سحبت السلطات الهندية الحماية التي تمنحها الشرطة لخمسة قادة انفصاليين في كشمير الأحد على خلفية تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 41 جنديا في المنطقة المتنازع عليها.

وتعهدت نيودلهي الرد بعدما استهدفت حافلة مفخخة قافلة كانت تقل 2500 جندي عبر المنطقة التي تديرها الهند الخميس، في هجوم يعد الأكثر دموية في إطار النزاع المستمر منذ 30 عاما. وقال مسؤولون هنود إنه تم سحب الحماية التي يتمتع بها رجل الدين المسلم مير واعظ عمر فاروق وأربعة زعماء انفصاليين آخرين، وفق «فرانس برس».

وقال الناطق باسم وزارة الشؤون الداخلية بهارات بوشان بابو «قررنا سحب الأمن الذي تم توفيره للزعماء الانفصاليين غداة الاعتداء الذي استهدف قوات الأمن». وأضاف أن القرار يأتي في أعقاب دعوة الحكومة الى اعادة النظر في الحراسة المقدمة لأولئك «الذين يحصلون على أموال من باكستان».

وكانت الشرطة الهندية حتى الأحد توفّر حماية أمنية للقادة الخمسة خشية اندلاع أعمال عنف في المنطقة في حال تعرض القادة السياسيين الكشميريين لأي هجوم. ويترأس مير واعظ ، الذي يحظى بحماية من الشرطة منذ اغتيل والده الزعيم الديني عام 1990، «مؤتمر الحرية»، وهو ائتلاف يضم أحزابا سياسية محلية تطالب باستقلال كشمير أو ضمها إلى باكستان المجاورة.

وقلل الناطق باسم «مؤتمر الحرية» من أهمية قرار الحكومة قائلا «لا تأثير له ولا يمكنه تغيير الواقع بشأن نزاع كشمير أو الوضع على الأرض». وكشمير مقسمة بين الهند وباكستان منذ حصل البلدان على استقلالهما عن بريطانيا في 1974. ويطالب الطرفان بالمنطقة كاملة وخاضا ثلاث حروب من أجلها.

وتتهم الهند باكستان بتدريب وتسليح عناصر مقاتلة في كشمير بينما تصر إسلام أباد على أنها لا تقدم سوى الدعم الدبلوماسي والمعنوي لحق كشمير في تقرير مصيرها. وسحبت الحكومة الهندية الميّزات التجارية التي تمنحها لباكستان وفرضت رسوما جمركية نسبتها 200 بالمئة على جميع الواردات من جارتها بعد ساعات من هجوم الخميس الذي تبنته جماعة «جيش محمد» المتمركزة في باكستان.

ونفت باكستان أي علاقة بالهجوم معتبرة أن اتهامات نيودلهي ليست أكثر من «تكتيكات من كتاب الخدع الهندية التي عادة ما تتبع هجمات من هذا النوع». وأثار تفجير الخميس غضبا واسعا في أنحاء الهند وطالبت بعض التظاهرات والقنوات التلفزيونية بالتحرك عسكريا ضد باكستان. وأمرت وزارة الداخلية الهندية بتشديد الاجراءات الأمنية لحماية المدنيين الكشميريين عقب ورود تقارير عن تعرضهم لهجمات بايدي عصابات.