Atwasat

«فرانس برس»: مقتل قاسم سليماني قد يغير الداخل الإيراني ويؤثر على المعارضة والانتخابات

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 06 يناير 2020, 02:28 مساء
WTV_Frequency

قد يشكل مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية فرصة للجمهورية الإيرانية والمحافظين في البلاد للاستفادة من المشهد على الصعيد الداخلي، وذلك بعد شهرين من تظاهرات قمعتها السلطات بعنف تخللتها انتقادات للسياسة الخارجية، حسب تقرير لوكالة «فرانس برس».

وأثار مقتل سليماني وهو المعروف بأنه مهندس العمليات الإيرانية في الخارج في بغداد بطائرة مسيرة أميركية الجمعة الماضي، موجة من التأثر في البلاد لن تتوانى السلطات في إيران عن استغلالها.

وبالنسبة للدبلوماسي السابق والمحلل الأميركي آرون ميلر، فإن «قتل سليماني الذي يساوي أميركياً رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومدير قيادة العمليات الخاصة مجتمعين، يعني أن الولايات المتحدة قضت على ثاني أقوى شخصية في إيران».

ويتيح مقتل سليماني الذي وصفه المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي بـ«الشهيد الحي»، لطهران أن تستثمر اسمه؛ غير أن السفير الفرنسي السابق في طهران فرنسوا نيكولو يرى أن هناك فرصة حاليا أمام السلطات في إيران «لتحويل الضربات الأميركية عن مسارها، ليس لوقت طويل، لكن مشاعر التأثر الشعبي ستبقى، فسليماني كان يمثل الصورة الجميلة للجندي في الخيال الإيراني».

بطل في عيون إيرانية
ويعتبر العديد من الإيرانيين سليماني بمثابة بطل يعتمدون عليه لتجنيب إيران الوضع الذي عانى منه العراق وسورية أو أفغانستان. وفي أكتوبر الماضي، أكد استطلاع للمعهد الأميركي للدراسات الدولية والأمنية في ميريلاند أن الجنرال سليماني كان بالفعل من أكثر الشخصيات السياسية المحبوبة في إيران، إذ حصل على تأييد ثمانية أشخاص من كل عشرة إيرانيين شملهم الاستطلاع. وقد يدفع مقتل الجنرال سليماني طهران أيضاً إلى التقوقع على ذاتها في وضع دفاعي.

تأثير على البرلمان
ورأى مسؤول الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، أنه «من المضمون أن يصبح البرلمان الإيراني بيد العناصر الأكثر تشددا»، بعد الانتخابات التشريعية في فبراير المقبل. وكل ذلك على خلفية توتر شعبي شديد. وشملت تظاهرات اندلعت في 15 نوفمبر الماضي في البلاد، بعد الإعلان عن زيادة كبيرة في أسعار البنزين في ظل أزمة اقتصادية خانقة، مئات المدن الإيرانية.

وبعد أيام، أعلنت السلطات نجاحها في إعادة الهدوء إلى البلاد، لكن دون أن تورد حصيلة لأعداد الضحايا، بينما أشارت منظمة العفو الدولية إلى مقتل 300 شخص، وتم توقيف الآلاف.

تدهور اقتصادي
تحت ضغط العقوبات الإيرانية، تدهورت قيمة العملة المحلية الريال، كما ارتفع التضخم. وبحسب التقديرات الأخيرة لصندوق النقد الدولي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في إيران العام 2019 بنسبة 9.5%.

وقدّم الرئيس الإيراني حسن روحاني في ديسمبر الماضي ميزانية التصدي للعقوبات الأميركية. وتعتبر المحللة في معهد «راند» الأميركي للأبحاث، أريان طبطبائي، في حديث لـ«فرانس برس» أن «الشكاوى الشعبية التي قادت إلى التظاهرات ما زالت قائمة. ويمكن للنظام أن يستغل (موت الجنرال) ليواصل قمع المعارضة»، بحجة أن المعارضين ينفذون الأجندة الأميركية.

وترى المحللة أنه رغم كل شيء كانت لسليماني صورتان متناقضتان: «صورة البطل المدافع عن البلاد السائدة في أوساط الشباب المؤيد النظام، وصورة أحد كوادر المنظمة المسؤولة عن القمع وارتكاب انتهاكات في نظر آخرين».

ازدهار وحرية
خلال تظاهرات العامين 2017 و2018، وكذلك تظاهرات ديسمبر، ندد البعض بالثمن الداخلي الذي يدفع في إيران مقابل الطموحات الإقليمية للنظام التي جسدها سليماني أكثر من غيره.

ويلفت المحلل الأميركي آرون ميلر إلى أن «ملايين الإيرانيين يريدون المزيد من الروابط مع العالم الخارجي، المزيد من الازدهار الاقتصادي، المزيد من الحرية»؛ لكن المتشددين في النظام الإيراني اختاروا حتى الآن عدم الإصغاء لتلك التطلعات، إلا أن اغتيال سليماني يضعف هذا الخط سياسياً على الأقل لجهة أن طهران لم تتوقع حدوث ما حدث.

قبل يومين من اغتيال سليماني، هاجم متظاهرون عراقيون مؤيدون لإيران سفارة الولايات المتحدة في بغداد، منددين بضربات جوية أميركية ضد كتائب حزب الله العراقي، وهو فصيل في الحشد الشعبي موال لإيران، أسفرت عن مقتل 25 شخصاً.

تحذير من تكرار الخطأ
وكتب حينها المرشد الأعلى علي خامنئي على تويتر «لا يمكنكم أن تفعلوا شيئاً»، في إشارة إلى عجز الأميركيين إزاء إيران. ويعتبر فرنسوا نيكولو أن هذا الكلام يعكس «سوء تقدير» من جانب الإيرانيين، لأن «الولايات المتحدة وجدت طريقة للرد». ويحذر الخبراء من أن تكرّر السلطات الإيرانية الهفوة نفسها.

ويرى المحلل أليكس فانتا من معهد الشرق الأوسط في واشنطن أنه «إذا كان على إيران الاختيار بين إنقاذ النظام في طهران وتوسيع نفوذها في المنطقة، فهي ستختار الأول. ويضيف أن موت سليماني لا يدمر قدرة إيران على التوسع. لكن على النظام الإيراني، خلال دراسته كيفية الرد على واشنطن، أن يقدّر العواقب كافة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد: تضامن واسع مع اعتصام جامعة كولومبيا الأميركية دعمًا لغزة
شاهد: تضامن واسع مع اعتصام جامعة كولومبيا الأميركية دعمًا لغزة
بايدن يعد زيلينسكي بإرسال مساعدات عسكرية جديدة مهمة «سريعًا»
بايدن يعد زيلينسكي بإرسال مساعدات عسكرية جديدة مهمة «سريعًا»
زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان بعد يوم طويل من الهزات الأرضية
زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان بعد يوم طويل من الهزات الأرضية
إيران: «إسرائيل» سبب الأزمة في المنطقة والمساعدات الأميركية جائزة الاحتلال على جرائمه
إيران: «إسرائيل» سبب الأزمة في المنطقة والمساعدات الأميركية جائزة...
كيم يشرف على مناورة تحاكي «هجوما نوويا مضادا»
كيم يشرف على مناورة تحاكي «هجوما نوويا مضادا»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم