بدأ الناخبون الإيرانيون الإدلاء بأصواتهم، اليوم الجمعة، في انتخابات تشريعية، يتوقّع أن يفوز فيها المحافظون، مستفيدين من النقمة الشعبية العارمة ضد الرئيس المعتدل حسن روحاني، على خلفية التدهور الاقتصادي والفساد والأزمات المتعددة التي تشهدها البلاد.
وأدلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بصوته ما إن فتحت صناديق الاقتراع، مجددا مناشدته مواطنيه التوجّه إلى صناديق الاقتراع بكثافة و«في أسرع وقت ممكن»، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتأتي الانتخابات التشريعية، وهي الحادية عشرة في البلاد منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت في العام 1979 نظام الشاه محمد رضا بهلوي، عقب توتر شديد بين إيران والولايات المتحدة، وإسقاط طائرة مدنية أوكرانية «عن طريق الخطأ»، ما أثار احتجاجات واسعة شهدتها طهران ضد الحكومة.
ويتوقّع محلّلون إقبالا ضعيفا على الاقتراع مع ميل متزايد لمقاطعة الاستحقاق؛ ما سيصب في مصلحة المحافظين على حساب روحاني الذي فاز في العام 2017 بولاية رئاسية ثانية، على خلفية وعود بتعزيز الحريات وحصد ثمار التقارب مع الغرب.
وتشهد إيران أزمة ركود اقتصادي وارتفاعا للتضخّم جراء العقوبات الأميركية القاسية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول الكبرى في العام 2018.
بلا فائدة
وبالنسبة لأمير محتشم، وهو عاطل عن العمل يبلغ 38 عاما فإن «مشكلة إيران الكبرى هي انعدام الاستقرار والسلام والهدوء»، مضيفا: «انتخاباتنا عديمة الفائدة، والبرلمان الحالي يضم 90 نائبا هم قيد التحقيق بتهم فساد مالي».
ويناهز عدد الناخبين 58 مليونا، وسيتنافس في الاقتراع 7148 مرشحاً على 290 مقعداً في البرلمان، علما أن مجلس صيانة الدستور رفض 7296 طلب ترشّح، غالبية مقدميها من المعتدلين والإصلاحيين.
وقال صاحب متجر للسجاد عرّف عن نفسه باسم محمد: «لقد انتخبنا روحاني سعيا وراء حلم، لكننا لم نحقق شيئا»، مضيفا أن «الشعب فقد الأمل».
بينما سيمتنع الخياط باري آغازاده عن الإدلاء بصوته، «لأن ذلك لن يحل مشاكلنا ولا فائدة منه، وهذه الانتخابات مجرّد إجراء شكلي لكي يظهروا للعالم أن الأمة اختارتهم، في حين أن الأمر ليس كذلك».
اقرأ أيضا: عقوبات أميركية على مسؤولين إيرانيين في الهيئة المشرفة على الانتخابات
وشهدت إيران في نوفمبر تظاهرات احتجاجا على رفع أسعار المحروقات تحولت إلى أعمال عنف واجهتها السلطات بحملة قمع أوقعت عددا من القتلى.
وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة 8.00 صباحا بتوقيت غرينتش، على أن تقفل بعد عشر ساعات، علما أن فترة الاقتراع يمكن أن تمدد، ولا يتوقّع أن تعلن النتائج النهائية قبل يوم الأحد.
وبالإضافة إلى ممثليهم في مجلس الشورى سيختار الإيرانيون أعضاء في مجلس خبراء القيادة، الهيئة التي تختار المرشد الأعلى وتمتلك صلاحية عزله، وذلك لملء مراكز شاغرة.
تعليقات