Atwasat

بعد تشكيل الحكومة.. كيف سيتعامل الائتلاف الجديد في إيطاليا مع «الهجرة»؟

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 06 سبتمبر 2019, 01:02 صباحا
WTV_Frequency

تواجه الحكومة الإيطالية الجديدة القريبة من اليسار تحديا يتمثل بتحقيق ما تأمله من تخفيف لوطأة قانون الهجرة الذي وضعه وزير الداخلية السابق المتشدد ماتيو سالفيني، لكن مع تحاشي إلغاء سياسة الهجرة هذه التي أعطت سالفيني تأييدا كبيرا.

واستغل رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف دوره كوزير للداخلية لشن حرب على سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات خيرية والتي تعمل على انقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، متهما عواصم دول الاتحاد الأوروبي بالتخطيط لجعل إيطاليا «معسكر اللاجئين» في أوروبا، حسب ما ذكرت «فرانس برس» في تقرير لها.

وحاول رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، الإثنين الماضي، إصلاح العلاقة المتوترة مع بروكسل بقوله إن «روما حريصة على استئناف المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي (...) من أجل التوصل في النهاية إلى إدارة أوروبية لمشكلة الهجرة». كما دعا إلى «إعادة النظر في اتفاقية دبلن التي تلزم الدولة الأولى التي يدخلها المهاجر تولي مسؤوليته». 

إيطاليا عند خط المواجهة الأول للمهاجرين
وتقف إيطاليا عند خط المواجهة في أزمة المهاجرين الفارين من الفقر والحروب في بلادهم الإفريقية والذين ينطلقون من ليبيا بحرا باتجاه أوروبا.

وأعلنت فنلندا، التى تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي، أول أمس الأربعاء، أن «قمة مالطا المقبلة حول الهجرة ستستأنف العمل الذي تم إنجازه في باريس، على أمل التحرك في الاتجاه الصحيح».

وفي اجتماع عمل في العاصمة الفرنسية في يوليو، وافقت نحو 14 دولة أوروبية على تنفيذ آلية تضامن لتوزيع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط على دول التكتل. 

وكان سالفيني قد عمد إلى تشديد سياساته المناهضة للهجرة خلال 14 شهرا من توليه وزارة الداخلية، حيث رفع الصوت ضد المهاجرين على منصات وسائل التواصل الاجتماعي ومنح الحكومة الشعبوية السلطة لإغلاق موانئ البلاد بوجه السفن المحملّة بالمهاجرين.

خطوة خطيرة سياسيا
عمد ائتلاف الرابطة اليميني وحركة خمس نجوم إلى منع السفن التي تحمل مهاجرين من دخول المياه الإقليمية الإيطالية، وتركها عالقة لأيام أو حتى أسابيع في البحر، كما أتاح القانون حجز سفن المنظمات غير الحكومية وفرض غرامات قد تصل إلى مليون يورو على ربابنتها.

ومع أن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا هو من وقّع مراسيم سالفيني المتعلقة بالهجرة، إلا أنه عارض علنا عدة عناصر، معتبرا أن واجب إنقاذ الأرواح المعرّضة للخطر في البحر يتقدم على أي شيء، وأن الغرامة شديدة القسوة.

ومن المتوقع أن تتبنى الحكومة الجديدة التي تجمع بين حركة خمس نجوم والحزب الديموقراطي من يسار الوسط مقاربة أكثر براغماتية، وخصوصا أن وزيرة الداخلية الجديدة لوتشيانا لامورغيزي لا تنتمي إلى أي حزب.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة لويس في روما لورنزو كاستيلاني، للوكالة الفرنسية، «ما هو أكيد أنه سيكون هناك اهتمام إعلامي أقل بمشكلة الهجرة»، مضيفا أن «الحكومة الجديدة ستسعى إلى حوار أعمق مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية دبلن، وستخفف من لهجة منظمات الإنقاذ».

لكنه حذر من أنه في الوقت الذي عانى فيه سالفيني من انخفاض طفيف في شعبيته منذ اسقاطه حكومة خمس نجوم، فإن محاولة الاستفادة من ذلك عبر التخفيف من تشدد قانون الهجرة الإيطالي ستكون «خطوة خطيرة سياسيا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألمانيا توقف شخصين يشتبه في أنهما جاسوسان روسيان
ألمانيا توقف شخصين يشتبه في أنهما جاسوسان روسيان
بوركينا فاسو تطرد 3 دبلوماسيين فرنسيين
بوركينا فاسو تطرد 3 دبلوماسيين فرنسيين
إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر
إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر
الصين ترد على «نفاق» بايدن بعد اتهامها بـ«كراهية الأجانب»
الصين ترد على «نفاق» بايدن بعد اتهامها بـ«كراهية الأجانب»
«لوفتهانزا» الألمانية تمدد تعليق رحلاتها إلى طهران وبيروت
«لوفتهانزا» الألمانية تمدد تعليق رحلاتها إلى طهران وبيروت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم