أوقفت قوات الأمن التونسية 11 شخصًا في مدينة جلمة التابعة لولاية سيدي بوزيد (وسط غربي) التي تشهد منذ أيام مواجهات بين شبان وقوات الأمن، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الثلاثاء.
ومنذ أن انتحر الشاب عبد الوهاب الحبلاني (25 عاما) حرقا احتجاجا على وضعه الاجتماعي في هذه المدينة المهمشة، تظاهر سكان المدينة مغلقين الطرقات وهاجموا قوات الأمن ، بحسب خالد حيوني الناطق باسم الداخلية ومراسل لفرانس برس في المكان، وفق «فرانس برس».
وقال الناطق ان «شبانا تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عاما هاجموا ليلا (ليل الاثنين الى الثلاثاء) عناصر من قوات الامن ورشقوهم خصوصا بالحجارة متسببين في اصابة ما مجموعه 30 شرطيا». وأضاف ان قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وتم توقيف 11 منهم. وأشعل مئات المواطنين عجلات سيارات وأغلقوا العديد من الطرقات في المنطقة.
وعبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في بيان الثلاثاء عن «بالغ قلقه لما آلت اليه حالة الاحتقان الاجتماعي بجلمة»، مشيرًا إلى أن «هذه التطورات الأخيرة تؤكد الأزمة الخانقة التي انتهت اليها منظومة الحكم المتعاقبة رغم اختلاف العناوين بعد فشلها في تقديم الحلول المنتظرة وامعانها في ملاحقة الحركات الاجتماعية ومقاضاتها وتصعيد المواجهة الأمنية معها».
وحذر المنتدى من أن «تجاهل المطالب الاجتماعية العادلة يدفع لمزيد توتير الأوضاع»، مؤكدا «على حق الحركات الاجتماعية في الاحتجاج السلمي دفاعا عن حقوقها وللمطالبة بوضع حد للفساد وبتغيير جذري للسياسات الاقتصادية والاجتماعية بما يستجيب لانتظارات الأغلبية الساحقة للتونسيين».
يذكر أنه في ديسمبر 2010 ومن منطقة الوسط الغربي المهمشة، انطلقت حركة الاحتجاج الاجتماعي التي جسدت بداية ما يعرف بـ«الربيع العربي». ومنذ ثورة 2011 شهدت هذه المنطقة العديد من الاضطرابات الاجتماعية على خلفية البطالة والفقر.
وفي يناير 2016 خلال آخر موجة احتجاجات كبيرة، شهدت تونس اثر وفاة عاطل عن العمل في القصرين (وسط غربي) اضطرابات واسعة اضطرت السلطات لفرض حظر التجول لايام.
تعليقات