تترقب المعارضة الداعية لمقاطعة الانتخابات التشريعية في إيران ما ستكون عليه نسبة المشاركة خلال هذا الاستحقاق الانتخابي، الذي تشهده البلاد الجمعة المقبل.
كما يترقب النظام الحاكم نسبة المشاركة في الانتخابات، بحثا عن تعزيز شرعيته بعد أشهر من التظاهرات المعارضة.
وينتقد العديد من المعارضين، لا سيما في الخارج، غياب التعددية في هذه الانتخابات بعد إقصاء سبعة آلاف مرشح، ينبثق معظمهم من التيار المعتدل والإصلاحي، حسب «فرانس برس».
استبعاد نصف عدد المرشحين
واستبعد مجلس صيانة الدستور، الذي يهيمن عليه المحافظون المتشددون نصف عدد المرشحين لمجلس الشورى الذي يضم 290 مقعدا. وتأتي هذه القرارات في سياق متوتر أصلا، بعد موجة احتجاجات اندلعت في نوفمبر الماضي، اعتراضا على رفع كبير في أسعار البنزين، وتعرضت لـ«قمع» نتج عنه سقوط قتلى.
ومن السجون الإيرانية حتى الخارج، تتوالى دعوات مقاطعة الانتخابات. فخارج إيران، يتخذ ناشطون معارضون للنظام مواقف مماثلة، وبالنسبة لهم المشاركة في التصويت مرادفة لإضفاء شرعية على النظام.
وتتبنى هذا الموقف الصحفية السابقة، مسيح علي نجاد، التي تكافح من المهجر، خصوصا ضد الارتداء الإلزامي للحجاب. وفي مقطع فيديو تم تناقله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو مسيح علي نجاد أيضا إلى مقاطعة الانتخابات، وتعتبر أن التصويت غض الطرف عن قتلى القمع.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن 300 شخص قتلوا خلال موجة الاحتجاجات، فيما قدّرت الحكومة الأميركية عدد قتلى القمع بنحو 1500 شخص.
ورغم أنه يرفض هذه الأرقام، لم يقدم النظام الإيراني حصيلة رسمية. وعند سؤاله، الأحد الماضي، خلال مؤتمر صحفي عن هذه النقطة، تفادى الرئيس حسن روحاني الإجابة.
إسقاط الطائرة
وخرجت تظاهرات جديدة في إيران في يناير بعد اعتراف القوات المسلحة الإيرانية بإسقاط طائرة مدنية عن طريق الخطأ، ما أودى بحياة 176 مدنيا. ووقع هذا الحادث في وقت كانت تحاول فيه السلطات توطيد وحدة الشعب بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية في العراق.
ويأمل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أن تبث مشاركة كثيفة في الانتخابات روحا جديدة في النظام الإيراني، إذ قال في خطاب في 5 فبراير إن «الأعداء الذين يهددون بلدنا يخشون الدعم الشعبي أكثر من السلاح.... المشاركة تعكس دعم الشعب للنظام».
ورغم أن نسبة المشاركة تختلف في إيران حسب الاستحقاق الانتخابي، فإن معدلها يبلغ نحو 50%، ويتخطى أحيانا 60%، وهو معدل تأمل السلطات بتحقيقه، الجمعة.
الريفيون يشاركون
ويتوقع أن يشارك الناخبون في المناطق الريفية المحافظة تقليديا بكثافة في الانتخابات، لكن في المدن الكبرى مثل طهران وأصفهان وشيراز، فالأمر ليس واضحا، كما ترى المحللة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، إيلي غيرانماييه.
وأضافت: «يرى كثر أن إقصاء عدد كبير من المرشحين يعني غيابا للمنافسة، ويمكن لذلك أن يؤثر على معدل المشاركة في المدن، وتوقع أن يدلي مؤيدو المحافظين المشددين بأصواتهم. لا يجدر بنا الاستخفاف بأعدادهم، لا سيما أن الأحداث الأخيرة مثل مقتل سليماني ستشكل دافعا كبيرا لهم».
ودعا روحاني، الذي ينتقد في الداخل لاعتماده سياسة انفتاح نحو الغرب، الإيرانيين إلى التوجه لصناديق الاقتراع والانتخاب؛ فيما يتوقع العديد من المحللين أن يخسر تحالفه الحكومي المؤلف من الإصلاحيين والمعتدلين في انتخابات 21 فبراير.
تعليقات