Atwasat

موظف لدى الشرطة الفرنسية يقتل أربعة من عناصرها في باريس

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 03 أكتوبر 2019, 08:38 مساء
WTV_Frequency

قتل أربعة عناصر شرطة فرنسيين، بينهم امرأة، طعنا بالسكين الخميس في اعتداء ارتكبه داخل مقر شرطة باريس موظف في إحدى مديرياته، وعمدت قوات الأمن إلى قتله لاحقا، وهو هجوم غير مسبوق لا تزال دوافعه مجهولة.

وقع الاعتداء بعد الظهر داخل هذا المركز الذي يضم عددا من مديريات الشرطة الباريسية والواقع في الوسط التاريخي للعاصمة الفرنسية قرب كاتدرائية نوتردام.

وقال مدعي عام باريس، ريمي هايتز، للصحفيين: «نأسف لمقتل أربعة أشخاص، ثلاثة رجال وامرأة، وهم ثلاثة أفراد شرطة وإداري»، مشيرا إلى أن «المتهم يبلغ من العمر 45 عاما».

بدوره، قال وزير الداخلية، كريستوف كاستانير، الذي أرجأ زيارتيه إلى تركيا واليونان إنه «لم تظهر على المعتدي أبدا مشاكل سلوكية».

ولفت مصدر مطلع إلى وجود ضحية جرى نقلها إلى المستشفى حيث تلقت العلاج قبل وضعها في «العناية المركزة».

وتم فتح تحقيق بتهمة «القتل عمدا» ويستطلع المحققون احتمال وجود خلاف شخصي، وفق مصادر متطابقة، فيما لم تتم بعد إحالة الملف إلى النيابة العامة المكلفة مكافحة الإرهاب.

ولد منفذ الاعتداء في جزر الانتيل واعتنق الإسلام قبل 18 شهرا، وفق ما قال لـ«فرانس برس» مصدر قريب من الملف.

موظف مثالي
كان الرجل الأربعيني يعمل في مديرية الاستخبارات في المقر، كموظف في قسم المعلوماتية، ويعاني من الصمم.

وفي البداية، اعتدى على ثلاثة أشخاص بسكين مطبخ، كانوا يتواجدون في مكاتب قسمه ثم هاجم موظفة إدارية عند الدرج، مما أدى إلى قتلها، وفي الباحة، أمره شرطي بالتخلي عن سكينه، غير أنه استخدم سلاحه في النهاية وأصاب منفذ الاعتداء برأسه.

وقال لوييك ترافر من نقابة الشرطة «آليانس» إن المعتدي كان «موظفا مثاليا، بلا سوابق». وأضاف أنه ينتمي إلى النقابة منذ «أكثر من 20 عاما».

ووضعت السلطات زوجته قيد الاحتجاز، كما جرى تفتيش منزله الواقع في ضواحي باريس، وحتى المساء كان المقر يخضع لحراسة مشددة، إذ جرى إغلاق المحيط فيما حضرت إلى المكان نحو عشر شاحنات إطفاء وطوافة إسعاف، حسبما قال صحفيون في «فرانس برس».

وقال ايمري سياماندي، وهو مترجم كان حاضرا داخل المقر أثناء وقوع الاعتداء، «سمعت طلقة نارية ففهمت أن الأمر في الداخل»، مضيفا لـ«فرانس برس» أنه «بعد وقت قصير، رأيت شرطيات يبكين. كن في حالة هلع».

عدم ارتياح داخل الشرطة

وحضر الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المكان لـ«إظهار دعمه وتضامنه مع جميع الموظفين»، وقال دنيس جاكوب، المسؤول في نقابة «س إف د ت» لقناة بي إف إم تي في «لم أشاهد من قبل مهاجمة زميل لزملاء آخرين في مؤسسة الشرطة»، مشيرا إلى «تقطع الأواصر بيننا» وإلى «تجريد المؤسسة من إنسانيتها».

ويأتي هذا الاعتداء الدامي غداة مشاركة آلاف من عناصر الشرطة في باريس بـ«مسيرة غضب»، في تحرك غير مسبوق منذ نحو 20 عاما، ولا يرتبط التحرك بوقوع حادث دام، وإنما يأتي عقب ارتفاع أعباء الخدمة والتوترات المتصلة بـ«حراك السترات الصفر» ضد السياسة الاجتماعية والاقتصادية للرئيس ماكرون، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الانتحار داخل الشرطة (52 منذ يناير، وهي مسألة مزمنة داخلها، وبحسب المنظمات النقابية، شارك  26 ألف شخص في التحرك. ويوجد في فرنسا نحو 150 ألف عنصر شرطة.

ويقول جاك مايار الذي يشارك في رئاسة مركز أبحاث حول القانون والمؤسسات العقابية، ثمة اليوم عوامل تتراكم: «بعد موجة الاعتداءات الإرهابية، واجه رجال الشرطة حراك السترات الصفر الممتد، وسط ظروف صعبة جدا للتدخل. وثمة أيضا مسألة الانتحار التي تنبعث من جديد، بالإضافة إلى العلاقات المتدهورة مع الشعب».

وبينما لا تزال دوافع المنفذ غير محددة، فإن القوات الأمنية تبرز بين الأهداف المتكررة للمنظمات الإرهابية وبينها تنظيم «داعش»، في وقت سبق لفرنسا أن تعرضت منذ العام 2015 إلى موجة اعتداءات غير مسبوقة أودت بحياة 251 شخصا.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مصدر إسرائيلي لـ«إن بي سي» الأميركية: الرد على إيران قد يكون «وشيكا»
مصدر إسرائيلي لـ«إن بي سي» الأميركية: الرد على إيران قد يكون ...
الجيش الإسرائيلي يقر بتنفيذ الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق
الجيش الإسرائيلي يقر بتنفيذ الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق
الاحتلال يعترف بإصابة 4 جنود من وحدة جولاني على الحدود اللبنانية
الاحتلال يعترف بإصابة 4 جنود من وحدة جولاني على الحدود اللبنانية
ترامب يشكك في عدالة محاكمته الجنائية
ترامب يشكك في عدالة محاكمته الجنائية
الشرطة الأسترالية: عملية الطعن في كنيسة سيدني «عمل إرهابي»
الشرطة الأسترالية: عملية الطعن في كنيسة سيدني «عمل إرهابي»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم