Atwasat

«فرانس برس»: متظاهرو هونغ كونغ يطرحون أسئلة بشأن مستقبل حراكهم

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 23 يناير 2020, 11:53 مساء
WTV_Frequency

يدفع انخفاض أعداد المشاركين في مسيرات هونغ كونغ المؤيدة الديمقراطية بالمتظاهرين إلى طرح تساؤلات حول مستقبل حراكهم الذي أضعفته حالات التوقيف وتغيير الشرطة لأساليبها، وعلى غرار العديدين، تنتاب فريزيا ذو الـ36 عاماً، مشاعر متباينة بعد سبعة أشهر من التظاهرات التي ترافقت مع توقيف سبعة آلاف شخص وتقديم بضعة تنازلات من جانب بكين.

ويقول تنتاب فريزيا لـ«فرانس برس» خلال تجمّع أخير: «يتوجب علينا التفكير بطريقة مغايرة للكفاح من أجل الديمقراطية بدلا من التعويل حصرا على التظاهرات»، مضيفًا: «لو واصلنا كفاحنا ضدّ الشرطة في الشوارع، بما يعني أنّ سكان هونغ كونغ يضربون بعضهم البعض، فإنّ ذلك لا يمثّل تهديداً لبكين».

وتحتل مسألة الاستراتيجية التي ينبغي اتباعها محور النقاشات الدائرة في المنتديات الإلكترونية وفي المقاهي، وأدت سبعة أشهر من التظاهرات إلى تغييرات جذرية في هذه المدينة التي تتمتع بحكم ذاتي. فقد صارت هونغ كونغ منقسمة أيديولوجياً أكثر من أي وقت مضى، فيما الحكومة والشرطة تواجهان رفضا من جزء من السكان، ودخل الاقتصاد في ركود، وبدا العنف كسبيل وحيد أمام جيل جديد من الشباب، بعد سنوات من التظاهرات السلمية التي لم تثمر كثيرا.

استراحة وجيزة
وانتهى فصل الصيف الذي شهد تظاهرات شبه يومية وسط تسجيل صدامات عنيفة بين الشرطة والناشطين الراديكاليين إلى سحب مشروع القانون حول ترحيل السجناء إلى الصين، بعدما كان مسببا للحراك الاحتجاجي.

وفي نوفمبر، حقق معسكر المؤيدين للديمقراطية فوزاً كبيراً في الانتخابات المحلية. غير أنّ المطالب الرئيسة وهي استحداث نظام حقيقي للاقتراع المباشر، وتحقيق حول ممارسات الشرطة، والعفو عن الأشخاص الموقوفين، ظلّت حبراً على ورق، ويعاني الحراك الاحتجاجي الذي يفتقر للقيادة، توافقا حول الوجهة التي يجب اتباعها.

ويبدي طوني (35 عاما)، قلقه إزاء أن يخسر الحراك حيويته، خصوصا في أعقاب الانتخابات. وقال في هذا الصدد إنّه «يمكن للبعض الشعور بأننا حققنا شيئا ما والاعتقاد بأن الوقت ملائم لأخذ استراحة وجيزة»، مستدركاً بأنّ «أولئك الذين كافحوا، كما فعلت، في الخط الأمامي، يتملكهم شعور عدم تحقيق شيء»، ولم تتوقف التظاهرات نهائياً. ففي بداية ديسمبر وفي الأول من يناير، تظاهر الآلاف بطريقة سلمية في الشوارع، وسط صدامات جانبية في بعض الأحيان.

وخلال نهاية الأسبوع الماضي، أطلقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع باتجاه عشرات آلاف المتظاهرين داخل حديقة بعد الاعتداء من قبل مشاركين مقنّعين على عناصر شرطة بالزي المدني، بيد أنّ عدد الصدامات انخفض بشكل واضح مقارنة بشهري أكتوبر ونوفمبر ويعتقد مراقبون أنّ توقيف نحو ثلاثة آلاف شخص في هذين الشهرين كان مؤثراً.

أساليب أكثر تشدداً
يقول متظاهر يبلغ 14 عاماً «خسرنا الكثير من الشجعان»، في إشارة إلى المتظاهرين الذين كانوا يشاركون في الصفوف الأولى، وترافق تسلّم شخصية جديدة لإدارة الشرطة مع اعتماد أساليب أكثر تشدداً، وأصبحت قوات الشرطة تراقب التظاهرات قبل انطلاقها وتعمد إلى توقيف محتجين إذا تجاوزوا الحد.

ويقول شرطي لـ«فرانس برس»، رفض الكشف عن اسمه، «تكتيكياً، فإنّ النهج الاستباقي نجح»، ووفق المحلل ديكسون سينغ، فإنّ الأكثر تشدداً بين المتظاهرين أدركوا أنّ «أعمالهم» لم تأتِ أبداً بنتائج من ناحية الحصول على «تنازلات جدية»، غير أنّ الحراك الاحتجاجي حقق انتصارين، هما وفقاً له: «سحب مشروع القانون حول ترحيل السجناء، وإطلاق انتفاضة شعبية ستستمر لسنوات».

يقول سينغ إنّ «هونغ كونغ أدركت، كما المجتمع الدولي، أنّ بكين نظام قمعي يرفض تغيير موقفه بشأن مطالبات معقولة جداً»، من جانبه، يعتبر بيتر (24 عاما)، أنّه لا يتوجب على المسؤولين في هونغ كونغ النظر إلى الانحسار على أنّه انتصار، وقال إنّ «تكتيك الشرطة سجّل نجاحاً على صعيد التوقيفات، ولكن ليس على المستوى السياسي»، مضيفاً «يوماً ما سيردّ الناس، حين يطفح كيلنا مجدداً».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الصين تشجب اتهامات أميركية «لا أساس لها» بتوفير دعم عسكري لروسيا
الصين تشجب اتهامات أميركية «لا أساس لها» بتوفير دعم عسكري لروسيا
ألمانيا: الاتهامات بتجسس صيني على البرلمان الأوروبي خطرة للغاية
ألمانيا: الاتهامات بتجسس صيني على البرلمان الأوروبي خطرة للغاية
بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا
بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا
وفاة خمسة مهاجرين أثناء محاولتهم عبور المانش
وفاة خمسة مهاجرين أثناء محاولتهم عبور المانش
الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار وفيضانات في جنوب البلاد
الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار وفيضانات في جنوب البلاد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم