقلص دور بلاده العسكري ووجودها في منطقة اعتقد أنها فقدت استراتيجيتها التاريخية، وتولى صهره غاريد كوشنر زمام القيادة في عملية السلام، وأقام صداقات مع شخصيات خليجية، بما في ذلك ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.

تحول كبير مع انتخاب بايدن
لكن مع انتخاب بايدن، أصبحت المنطقة الثرية التي تعصف بها الأزمات، على وشك تحول كبير آخر يمكن أن يشهد مواقف أميركية أكثر صرامة بشأن حقوق الإنسان وصفقات الأسلحة، وقال معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تقرير «هذه منطقة يتوقع أن تعيد إدارة بايدن تركيز السياسة الأميركية فيها على قضايا مثل إيران وأن تدفع باتجاه احترام الحقوق في أنحاء المنطقة».

وأضاف: «بايدن أوضح أنه ينوي العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق مع طهران إذا عادت إيران أيضا إلى الامتثال الكامل، وأنه ينوي كذلك الانخراط دبلوماسيًّا مع طهران بشأن قضايا أخرى».

أدت علاقات ترامب الشخصية مع الأنظمة الغنية في المنطقة إلى إطلاق يد قادتها، وتتناقض علاقات رجل الأعمال الوثيقة هذه، خصوصًا مع دول الخليج، مع العلاقة الفاترة التي ربطت هذه البلدان الغنية بالنفط بسلفه باراك أوباما الذي أثار بإبرامه الاتفاق مع إيران حول ملفها النووي مخاوف السعودية وجيرانها، وقد وافقت الولايات المتحدة قبل أيام فقط على بيع الإمارات العربية المتحدة ما قيمته أكثر من عشرة مليارات دولار من الطائرات المقاتلة من طراز «إف-35» المتطورة.

ووجدت سياسات ترامب صدى جيدًا بشكل عام في الخليج، رغم عدم اتخاذه إجراءات حاسمة بشأن أحداث كبرى بينها الهجمات ضد «أرامكو» في 2019 التي ألقي باللوم فيها على إيران، وقالت إلهام فخرو كبيرة محللي معهد مجموعة الأزمات الدولية لدول الخليج: «إن المسؤولين السعوديين فضلوا ولاية ثانية لترامب»، مضيفة: «إنهم ينظرون إلى ترامب على أنه عمل لحماية أهم مصالحهم الإقليمية من خلال فرض حملة ضغوط قصوى من العقوبات على إيران، والضغط لاتمام صفقات مبيعات الأسلحة إلى المملكة».

والآن تشعر المملكة بالقلق «من أن إدارة بايدن ستتخلى عن هذه الأمور التي تصب في مصلحتها الكبرى، من خلال التراجع عن العقوبات ضد إيران والعودة إلى الاتفاق النووي والحد من مبيعات الأسلحة».

كما عارض البيت الأبيض القرارات المناهضة للسعودية في الكونغرس على خلفية حربها المثيرة للجدل في اليمن وجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018، ورأى مركز «صوفان» للنشرات التحليلية أن ولي العهد السعودي «قد يجد نفسه مهمشًا» خلال فترة رئاسة بايدن «بينما تقوم واشنطن بتقييم إيجابيات وسلبيات علاقتها بالرياض»، وبعد ساعات قليلة من إعلان انتصاره، سارع القادة العرب إلى تهنئة بايدن، أملا بتعزيز العلاقات مع إدارته العتيدة، والسعودية كانت آخر الدول الخليجية التي تقدمت بالتهنئة للرئيس الأميركي الجديد.

إيران وبايدن
إلى جانب إيران والعلاقة مع قادة دول المنطقة، سيتعين على بايدن التعامل مع سلسلة من القضايا المعقدة، من لعب دور حاسم في جهود إنهاء الحرب في ليبيا، إلى احتواء نفوذ تركيا المتصاعد ومواجهة التهديدات ضد القوات الأميركية في العراق.

ويرى محللون أن إحدى الخطوات الأولى ستكون إعادة التواصل مع الفلسطينيين الذين أغضبتهم خطوة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة والاعتراف بالمدينة المتنازع عليها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

كما أثارت الحملة الأميركية في العالم العربي لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي حفيظة الفلسطينيين، لكن من المرجح أن يتبنى بايدن هذه الجهود، وبحسب معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والفلسطينيين، فإن معظم الحكومات الأوروبية ستستقبل إدارة بايدن بارتياح شديد»، موضحًا: «هناك أمل في أن يصلح بايدن على الأقل أكثر ما أفسدته حقبة ترامب، مثل تجديد المساعدة الأميركية للفلسطينيين وإعادة فتح البعثة الفلسطينية في واشنطن، والعودة إلى مسألة حل الدولتين التقليدي»، لكن مع ذلك «من غير المحتمل أن تكون هناك عودة كاملة إلى الوضع السابق».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر
واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر
اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلًا نازحًا بسبب الحرب
اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلًا نازحًا بسبب الحرب
بايدن يوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا.. إرسال معدات خلال ساعات
بايدن يوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا.. إرسال معدات خلال ...
إيران تعتبر طلب الأرجنتين بتوقيف وزيرها «غير قانوني»
إيران تعتبر طلب الأرجنتين بتوقيف وزيرها «غير قانوني»
رئيس وزراء إسبانيا يفكر في الاستقالة بعد فتح تحقيق ضد زوجته
رئيس وزراء إسبانيا يفكر في الاستقالة بعد فتح تحقيق ضد زوجته
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم