أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، أن موفد واشنطن لشؤون أفغانستان، زلماي خليل زاد، سيجري محادثات جديدة مع ممثلي حركة «طالبان» هذا الشهر في قطر، في وقت تتكثف المساعي للتوصل إلى اتفاق يطوي صفحة أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.
وغادر خليل زاد، السياسي المخضرم الذي يقود مساعي البيت الأبيض للتوصل إلى اتفاق سلام مع «طالبان» الجمعة، في جولة تستمر 17 يومًا سيتوقف خلالها في أفغانستان وباكستان وألمانيا وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة، بحسب وزارة الخارجية الأميركية، وفق «فرانس برس».
وفي الدوحة، سيستأنف المحادثات مع «طالبان» بعد توقفها لمدة شهر في محاولة «لدفع عملية السلام قدمًا»، وفق بيان وزارة الخارجية. وكان خليل زاد التقى ممثلي «طالبان» ست مرات خلال الأشهر الأخيرة في إطار سعي لإبرام اتفاق تسحب الولايات المتحدة بموجبه قواتها التي نشرتها في أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001.
ويعتقد أن الولايات المتحدة اتفقت مع «طالبان» على مطلب واشنطن الأساسي منذ العام 2001 وهو عدم سماح بتحول أفغانستان ملاذًا للمتطرفين الذي يلجأون إلى العنف. لكن لا يزال رفض «طالبان» التفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني المدعومة دوليًّا يشكل مسألة خلافية رئيسية.
ورفضت «طالبان»، التي ترى أنها قادرة على الضغط عسكريًّا، مساعي غني للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد. وقال زعيم «طالبان»، هيبة الله أخوند زاده، في بيان السبت: «يجب ألا يتوقع أحد منا تهدئة على جبهات الجهاد أو نسيان 40 عامًا من التضحيات قبل الوصول إلى أهدافنا».
وفي كابل، سيلتقي خليل زاد ممثلين للمجتمع المدني والمجموعات الحقوقية النسائية، التي أعربت خصوصًا عن مخاوف مرتبطة باحتمال اضطلاع «طالبان» بدور أكبر في الحياة السياسية في البلاد. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية أن خليل زاد «سيشجع جميع الأطراف على العمل باتجاه مفاوضات أفغانية داخلية تؤدي إلى تسوية سلام نهائية». بدورها، أعربت ألمانيا عن رغبتها في استضافة اجتماع يبحث السلام في أفغانستان.
وسيبدأ خليل زاد جولته في باكستان، التي كانت الداعم الأبرز لـ«طالبان» قبل هجمات 11 سبتمبر، واستخدمت علاقاتها بالحركة لتسهيل إجراء محادثات معها.
تعليقات