تظاهر عشرات آلاف البيلاروسيين، الأحد، في مينسك تنديداً بإعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي يواجه منذ أسبوعين حركة احتجاج واسعة، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة «فرانس برس».
واحتشد المتظاهرون الذين حملوا أعلاماً حمراء وبيضاء، بلوني المعارضة، في ساحة الاستقلال والشوارع المحيطة بها، هاتفين بصوت واحد شعارات مثل «حرية!». وتحدثت وسائل إعلام وحسابات على تطبيق تلغرام مرتبطة بالمعارضة عن أكثر من مئة ألف متظاهر في العاصمة البيلاروسية للأحد الثاني على التوالي، بحسب «فرانس برس».
تأهب الجيش
ووضع رئيس الدولة، البالغ من العمر 65 عامًا، والذي يتولى السلطة منذ 26 عامًا، الجيش في حالة تأهب، متهما الحلف الطلسي بإجراء مناورة على حدود بلاده.
ويأمل معارضوه في تكرار الإنجاز الذي حققوه في 16 أغسطس، عندما نزل أكثر من مئة ألف شخص إلى شوارع مينسك حاملين علم المعارضة البيضاء والحمراء، للتنديد بإعادة انتخاب لوكاشنكو الزائفة في 9 أغسطس، والقمع الوحشي للمظاهرات التي تلت ذلك.
وتوجه الآلاف نحو مركز العاصمة مينسك رافعين راية المعارضة البيضاء والحمراء التي كانت تشكل أول علم لبيلاروس بعد استقلالها عن الاتحاد السوفياتي من 1991 إلى 1995. في هذه الأثناء، هتف آلاف آخرون محتشدون في وسط العاصمة بشعارات تطالب بالحرية وبإسقاط لوكاشنكو.
قوات مكافحة الشغب
وانتشرت قوات مكافحة الشغب بأعداد كبيرة وبجانبها شاحنات المياه. وقبل انطلاق التظاهرة في الساعة 11,00 ت غ، حذرت وزارة الداخلية من التجمعات «غير المرخصة» ودعت إلى «التعقل».
وبدورها حذرت وزارة الدفاع من أنه في حال وقع اضطرابات بالقرب من النصب العائدة للحرب العالمية الثانية فإن المسؤولين عنها «لن يكونوا في مواجهة الشرطة وإنما الجيش».
وقالت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا «إنني فخورة بالمواطنين البيلاروسيين الآن، لأنهم مستعدون بعد 26 عاما من الخوف، للدفاع عن حقوقهم»، معتبرة أنها فازت بالاقتراع. وأضافت مدرسة اللغة الإنجليزية البالغة من العمر 37 عاما «أدعوهم إلى مواصلة العمل وإلى عدم التوقف لأنه من المهم الآن أن نبقى موحدين في كفاحنا من أجل حقوقنا».
بالإضافة إلى تظاهرة مينسك، من المقرر تنظيم سلسلة بشرية تمتد حتى فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا المجاورة لبيلاروس والتي لجأت إليها يخانوفسكايا.
باق
بعد أسبوعين من الاحتجاجات، ستؤكد هذه المظاهرة الحاشدة أن المعارضة يمكنها أن تفرض المواجهة على لوكاشنكو مع مرور الوقت، من أجل إجباره على التفاوض بشأن رحيله. وما زال الرئيس البيلاروسي صامدا بالاعتماد على ولاء القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على الرغم من تسجيل انشقاقات في وسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية.
كما ينوي أنصار الرئيس الأحد التظاهر عبر تنظيم مظاهرة بالسيارات. وانتهز الرئيس فرصة تفقّده وحدات عسكرية منتشرة في غرودنو في غرب البلاد قرب الحدود مع بولندا السبت ليندد بالاحتجاجات الأخيرة متّهما القيّمين عليها بتلقي الدعم من دول غربية.
وأعطى توجيهاته للجيش بالتأهب «لحماية وحدة أراضي بلادنا»، معتبرا أنه تتهددها «تحركات مهمة لقوات الحلف الأطلسي في المنطقة المجاورة» للحدود البيلاروسية على أراضي بولندا وليتوانيا.
تعليقات