Atwasat

الغضب يبلغ ذروته بفرنسا في اليوم الثامن من الإضراب

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 12 ديسمبر 2019, 04:27 مساء
WTV_Frequency

دخلت التعبئة في فرنسا ضد إصلاح نظام التقاعد التي تشل المدن الكبيرة في البلاد، الخميس، أسبوعها الثاني وقد يتوسع نطاقها، غداة عرض رئيس الوزراء المشروع الذي يواجه انتقادات كثيرة من جانب جميع النقابات.

وشرح رئيس الوزراء إدوار فيليب، الأربعاء، مضمون «نظام التقاعد الشامل» الذي يهدف إلى دمج أنظمة التقاعد الـ42 المعمول بها حاليا في فرنسا في نظام واحد. وتعهد بأن الإصلاح لن يطبق إلا على الفرنسيين المولودين العام 1975 وما بعده، وحدد «سنا متوازنة» عند 64 عاما، ويرى رئيس الوزراء أن «الجميع سيكون رابحا» بفضل هذا الإصلاح.

لكن ما إن كُشف عن تفاصيل المشروع، حتى توسع الحراك النقابي. وقال لوران برجيه، أمين عام الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل التي كان يمكن للحكومة أن تأمل في موافقتها على الإصلاح، إنه جرى «تجاوز الخط الأحمر»، كونها تعارض تحديد سن 64 عاما وإن كانت موافقة على نظام شامل، ورد فيليب عليه بالقول: «بابي مفتوح، يدي ممدودة».

لكن النقابة لم تقتنع ودعت المنتسبين إليها للنزول إلى الشارع في 17 ديسمبر، للمشاركة في التظاهرات الكبيرة المقبلة، ودعت الكونفدرالية الفرنسية للعمال المسيحيين والاتحاد الوطني للنقابات المستقلة، وهما نقابتان أخريان شاركتا في المشاورات، إلى التعبئة أيضا. وتمنت نقابة القوى العاملة، «تعزيز التعبئة» وأعلنت الكونفدرالية العامة للإداريين أنها «لا تزال في معسكر المعارضين»، وطلب برجيه مساء الأربعاء من الحكومة «الرجوع» عن «السن المتوازنة». وقال في مقابلة مع جريدة «ليزيكو» الاقتصادية إن الحكومة لم تقدم تنازلات كافية.

وأكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، الخميس، أن هناك مجالا للتفاوض بشأن ترتيبات تحقيق التوازن المالي للنظام، في تصريح لقناة «فرانس 2»، داعيا النقابات خصوصا الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل إلى الحوار، والتقاعد موضوع بالغ الحساسية في فرنسا، إذ إن المواطنين متمسكون بأنظمة تقدم فوائد هي الأكبر في العالم.

ويأمل المعارضون الأكثر تشددا للمشروع في إطالة أمد حراكهم وشل البلاد، كما حصل في ديسمبر 1995 حين عطلت الاحتجاجات ضد إصلاحات النظام التقاعدي وسائل النقل المشترك لثلاثة أسابيع وأرغمت الحكومة على التراجع.

حركة نقل مضطربة جدا
ويعتمد منتقدو الإصلاح على تراجع شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للانتصار في هذا النزاع وعلى السياق المتوتر أصلا في البلاد، بسبب احتجاجات «السترات الصفراء» التي بدأت منذ أكثر من عام إضافة إلى تفاقم الاستياء في المستشفيات وفي صفوف الطلاب والشرطيين.

والخميس شهدت وسائل النقل المشترك حركة مماثلة لما جرى الأربعاء: قطار فائق السرعة واحد من أصل أربعة في جميع أنحاء البلاد وقطار ضواحي واحد من أصل أربعة في المنطقة الباريسية، إضافة إلى إغلاق معظم خطوط المترو. وجرى تسيير 40% من الحافلات فقط، حسب الهيئة المستقلة للنقل في باريس، ويُتوقع خروج تظاهرات وتجمعات محلية من تولوز وحتى باريس.

وفي محطة قطار سان شارل في مارساي (جنوب شرق)، قالت آريا التي كانت في انتظار أن تركب حافلة تأخرت ساعتين للتوجه إلى مدينة نيس بدلا من قطار: «أنا أدعم بشكل كامل حركة الاضراب»، وأضافت أن إصلاح «التقاعد كانت قطرة الماء التي جعلت الإناء يفيض، هناك الكثير من اللامساواة».

وحسب المشروع الذي كشف عنه إدوار فيليب، سيبقى العمر القانوني للتقاعد 62 عاما مع «السن المتوازنة» عند 64 عاما مرفق بحوافز للتشجيع على العمل لوقت أطول وتحقيق التوازن في حسابات النظام.

وقالت أوساط رئيس الوزراء: «لدينا شعور أننا أعطينا شيئا ما، تحركنا لقد سمعنا أيضا أن الدولة لا تقرر بمفردها»، ومن المؤكد أنه سيتم إلغاء الأنظمة الخاصة. لكن بالنسبة إلى العاملين في القطاع العام والأنظمة الخاصة التي تحدد سن التقاعد عند 52 عاما، خصوصا سائقي الشركة الوطنية للسكك الحديد والهيئة المستقلة للنقل في باريس، فإن الإصلاح سيُطبق على المولودين العام 1985 وما بعده.

ويرى رئيس الوزراء أن «الضمانات الممنوحة» تبرر «إنهاء الإضراب الذي يعاقب ملايين الفرنسيين»، في المقابل، تدعو الشركة الوطنية للسكك الحديد والكونفدرالية العامة للعمل- السكك الحديد إلى «تشديد» التعبئة، في حين دعت الهيئة المستقلة للنقل في باريس والاتحاد الوطني للنقابات المستقلة إلى «إطالة أمدها».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الكونغرس» الأميركي يقر حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا
«الكونغرس» الأميركي يقر حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا
حريق في منشآت روسية للطاقة إثر هجمات بمسيرات
حريق في منشآت روسية للطاقة إثر هجمات بمسيرات
توقيف 7 أشخاص بسيدني متورطين في طعن كاهن
توقيف 7 أشخاص بسيدني متورطين في طعن كاهن
تقرير أممي: 282 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في 2023
تقرير أممي: 282 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد في ...
بلينكن يصل شنغهاي في ثاني زيارة للصين خلال أقل من عام
بلينكن يصل شنغهاي في ثاني زيارة للصين خلال أقل من عام
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم