أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط في مناورة مصحوبة بتحذير «واضح لا لبس فيه» من البيت الأبيض إلى إيران ما قد يشكل تصعيدًا خطيرًا بعد عام من الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وأعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون الأحد في بيان «ردًا على عدد من المؤشّرات والتحذيرات المقلقة والتصاعديّة، ستنشر الولايات المتحدة حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن وقوّةً من القاذفات في منطقة القيادة الوسطى الأميركية» في الشرق الأوسط، وفق «فرانس برس».
وأضاف ان هذا الانتشار «رسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني: سنرد بلا هوادة على أي هجوم ضد مصالح الولايات المتحدة أو حلفائنا». وتابع بولتون أن «الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، لكنهم على استعداد تام للرد على أي هجوم، سواء تم شنه بالوكالة أو من جانب الحرس الثوري أو من القوات النظامية الإيرانية».
وكان الرئيس دونالد ترامب قرر في الثامن من مايو 2018 الانسحاب من الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي اعتبره متساهلاً للغاية. ومذاك، وخلافًا لرغبات حلفائه الأوروبيين الذين ما زالوا متمسكين بهذا الاتفاق، واصل رئيس الولايات المتحدة تعزيز «حملته لممارسة ضغوط قصوى» على النظام الإيراني.
لكن بيان الأحد، رغم الغموض، يجتاز للمرة الأولى خطوة اضافية عبر نقله حملة الضغوط إلى المجال العسكري. وبلغ ذلك درجة تدفع البعض إلى التساؤل عمّا إذا كانت هذه بادرة فردية لمستشار الأمن القومي المعروف بأنه من «الصقور» أنصار النهج المتشدد ضد إيران. على الورق، هناك العديد من التناقضات بين المستشار والرئيس الجمهوري الذي يكرر القول أنه لم يعد يريد إشراك الجيش الأميركي في نزاعات باهظة الاكلاف.
ومع ذلك، أكد وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أدان بدوره «تصعيدا» نسب إلى «تحركات الإيرانيين»، أن الإدارة كانت تستعد «منذ بعض الوقت» لهذا الانتشار. ويبدو أن هذا التحرك يهدف بشكل أساسي إلى تعزيز الضغوط في الوقت الذي تواجه فيه إدارة ترامب صعوبات لجمع «التحالف العالمي» الضخم الذي تدعو إليه ضد الجمهورية الإسلامية.
تعليقات