أجرى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأحد محادثات سياسة في إيران في إطار «وساطة» بين طهران والرياض لنزع فتيل التوترات المتصاعدة في منطقة الخليج.
وأجرى خان والرئيس الإيراني حسن روحاني محادثات في القصر الرئاسي والتقيا لاحقًا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، ويتوقع أن يزور خان السعودية الثلاثاء المقبل، وفق «فرانس برس».
السعودية تقول إنها كانت مستعدة لمساعدة الناقلة الإيرانية قبالة سواحلها
وصرح خان للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع روحاني «سبب هذه الزيارة هو أننا لا نرغب في نزاع بين السعودية وإيران»، وأضاف «مهما تطلب الأمر يجب ألا نسمح بحدوث هذا النزاع .. لأن هناك جهة ذات مصلحة تريد أن يحدث ذلك».
وأشار إلى أن هذه مسألة «معقدة» يمكن حلها عن طريق المحادثات، محذرا من أن أي نزاع بين إيران والسعودية «سيتسبب بفقر في العالم». وترتبط باكستان بعلاقات دبلوماسية وعسكرية قوية مع السعودية حيث يعيش 2,5 مليون باكستاني. وتمثّل إسلام أباد أيضاً المصالح القنصلية لإيران في الولايات المتحدة في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وهذه الزيارة هي الثانية لعمران خان هذا العام إلى إيران، التي تتشارك مع باكستان حدوداً تمتدّ آلاف الكيلومترات، ورغم تأكيده أن زيارته إلى طهران والرياض تأتي بمبادرة باكستانية، قال خان ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب منه كذلك «تسهيل اجراء نوع من أنواع الحوار بين ايران والولايات المتحدة».
طهران: صاروخان وراء انفجار ناقلة النفط الإيرانية قرب ميناء جدة السعودي
وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 في مايو العام الماضي واعادة فرضه العقوبات على الجمهورية الاسلامية، وأكد روحاني الموقف الرسمي لجهة أن على الولايات المتحدة أن تعود الى الاتفاق وأن ترفع العقوبات قبل بدء أي حوار معها. وصرح «أي بادرة حسن نية ستُقابل بمثلها وبكلمات طيبة».
هجمات الناقلات
قال روحاني إنه عبر عن قلق إيران بشأن أمن الخليج خصوصا في ما يتعلق بهجوم الجمعة «الصاروخي» على ناقلة إيرانية كانت قبالة السواحل السعودية. واضاف «لقد عبرنا عن قلقنا لرئيس الوزراء بشأن الاحداث التي تتعرض لها ناقلات النفط خصوصا التي تعرضت لها ناقلة النفط الايرانية في البحر الأحمر الجمعة».
وتقول إيران ان الناقلة «سابيتي» التي ترفع العلم الإيراني أصيبت بانفجارين قبالة ميناء جدة السعودي، في أول مرة تُستهدف فيها ناقلة إيرانية منذ موجة الهجمات في الخليج التي ألقت واشنطن مسؤوليتها على طهران. وأشار روحاني إلى أنه قدم لخان دليلا على ما حصل وأن التحقيقات جارية، وصرح «إذا اعتقد بلد ما أنه يمكن أن يتسبب بانعدام الأمن في المنطقة ولا يلقى الرد المناسب، فإنه مخطئ».
وتندرج هذه الحادثة ضمن سلسلة حوادث طويلة في المنطقة بعد الهجمات التي استهدفت السعودية وعمليات احتجاز ناقلات نفط في الخليج وإسقاط طهران طائرة مسيّرة أميركية. وفي سبتمبر، اتهمت السعودية والولايات المتحدة ثمّ ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، طهران بالوقوف خلف ضربات جوية استهدفت منشأتي نفط استراتيجيتين في شرق السعودية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 20%.
ونفت طهران أي تورط لها في الهجمات التي تبنّاها الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران والذين يقاتلهم التحالف العسكري بقيادة الرياض. والتقى خان كلا من روحاني وترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، بعيد زيارته ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في السعودية.
وقال خان انه «متفائل جدا» بمحادثاته مع روحاني وسيتوجه إلى السعودية «بروح ايجابية» آملا أن يتمكن البلدان من «تسوية الخلافات بينهما».
تعليقات