Atwasat

من يدق طبول الحرب في الولايات المتحدة على إيران؟

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 15 مايو 2019, 03:45 مساء
WTV_Frequency

إذا كانت طبول الحرب تقرع بين الولايات المتحدة وإيران، فإن من يقف وراء هذا التوتر بشكل مباشر هو جون بولتون رجل الحرب في إدارة دونالد ترامب، في حين أن الأخير لا يرغب في الحروب ويسعى إلى سحب الجنود الأميركيين المنتشرين في العالم.

قرقعة السلاح بدأت تسمع بقوة بعدما أصدر مستشار الأمن القومي الأميركي مساء يوم أحد بيانا سلط الأضواء على العلاقة المتوترة مع إيران. فقد وجه بولتون المعروف بانتمائه إلى تيار المحافظين الجدد «تحذيرًا واضحا لا لبس فيه إلى النظام الإيراني» في الخامس من مايو، أعلن فيه إرسال حاملة طائرات الى منطقة الخليج ردًا على تهديدات ايرانية لم تتضح أصلا معالمها بعد حتى الآن.

كان جون بولتون صاحب الشاربين العريضين من فريق الرئيس جورج دبليو بوش مطلع القرن الحالي حيث عمل بشكل خاص سفيرًا لبلاده لدى الامم لمتحدة. ولا يزال يتباهى بأنه من صانعي اجتياح العراق عام 2003. إلا أن بولتون لا يثير الخشية لدى خصومه فحسب، بل أيضا في قلب معسكره الجمهوري بعدما ضمه ترامب إلى ادارته في مارس 2018 مستشارًا له لشؤون الأمن القومي.

وقبل ذلك كان من أبرز ضيوف قناة «فوكس نيوز» لعرض سياساته الحربية على قناة تعتبر المفضلة لدى ترامب.

وقالت المحللة «اتلانتيك كاونسل» باربرا سلافين «إن من يعرف بولتون لن يفاجأ بأن يكون الرجل حاليا منكبا على افتعال أزمة». وأضافت «أن رئيس الولايات المتحدة يكرر على الدوام أنه لا يريد حربا جديدة، في حين يدعو جون بولتون على الدوام لضرب إيران». وتساءلت «هل هذه هي فعلا سياسة ترامب الخارجية أم أن بولتون يتصرف على هواه؟».

ويتم حاليا تداول روايات عن خلاف بين ترامب وبولتون بشأن فنزويلا. إذ يبدو بحسب صحيفة واشنطن بوست أن المستشار بولتون أكد لترامب أنه لن يكون من الصعب التخلص من الرئيس نيكولاس مادورو، في حين أثبتت الأحداث عكس ذلك؟

وأمام انتشار معلومات من هذا النوع سارع ترامب لنجدة صديقه بولتون لتجنب إحراجه، إذ قال: «جون شخص جيد جدًا، قد تكون له نظرة قاسية جدا للأمور، لكنها ليست مشكلة».

وتابع الرئيس الأميركي ممازحًا «فعليا أنا من يدعو جون إلى التروي... قد تجدون ذلك غير معقول...أليس كذلك؟». «لدي جون، ولدي غيره من ذوي التوجهات المرنة، وفي النهاية أنا من يتخذ القرارات».

ويتقاسم الرجلان اقتناعات عدة مثل الدفاع الشديد عن السيادة الوطنية، والانتقاد اللاذع الذي يصل إلى حد الكراهية للمنظمات المتعددة الاطراف مثل الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية. إلا أن الرئيس المعروف بمواقفه الانعزالية وعد بالانسحاب من «النزاعات التي لا تنتهي» والمكلفة جدًا بنظره، في تعارض مع مستشاره بولتون الميال لسياسة التدخل في النزاعات.

ومع ارتفاع وتيرة التوتر مع إيران تنقسم الآراء حول الدور الحقيقي لمستشار الأمن القومي، وهو منصب في غاية الأهمية لجهة تطبيق السياسة الخارجية للولايات المتحدة. يقول دبلوماسي أوروبي في هذا الصدد «من الأفضل عدم المبالغة في مدى النفوذ الذي يحظى به جون بولتون»، معتبرًا أن دونالد ترامب هو الوحيد الذي له الكلمة الفصل عند اتخاذ القرارات.

وأضاف الدبلوماسي أن بولتون كشف استعداده للعمل إلى جانب رئيس مستعد للتفاوض مع نصف الكرة الأرضية، في حين أن المستشار يفضل قصفها.

ومع أن بولتون كان يدعو عبر «فوكس نيوز» إلى توجيه ضربات وقائية ضد كوريا الشمالية قبل تسلمه منصبه، كان شاهدًا ومشاركا في محادثات بين ترامب وكيم جونغ أون. إلا أن آخرين يعتقدون أن دعوته إلى تغيير النظامين الفنزويلي والإيراني تلقى مزيدًا من التأييد.

يقول في هذا الإطار روبرت غوتمان من جامعة جون هوبكينز يعطي الانطباع بأنه متشدد وحازم وهذا ما يثير إعجاب ترامب، معتبرًا أن ادارة ترامب قد تجد المواجهة مع إيران ورقة رابحة استعدادًا للانتخابات الرئاسية عام 2020.

ويبدو أن جون بولتون يدفع كثيرًا نحو تطبيق السياسة القائمة على «السلام عبر القوة» حتى لو ذهب أبعد مما يريده ترامب. إلا أن منتقدي سياسة ترامب يحذرون من أن التوتر قد يتحول إلى نزاع مسلح بسهولة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
توقيف مساعد نائب في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين
توقيف مساعد نائب في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لحساب الصين
الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى رواندا
الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى ...
الصين تشجب اتهامات أميركية «لا أساس لها» بتوفير دعم عسكري لروسيا
الصين تشجب اتهامات أميركية «لا أساس لها» بتوفير دعم عسكري لروسيا
ألمانيا: الاتهامات بتجسس صيني على البرلمان الأوروبي خطرة للغاية
ألمانيا: الاتهامات بتجسس صيني على البرلمان الأوروبي خطرة للغاية
بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا
بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم